أكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية ، أن دولة قطر في إطار رؤيتها الوطنية، تضع من ضمن أولوياتها قضية الأمن الغذائي وتأمين حاجة سكانها من الغذاء، مشيرا في هذا السياق الى أن الاستراتيجية الوطنية للدولة للأمن الغذائي (2018 - 2023) ركزت على توفير السلع الغذائية الأساسية والاستراتيجية للمستهلكين بالدولة بتكلفة مناسبة وجودة عالية ومتوافقة مع اشتراطات الشريعة الإسلامية ومعايير السلامة ، الأمر الذي مكن دولة قطر من تحقيق المرتبة الأولى عربيا و24 عالميا في المؤشر العالمي للأمن الغذائي.
تطوير وزيادة الإنتاج المحلي من السلع الطازجة مع مراعاة حسن استغلال الموارد الطبيعية، وتنويع مصادر التجارة
ولفت سعادته في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمنتدى المنظمة الاسلامية للسلع الاستراتيجية والأمن الغذائي الذي تنظمه وزارة البلدية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، إلى أن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي ، قد اعتمدت على عدد من الركائز الأساسية تشمل تطوير وزيادة الإنتاج المحلي من السلع الطازجة مع مراعاة حسن استغلال الموارد الطبيعية، وتنويع مصادر التجارة الخارجية لتفادي التعرض الى أي مخاطر محتملة قد تنشأ في حالات الازمات والطوارئ ، وتكوين مخزون استراتيجي بالدولة من السلع الغذائية والتي لها قابلية للتخزين لفترات طويلة.
تعزيز القدرات التخزينية
يشار في هذا الصدد الى أن دولة قطر قامت بتعزيز قدراتها التخزينية من خلال تنفيذ مشروع بناء مرافق مباني ومخازن الأمن الغذائي بميناء حمد، على مساحة تزيد عن نصف مليون متر مربع ، ويضم المشروع صوامع للتخزين ومرافق تصنيع وتحويل وتكرير متخصصة للأرز والسكر الخام والزيوت الصالحة للأكل، وستكون هذه المنتجات متاحة للاستخدام المحلي والإقليمي والدولي، علماً بأنه تم تجهيز المشروع بالبينة التحتية المناسبة وإنشاء الهياكل الأساسية المجهزة بمعدات عمليات المناولة والتجهيز والتعبئة وإعادة التحميل والنقل المرتبطة بالمشروع.
قطر تتطلع الى الاستمرار في التعاون مع الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي
وأعرب سعادة الوزير في ختام كلمته عن تطلع دولة قطر الى الاستمرار في التعاون مع الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي والتنسيق والتقارب في مجال السياسات والخطط الخاصة بتوفير السلع الغذائية الاستراتيجية، وتحقيق معايير واشتراطات سلامة الغذاء، بما يسهم في الوصول الى الأهداف المشتركة المتعلقة بتوفير الامن الغذائي.
من ناحيته وصف سعادة السيد أحمد سنجيندو، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية لمنظمة التعاون الإسلامي، المنتدى بالمميز والمهم ، ومن شأنه توفير فرصة للخبراء لمناقشة قضايا استدامة مصادر الغذاء ، لا سيما وأن أزمة تفشي فيروس كورونا / كوفيد-19/ قد أثرت كثيرا على هذا الموضوع الحيوي في الكثير من دول العالم ، مبينا أن العديد من القطاعات المعنية بالأمن الغذائي وصلت الى خط الفقر مع شح الغذاء وعدم الوصول الى السلع الأساسية ، بينما فقد الملايين من السكان وظائفهم ووسائل عيشهم ، معظمهم من مواطني منظمة التعاون الاسلامي ، وذلك وفقا لتقرير أممي في هذا الخصوص.
أحمد سنجيندو: ضرورة توفير السلع الغذائية وخفض الفقر لتحقيق الأمن الغذائي بدول منظمة التعاون الاسلامي وفق برنامج للسلع الاستراتيجية
ونوه الى اهمية توفير السلع الغذائية وخفض الفقر ، لتحقيق الأمن الغذائي بدول منظمة التعاون الاسلامي، وفق برنامج للسلع الاستراتيجية ، موضحا ان المؤتمر الخاص بالأمن الغذائي والسلع الاستراتيجية العام الماضي في مدينة اسطنبول التركية قد وضع خطط عمل لسلع القمح والأرز والكسافة ، ما يمكن الدول التي تنتجها من الحصول على منافع أكبر في تعاملاتها مع سلاسل الغذاء في العالم .
