بفضل برنامج مكافحة الشيخوخة الذي تقدمه دراسة طبية والقائم على نمط حياة صحي بات من الممكن أن تبدو أصغر بـ3 سنوات في 8 أسابيع.
في مقالها الذي نشرته مجلة "جورنال دي فام" الفرنسية، قالت الكاتبة أوسيان كو إنه من الممكن اكتساب 3 سنوات من متوسط العمر المتوقع من خلال إجراء بعض التغييرات في نظامنا ونمط حياتنا.
وقالت الدكتورة كارا فيتزجيرالد -وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة- "إن هذه الدراسة تعد مثيرة للاهتمام نظرا لأن الشيخوخة تمثل أكبر عامل خطر للإصابة بالأمراض المزمنة، وفي حال تمكنا من إبطاء الآثار البيولوجية للشيخوخة قليلا يمكن أن تتحسن نوعية حياتنا بشكل كبير".
لإجراء هذه الدراسة -التي نشرت في مجلة "أيجينغ" (Aging)- أجرى الباحثون تجربة سريرية على 43 رجلا يتمتعون بصحة جيدة، وتتراوح أعمارهم بين 50 و72 عاما.
بعد ذلك، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، واتبع الرجال في المجموعة الأولى أسلوب حياتهم المعتاد، فيما نفذت المجموعة الثانية التعليمات التي قدمها الباحثون، والتي تهدف إلى تحسين نمط حياتهم.
اتبع هؤلاء المتطوعون التالي:
- نظاما غذائيا متوازنا من اللحوم والأسماك الخالية من الدهون.
- ممارسة 30 دقيقة من النشاط البدني بشكل يومي.
- النوم لمدة 7 ساعات كل ليلة.
- إجراء تمارين الاسترخاء لتقليل مستوى الإجهاد.
وأكدت الكاتبة أن الباحثين أخذوا عينات من اللعاب من كل مشارك في بداية الدراسة ونهايتها، وبعد مرور 8 أسابيع من التجربة السريرية وجدوا أن العمر البيولوجي (الذي يتوافق مع الحالة الفيزيولوجية والصحية لجسمنا) للمجموعة النشطة كان أصغر بـ3 سنوات من عمر المشاركين الآخرين.
وخلصت الكاتبة إلى القول إن هذه الدراسة تميل إلى إثبات الأثر الإيجابي لنمط الحياة الصحي على العمر، ونتيجة لذلك تعد العادات اليومية البسيطة أفضل علاج طبيعي لمكافحة الشيخوخة.
الرياضة تكافح الشيخوخة
ويؤكد عالم الرياضة إنجو فروبوزه أن الرياضة يمكنها تعزيز قوة الدماغ والذكاء في مرحلتي الطفولة والمراهقة، كما يمكنها الاحتفاظ بالذاكرة في مرحلة الشيخوخة.
وأكد البروفيسور الألماني على أن الرياضة والنشاط ليسا مفيدين للجسم فحسب، بل وللعقل أيضا.
وأوضح رئيس معهد العلاج بالحركة والوقاية وإعادة التأهيل في جامعة الرياضة الألمانية بمدينة كولن الألمانية أنه من المستحيل عمليا تنمية المهارات الذهنية في مرحلة الطفولة والحفاظ عليها في سن الشيخوخة دون ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن ثمة علاقة وثيقة بين النشاط البدني والأداء المعرفي، حيث تلعب الرياضة دورا خاصا في التشكل الإدراكي في مرحلتي الطفولة والمراهقة بالتزامن مع تشكل وبناء معظم خلايا المخ.
ومع تقدم السن يمكن للنشاط الرياضي أن يحافظ على قوة المخ وتشكيل تأثيرات إيجابية على الدماغ، وعلى ما يبدو فإن الهرمونات التي تطلقها العضلات هي بمثابة وقود حقيقي لمركز الذاكرة في الدماغ.