أكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة العامة، أن الوزارة تواصل جهودها في تعزيز الصحة ورفع مستوى الوعي حول الوقاية من السرطان وتفنيد الشائعات حوله، على الرغم من استمرار تأثيرات وباء "كوفيد-19" على الخدمات المتعلقة بالسرطان على الصعيدين العالمي والمحلى.
وقال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، خلال كلمة ألقاها في الندوة الافتراضية التي نظمتها وزارة الصحة حول مرض السرطان بالتعاون مع مؤسستي حمد الطبية، والرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب، وجامعة قطر، والجمعية القطرية للسرطان، والهلال الأحمر القطري، بمشاركة ممثلين عن القطاع الصحي، في إطار الفعاليات والأنشطة المرتبطة باليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام، ويقام هذه السنة تحت شعار "رعاية عادلة لمرضي السرطان"، إن تلك الجهود استمرت من خلال عمل مختلف اللجان وفرق العمل المعنية، وعبر العديد من البرامج والمشاريع، مما يوفر خدمات متميزة لكل مرضى السرطان والمتأثرين به.
د. محمد آل ثاني: الحملة التي تم إطلاقها مؤخرًا تستهدف زيادة الوعي بمفهوم العدالة والحد من الفجوة وعدم الإنصاف في الخدمات الصحية الخاصة بمرض السرطان
وأشار إلى الحملة العالمية التي تم إطلاقها مؤخرًا وتستمر ثلاث سنوات تحت شعار "رعاية عادلة لمرضى السرطان"، وذلك لزيادة الوعي بمفهوم العدالة والحد من الفجوة وعدم الإنصاف في الخدمات الصحية الخاصة بمرض السرطان.
وخلال الندوة، أعلن السيد عميد أبو حميدان، مدير البرنامج الوطني للسرطان في وزارة الصحة العامة، عن إطلاق التقويم الخاص بالتوعية والوقاية من السرطان للعام 2022، والذي تم وضعه من خلال تعاون فريد وشراكة بين بعض مؤسسات الرعاية الصحية الرائدة في الدولة الناشطة في مجال الوقاية من السرطان وعلاجه، موضحا أن التقويم يتيح فرصة لتوحيد جهود أصحاب المصلحة داخل قطر لرفع مستوى الوعي بهذا المرض والحد من عبء السرطان على المجتمع في قطر.
وذكر أن تقويم عام 2022 يحدد أشهرا مخصصة للتوعية بالسرطان استنادا إلى بيانات الإصابة المستندة إلى الأدلة التي نشرها سجل قطر الوطني للسرطان، كما أنه يعترف بالأيام الدولية للتوعية بالسرطان، ويسلط الضوء على المبادرات المنفذة وطنيا، مشيرًا إلى إنجازات البرنامج في الفترة الماضية والتي تعكس التزامه بتقديم خدمات عادلة ومنصفة للجميع.
عميد أبو حميدان: البرنامج تمكن من إنجاز الخطوط العامة لخطة مكافحة السرطان في قطر
كما عرض أبو حميدان الخطط المستقبلية لمكافحة السرطان في دولة قطر، مؤكدًا أن البرنامج تمكن من إنجاز الخطوط العامة لخطة مكافحة السرطان في دولة قطر للأعوام 2023 - 2030.
ومن ناحيته، استعرض الدكتور أسامة الحمصي المدير الطبي لشؤون الجودة والتعليم والبحث لمركز أبحاث وعلاج السرطان بمؤسسة حمد الطبية، إنجازات المركز خلال عام 2021 بالتركيز على تقديم خدمة عادلة ومنصفة للجميع، في حين استعرضت الدكتورة خلود المطاوعة رئيس قسم الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، جهود القسم في التوعية بمرض السرطان وما يقوم به فريق العمل فيما يخص التشجيع على تبني أنماط الحياة الصحية للوقاية من السرطان بصورة عادلة وبها إنصاف للجميع، بينما تحدث الدكتور محسن مسمار رئيس التقييم والمتابعة في برنامج الفحص المبكر بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، عن جهود المؤسسة في مجال الفحص المبكر والإنجازات المحققة في عام 2021، مؤكدا التزام المؤسسة بتقديم خدمات عادلة ومنصفة للجميع.
خدمات عادلة ومنصفة
من جهته، تحدث الدكتور هادي أبو رشيد، رئيس قسم التطوير المهني والبحث العلمي في الجمعية القطرية للسرطان، عن توجه الجمعية وتركيز استراتيجيتها على تقديم خدمات عادلة ومنصفة ومرتكزة على الفرد في مجال التوعية المجتمعية بالسرطان ودعم المتعايشين مع السرطان والناجين منه وأسرهم والبحث العلمي وبناء قدرات العاملين في مجال الصحة من خلال الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة والعالمية، في حين عرض الدكتور أيمن صالح رئيس قسم طب الأطفال ومدير برنامج الزمالة بالقسم في سدرة للطب، ما قام به سدرة للطب في مجال تقديم خدمات عادلة ومنصفة للأطفال من مرضى السرطان وأسرهم مما شكل بالغ الأثر في تحسين نتائج العلاج.
اضطرابات كبيرة
جدير بالذكر أن جائحة "كوفيد-19" تسببت في حدوث اضطرابات كبيرة في خدمات رعاية مرضى السرطان على مستوى العالم، وأدت إلى تفاقم أوجه التفاوت الحالية في المجال الصحي، مع ارتفاع خطر حدوث زيادة في حالات السرطان التي يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة، وبالتالي زيادة حالات الوفيات المرتبطة بهذا المرض.
يشار إلى أن حملة اليوم العالمي للسرطان الممتدة في الفترة ما بين أعوام 2022-2024 تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول هذه "الفجوة في رعاية مرضى السرطان" والمطالبة بمزيد من الإنصاف.
وتدعو الحملة مجتمع السرطان والحكومات ومقدمي الرعاية الصحية إلى اتخاذ إجراءات تتناسب مع الاحتياجات والموارد الوطنية للحد من عدم الإنصاف، وتحسين فرص الحصول على خدمات رعاية مرضى السرطان.