الحلول والتحديات
ودعا السيد سنجيندو المشاركين في المنتدى الى مناقشة الحلول والتحديات التي تواجه الدول الاعضاء فيما يتعلق بإنتاج السلع الاستراتيجية ووضع خطط طويلة وقصيرة الأمد لتحقيق الاستقرار في سوق السلع، وتعزيز القدرات الانتاجية ضمن جهود تتعلق بإدارة وتبادل المعلومات في هذا السياق.
كما أكد اهمية تنويع قطاع الزراعة مع تزايد عدد السكان، والعمل على تفادي المخاطر التي قد تضر بالإنسان والنبات والحيوان ، ومنها مسألة التغيرات المناخية، واتباع الطرق الصحية في تحضير الطعام الحلال والمعايير الخاصة به، وتشجيع الدول الأعضاء لتعزيز السلطات المرتبطة بموضوع الأمن الغذائي، والتأكيد على الدور المهم بذلك خاصة ما يعنى منه بجانب الاستثمار، وإعداد خطط عمل لتعزيز عمل المؤسسات المعنية لوضع منظومة للسلامة الغذائية تدعم اقتصاديات دول المنظمة، مع التركيز على الامكانيات المتوفرة لديها.
الغذاء الصحي
وشدد على ضرورة توفير الغذاء الصحي لتفادي تفشي الأمراض، والقيام بالإجراءات المطلوبة لتنفيذ خطة عمل المنظمة الخاصة بذلك لعام 2025 ، وتكثيف التعاون مع إفريقيا في موضوع انتاج الغذاء والسلع، لا سيما وانها قارة تتمتع بموارد مختلفة ومتنوعة، واستغلال الفرص الكامنة فيها، كونها تشكل بيئة خصبة للاستثمار الزراعي، وأكد التزام الامانة العامة للمنظمة للتعامل مع الدول الاعضاء لزيادة انتاج السلع وتعزيز المعايير المتعلقة بسلامة الغذاء.
وقال سعادة السيد أرمان إيساغالييف سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة، والذي تحتضن بلاده مقر الامانة العامة للمنظمة الاسلامية للأمن الغذائي، إن استقرار سوق الغذاء وتفشي جائحة كورونا / كوفيد-19/ سيطرا على اهتمامات المجتمع الدولي.
واستعرض الجهود التي تقوم بها كازاخستان في مجال الأمن الغذائي وتطوير القطاع الزراعي باستخدام التقنيات الحديثة، وارتفاع انتاجيتها من الحبوب وبخاصة القمح الذي تنتج منه ما يقارب 7 ملايين طن سنويا ، فضلا عما تقدمه من مساعدات للدول المحتاجة.
أهداف المنظمة
وثمن دور دولة قطر في تعزيز عمل المنظمة الاسلامية للأمن الغذائي وتحقيق أهدافها وتنفيذها جملة من البرامج ضمن انشطة المنظمة، ومنها على سبيل المثال ما يعنى بإدارة الأمن الغذائي وتطوير صيغة الحلال وغيرها من المبادرات المهمة، مؤكدا على دور المنظمة في ضمان الأمن الغذائي واستدامته.
أما سعادة السيد يوسف حسن خلاوي، الأمين العام للغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة والزراعة، فأكد أهمية العمل المشترك وعقد شراكات حقيقية وناجحة من خلال هذا المنتدى لتحقيق الأمن الغذائي وضمان أسباب توفير الأغذية، بين المنظمات التي تقوم على أساس الخدمة العامة وعلى رأسها منظمات العمل الاسلامي، مستعرضا الدروس المستقاة من أزمة / كوفيد-19/ ومنها فقدان الشعور بالأمن، ومن ذلك الأمن الغذائي بصورة كبيرة ومستوى واسع.
