أعاد سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، مسألة ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية، إلى عاملي العرض والطلب والاستثمار، مستبعدًا أن تكون لها علاقة بالأزمة الروسية الأوكرانية الحالية.
وقال سعادته خلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم الثلاثاء، بمشاركة سعادة السيد طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بجمهورية مصر العربية وسعادة السيد محمد هامل الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، إن الارتفاعات التي سجلت في أسعار الغاز ليست وليدة الأزمة المذكورة بل تعود أساسًا للعرض والطلب، حيث يعد الغاز الطبيعي المسال واحدًا من أهم مصادر التحول في مجال الطاقة في الوقت الراهن، وهو ما يصعب من عملية التوقعات في هذا المجال، بالإضافة إلى طبيعة الاستثمارات في القطاع التي تتطلب نفسًا طويلا خاصة وأنها تحتاج إلى تمويلات كبيرة.
وزير الدولة لشؤون الطاقة: المنتدى لم يناقش ما يجري في أوكرانيا
وشدد الكعبي التأكيد على أن المنتدى لم يناقش ما يجري في أوكرانيا، لأنه ليس منتدى سياسيًا ولا علاقة له بالقضايا السياسية وليست هناك نقاشات تمت في هذا الإطار.
وفي رده على سؤال حول موقف الدول المصدرة للغاز في حال فرضت عقوبات اقتصادية ليست من قبل الأمم المتحدة على أحد أعضاء المنتدى مثل روسيا، قال سعادته إنه أيا كانت القرارات التي سيتم اتخاذها، فإن ذلك لا علاقة له بالمنتدى، لأن أهداف منتدى الدول المصدرة للغاز لا علاقة لها بالقضايا السياسية، فالمنتدى عبارة عن مجموعة تسعى لتعزيز استخدام الغاز، وتفهم احتياجات الإنسانية لهذا المصدر النظيف من الطاقة.
وقال نحن نعمل مع بعضنا البعض ونقدم الغاز الطبيعي في أفضل صورة بأنه أفضل الطاقات الأحفورية.
نحن مستعدون لتوريد الغاز لكل الدول التي تحتاج منا ذلك
وفي رده على سؤال حول وجود مباحثات لتوريد الغاز لبعض الدول الأوروبية، في حال كانت هناك مشاكل مع روسيا، قال وزير الدولة لشؤون الطاقة: نحن مستعدون لتوريد الغاز لكل الدول التي تحتاج منا ذلك، ونحن نعلم مدى المشاكل التي يمكن أن تنشأ في العقود التي نبرمها مع الدول لذلك نحتاط من ذلك وهناك العديد من الأمثلة التي تبرهن متانة ذلك.
وأضاف: لسنوات طويلة أثبتنا بأننا دولة موثوق بها في هذا المجال، وبالنسبة لأوروبا فإن هناك الكثير من الدول الأوروبية التي قامت بالاتصال بدولة قطر من أجل توريد الغاز إليها، ولدينا العقود التي كنا أمضيناها ولم يكن هناك عدم احترام لتلك العقود ونحن نحترم قدسية العقود التي أبرمناها وهذا معروف عنا.
قطر تلعب دورًا كبيرًا في توريد الطاقة والغاز إلى أوروبا
وقال سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة إن دولة قطر تلعب دورًا كبيرًا في توريد الطاقة والغاز إلى أوروبا بنسبة تصل إلى 40 في المئة وليس هناك دولة أخرى تقوم بذلك ولدينا عقود واضحة.
وأكد سعادته أن قطر تريد تلبية طلبات الاتحاد الأوروبي لإمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال، لكن معظم صادراتنا مرتبطة بالفعل بعقود طويلة الأجل. قائلا: "قطر واضحة للغاية بشأن حرمة العقود نحن معروفون بالتشدد والالتزام بالعقود في السراء والضراء".
وأوضح سعادته الرغبة في مساعدة الاتحاد الأوروبي بتوفير كميات إضافية في حدود المتاح من كميات الغاز الموجودة، مضيفا: "سنساعد ولكن معظم الغاز الطبيعي المسال لدينا مرتبط بعقود طويلة الأجل، لقد تحدثت مع مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، كادري سيمسون، قبل بضعة أسابيع حول المزيد من الإمدادات".
وقال الكعبي إنه لا يمكن لأي دولة أن تحل محل روسيا حيث لا يمكن تحويل إلا حوالي 10-15 في المئة من عقود الغاز الطبيعي المسال إلى أماكن أخرى.
العالم أثبت بأنه يحتاج إلى المزيد من الغاز
وأضاف سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة: "عندما اتخذنا قرار الاستثمار النهائي بزيادة الإنتاج من الغاز إلى 110 ملايين طن وإلى 126 مليون طن، قال البعض بأن ذلك خطوة عنيفة من قطر ولكن العالم أثبت بأنه يحتاج إلى المزيد من الغاز ونحن نود أن نبرهن كذلك لزملائنا وللمستهلكين بأننا جديرون بتلك الثقة ويمكننا أن نورد الغاز".
