قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن روسيا تخطط "لأكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945″، وذلك وسط مخاوف الغرب من غزو روسي مُحتمل للأراضي الأوكرانية، في حين أعلنت واشنطن أن الرئيس الأمريكي، جو بايعن، سيعقد اجتماعاً للأمن القومي بخصوص الأزمة الأوكرانية.
جاءت تصريحات جونسون خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، نُشرت أجزاء منها اليوم الأحد، وحذر من أن الأدلة تظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط لحربه الكبيرة في أوروبا.
حرب مُحتملة
كذلك أشار جونسون إلى أن المعلومات الاستخباراتية تظهر أن روسيا تعتزم شن غزو سيطوق العاصمة الأوكرانية كييف، وأوضح أن الرئيس الأمريكي بايدن أبلغ القادة الغربيين بأن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن القوات الروسية تخطط لدخول أوكرانيا من الجهات الشرقية من دونباس، ومن الجهات الشمالية من المناطق المحيطة ببيلاروسيا.
أضاف جونسون: "أخشى أن تكون الخطة التي رأيناها تتعلق بما يمكن أن تكون أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945″، في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945).
تتزامن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني مع تأكيد البيت الأبيض، أمس السبت، مجدداً، أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا "في أي وقت".
من المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي بايدن اجتماعاً نادراً لمجلس الأمن القومي، بخصوص الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، اليوم الأحد، بحسب ما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي.
ساكي أشارت إلى أنه تم إطلاع بايدن على المحادثات في مؤتمر ميونيخ الأمني بين القادة الغربيين بشأن الأزمة المتعلقة بأوكرانيا، مضيفة أن مستشاريه للأمن القومي "كرروا أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت".
المسؤولة الأمريكية أكدت أيضاً أن بايدن يواصل مراقبة تطور الوضع في أوكرانيا، وأنه يتم إطلاعه بانتظام من قِبل فريق الأمن القومي على الأحداث الميدانية.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن القوات الروسية بدأت "تقترب أكثر" من الحدود مع جارتها السوفييتية السابقة (أوكرانيا)، وأضاف في مؤتمر صحفي في ليتوانيا "نأمل أن يتراجع (بوتين) عن حافة الحرب"، مضيفاً أن من الممكن تجنب غزو أوكرانيا.
تدريبات نووية
بالموازاة مع هذه التوترات أجرت روسيا أمس السبت، مناورات عسكرية أشرف عليها بوتين بنفسه، وقال الكرملين إن روسيا أجرت بنجاح تجارب إطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت، وصواريخ كروز في البحر على أهداف برية، خلال مناوراتها العسكرية.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال إن التدريبات تضمنت إطلاق صواريخ بالستية فرط صوتية من طراز "كينجال"، وصواريخ كروز فرط صوتية من طراز "تسيركون"، وهي أسلحة روسية جديدة وصفها بوتين سابقاً بأنها "لا تُقهر"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بدوره، أشار رئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف إلى أن "الهدف الرئيسي للتدريبات الحالية هو تدريب القوات الهجومية الاستراتيجية لإلحاق هزيمة مضمونة بالعدو".
استدعت هذه التدريبات تعليقاً من واشنطن، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي أوستن، إن التدريبات النووية تثير القلق بين قادة الدفاع في جميع أنحاء العالم، إذ يركز الجيش الروسي على حشد هائل للقوات حول أوكرانيا، وهناك خطر من وقوع "حادث أو خطأ".
يُشار إلى أنه وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، حشدت موسكو مؤخراً أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، ما أثار مخاوف من احتمالية أن تكون روسيا تخطط لهجوم عسكري ضد جارتها.
وتنفي روسيا استعدادها للغزو، وتتهم الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسع الناتو نحو حدودها.