صناعة الحلال
ودعا الى اقامة صناعة الحلال على أسس صحيحة وركائز استراتيجية بمعايير وجودة صحية، مشيرا الى أن ما يتراوح بين 20 الى 25 بالمئة من سكان العالم بالدول الاسلامية، ما يعني ان صناعة الحلال موجهة لهم وهم يمثلون ربع سكان العالم خلال السنوات المقبلة ، لافتا الى ان الدول المصدرة للحلال تقع خارج المنطقة، وأن من توجه لهم هذه الصناعة هم الجمهور داخل وخارج العالم الاسلامي . وقال إن الاعتناء بتطوير هذه الصناعة يقع على رأس اهتمامات الغرفة ومنظمات العمل الاسلامي المشترك بالمنظمة.
وتحدث كذلك سعادة السيد برلان بايدوليت ، المدير العام للمنظمة الاسلامية للأمن الغذائي، ونوه بدعم دولة قطر للمنظمة ، داعيا حكومات الدول الاسلامية الى التعامل مع مسألة شح الغذاء واستخدام التقنيات الحديثة لتطوير منتجات السلع الزراعية الأساسية مثل القمح والأرز والكسافة باستثمار ايضا المزيد من الجهود في ذلك.
وقال إن من برامج المنظمة انشاء منصة الكترونية توفر التدريب والمعلومات المتخصصة، يتعين معها على دول المنظمة التركيز على موضوع الامن الغذائي وسلامة الأغذية وبناء شراكات ناجحة في هذا الخصوص.
ركيزة أساسية
وقالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية، إن موضوع الأمن الغذائي قضية في غاية الأهمية ، معربة عن خالص الشكر لدولة قطر التي تستضيف هذا المنتدى الهام باعتبار ان الأمن الغذائي واستدامته وسلامة الأغذية ركيزة اساسية تحظى باهتمام الجميع في ظل التغيرات التي يشهدها العالم ومنها المناخية.
واستعرضت جهود المركز في إجراء البحوث بمشاركة 36 دولة عضوا، والبحث عن الحلول المبتكرة لكل هذه التحديات ودعم الفئات المهمشة من خلال تنفيذ 26 مشروعا لمساعدة الدول في تعزيز أمنها الغذائي والمائي ومعيشة سكانها.
المنتدى يناقش على مدى ثلاثة أيام مواضيع تنمية انتاج السلع الاستراتيجية مثل القمح والارز والكسافة
يناقش المنتدى على مدى ثلاثة أيام مواضيع تنمية انتاج السلع الاستراتيجية مثل القمح والارز والكسافة، وغيرها من المحاور المتعلقة بسلامة الغذاء وتعزيز انماط الاستهلاك الصحية، والتحديات والفرص المتعلقة بمجال انتاج السلع الغذائية الاستراتيجية، واستعراض تجارب الدول الاعضاء في المنظمة الاسلامية للأمن الغذائي مع التركيز على بناء القدرات الفنية والمعرفية وتبادل الخبرات الخاصة بالمعاهد البحثية للدول الاعضاء.
أوراق عمل المنتدى
وسيقدم عدد من المشاركين اوراق عمل علمية حول موضوع المنتدى، بجانب عقد حلقات نقاشية حول أنشطة المنظمة الاسلامية للأمن الغذائي التي تم تنفيذها العامين الماضيين، وطرح الحلول لمواجهة التحديات الحرجة التي تواجهها الدول فيما يتعلق بإنتاج السلع الاستراتيجية ، فضلا عن مناقشة مواضيع أخرى تتعلق بسلامة الغذاء، و تعزيز الممارسات التي تهدف الى تحسين سلامة وجودة الغذاء وذلك من خلال استعراض تجارب الدول الاعضاء في مجال الزراعة المستدامة والزراعة العضوية ودعم وتعزيز الممارسات الزراعية التي تعتمد على تقنيات صديقة للبيئة والادارة الامثل للموارد الطبيعية.
ومن المنتظر أن يتم في ختام المنتدى التوافق على الاهداف المرجوة للمنظمة الاسلامية للأمن الغذائي والدول الاعضاء، واعداد خطة تنفيذية لتطوير انتاج السلع الاستراتيجية ، ووضع آلية لدمج المنهجيات الخاصة بالدول الاعضاء في كل من المنظمة الاسلامية للأمن الغذائي ومنظمة التعاون الاسلامي بشأن تطوير السلع الغذائية، إضافة الى وضع خطة لتنفيذ برنامج الطعام الصحي وسلامة الغذاء للفترة من 2022 الى 2023.