ونوه سعادته قائلا: يجب أن نشير إلى أنه ليست الدول الأوروبية التي تقوم بشراء الغاز وإنما القطاع الخاص هو الذي يقوم بذلك، وتساءل سعادته: هل ستدخل الدول في هذا؟ ليست لدي إجابة على ذلك ويمكن للدول أن تقوم بذلك.
وقال إنه كانت هناك محادثات خلال الأسابيع الماضية، ونحن مستعدون لتوريد الغاز بما نقدر عليه لأي جهة ما وأيضًا نريد احترام التزاماتنا كذلك، ويمكننا أن نساعد في هذا المجال ونحن معروف عنا مساعدة أصدقائنا عندما يحتاجون إلينا.
وأضاف: في اليابان مثلاً عندما وقعت الأحداث المريرة في فوكوشيما قمنا بمساعدة اليابان لمدة سنة كاملة حتى تمكنوا من إعادة استخدام المنشأة النووية، وهذا متعلق بمدى استطاعتك المساعدة، وإذا طلبت منا المساعدة نحن ندرسها ونقدمها.
لدينا بعض العقود طويلة المدى وهي عقود واضحة لا يمكننا تغييرها
وأضاف الكعبي لدينا بعض العقود طويلة المدى وهي عقود واضحة لا يمكننا تغييرها وبعض الأحيان هناك بعض العقود التي تمتد لمدة 25 سنة وهي مرتبطة بكثير من الأشياء مثل التكنولوجيا، أما بالنسبة لبريطانيا فهناك عقود خاصة ونحن نعلم أن هناك سوقا حرة في بريطانيا وهي تشتري من قطر الغاز المسال ومن شركات أخرى.
وفي رد على سؤال حول تمويل توسعة حقل الشمال من الخارج وإصدار السندات، قال سعادة المهندس الكعبي: نحن ذكرنا في السابق بأننا لن نذهب إلى الأسواق المالية لأن وضعنا المالي ممتاز ولم تكن هناك نية للذهاب إلى الأسواق المالية للتمويل، ولكن لجأنا إلى ذلك عندما رأينا انخفاض أسعار الفائدة بشكل كبير جدًا، بالتالي كانت مغرية للذهاب إلى الأسواق المالية، وكنا نريد فقط عدة مليارات ولكن حصلنا على 12.5 مليار دولار بأسعار متدنية جدًا وكانت مغرية بالنسبة لنا ولمدة 30 و20 عاماً بالتالي كان الأفضل بالنسبة لنا أن نأخذ القرض في ذلك الوقت لتطوير حقل الشمال واستفدنا من الأسعار المنخفضة، ولا يوجد نية لإصدار سندات أخرى لمشروع تطوير حقل الشمال لأننا أخذنا ما نريده، وأضاف: إذا كانت هناك مشاريع إضافية سنفكر فيها في وقتها.
قطر للطاقة لن تصدر سندات خضراء في الأسواق المالية
ونوه بأن هناك مشروعًا للبتروكيماويات في قطر يجري العمل عليه حاليًا، وسيكون هناك قرض لهذا المشروع مثلما كنا نعمل في السابق. ونفى سعادته أن تكون لقطر للطاقة إصدار سندات خضراء في الأسواق المالية.
على صعيد آخر قال سعادة السيد طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري في تعليقه على سؤال عن حجم إنتاج مصر من الغاز الطبيعي والكميات الموجهة للتصدير، إن إنتاج مصر الحالي يفي بحاجيات السوق المحلية، حيث يبلغ مليون قدم مكعبة يوميًا ويتم تصدير الفائض من خلال محطات الإسالة الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، حيث يتراوح حجم التصدير ما بين مليار ومليار و200 قدم مكعبة، مشيرًا إلى أن التذبذب في كميات التصدير تعود إلى استهلاك مصر من الغاز والذي يختلف من فصل لآخر.
وزير البترول والثروة المعدنية المصري: مصر تهدف لتعزيز دورها وتحسين إدارة مواردها
وحول وجود مصر في منتدى الشرق المتوسط للغاز ومنتدى الدول المصدرة للغاز، قال إن مصر تهدف لتعزيز دورها في هذا الصناعة لتحسين إدارة مواردها في هذا المجال، مشيرًا إلى أن منتدى شرق المتوسط هو بالدرجة الأولى منتدى للدول المستهلكة أو دول العبور، في حين أن منتدى الدول المصدرة للغاز هو منتدى للمنتجين.
وفي شأن توريد الطاقة إلى لبنان أشار الوزير المصري إلى تصدير مصر في السابق للغاز إلى لبنان عبر خط الأنابيب العربي الذي كان موجودًا قبل 2011، ولكن خلال السنوات العشر الماضية ولأسباب بديهية تم توقف هذا الإمداد، وحاليًا يتم القيام بعمليات تأهيل الخط لاستئناف التصدير والمسألة ستنتهي في الأسابيع المقبلة، قائلا: "نحن نعتقد بأننا نستطيع إعادة تصدير الغاز خلال الأسابيع المقبلة ولا نرى أن هناك مشاكل وإنما بعض الأوراق التي تحتاج لإنهائها خلال الأسابيع المقبلة".