اعتبر دولة السيد باهيمي باداكي ألبيرت رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في جمهورية تشاد، مفاوضات السلام التشادية في الدوحة، لحظة تاريخية وخطوة حاسمة نحو التوافق في بلاده.
وشدد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام التشادية التي تستضيفها الدوحة حاليا، على الأمل في التوصل إلى اتفاق بين كافة الأطراف التشادية يمهد لعملية سلام شاملة بفضل الدعم الذي تلقاه بلاده من دولة قطر المعروفة بمساعيها الدولية لإحلال السلام في العالم والتي استجابت لدعوة تشاد لاحتضان هذا الحوار.
جهود قطرية
وثمّن في هذا الإطار الجهود المبذولة من قبل دولة قطر التي وفرت كل السبل لاحتضان هذه المفاوضات وقامت بإعداد كل الترتيبات اللازمة لاستقبال التشاديين في مسعاهم نحو تحقيق الأهداف النبيلة التي يرغبون فيها.
وأكد رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في تشاد، أنه منذ الأحداث التي شهدتها بلاده في إبريل 2021 وبعد تشكيل الحكومة الانتقالية في مايو 2021، كان تنظيم حوار وطني أولية مطلقة نتيجة مطالبات شعبية واضحة، حيث وضعت الحكومة الانتقالية خارطة طريق لحوار وطني مفتوح للجميع بما في ذلك المجموعات العسكرية بما يمهد لاستفتاء وانتخابات رئاسية وتشريعية شفافة وذات مصداقية لإعادة بناء الدولة على أسس متينة تأخذ بالاعتبار جميع القوى، حيث تم تشكيل لجنة تدرس هذه الأهداف ولجنة أخرى قانونية تضمن مشاركة العسكريين في هذه المحادثات.
مرحلة انتقالية
وقال إنه من خلال هذه الجهود وخلال المرحلة الانتقالية الحالية فإن تشاد تجمع رمساهمات جميع فئات الشعب التشادي، بما في ذلك التشاديون في الخارج حول المواضيع الكبرى للحوار الوطني مع الاقتناع التام بضرورة طي صفحة الحرب، مشيرا إلى أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي وكذلك رئيس الحكومة أظهرا انفتاحا غير مسبوق دون ضغوط من خلال تبني قانون عفو عام يستفيد منه جميع من تم الحكم عليهم.
وأضاف أن قانون العفو استفاد منه كثير من المنفيين الذين عادوا لبلادهم دون أن ينتظروا الحوار الوطني، كما أن مئات من أسرى الحرب تم إطلاق سراحهم، وذلك في إطار ارادة الانفتاح وخفض غير مسبوق للتوتر في تشاد.
التواجد في الدوحة اليوم للمفاوضات يدخل في إطار استمرارية التزام المجلس الانتقالي بإيجاد مناخ من الثقة
وشدد على أن التواجد في الدوحة اليوم للمفاوضات يدخل في إطار استمرارية التزام المجلس الانتقالي بإيجاد مناخ من الثقة وظروف تؤدي إلى تصالح وطني في تشاد، مؤكدا أن حضور الأطراف المتفاوضة دليل على الرغبة في السلام والاقتناع بأن جميع النزاعات يمكن حلها على طاولة المفاوضات انطلاقا من حب الوطن.
غد أفضل
وأشار إلى أن الجلوس إلى طاولة المفاوضات اليوم هدفه بناء غد أفضل، حيث إن العالم كله يعترف بشجاعة التشاديين في مختلف الساحات العسكرية وينتظر شجاعتهم اليوم في تحقيق السلام الذي يتطلب شجاعة أكثر من خوض الحرب.
ودعا التشاديين إلى التخلي عن السلاح والقتال، ونبذ الضغينة والتحلي بالشجاعة الحقيقية التي لا تتمثل في إشهار السلاح بل في خفضه من أجل السلام، وذلك عبر الحكمة لأن التصالح أفضل من أي حرب، مطالبا كافة الأطراف في تشاد بأن يترفعوا من أجل بلادهم وهو أمر يتطلب تنازلات ورغبة في التسامح، وأن يكون النظر للتاريخ دافعا للسير قدما بدلا عن التأخر.
الفترة الانتقالية
وأكد رئيس وزراء الحكومة الانتقالية على أن نجاح الفترة الانتقالية السياسية تحد يصعب التعامل معه بدون أن يكون مصحوبا بجهد من الجميع، وهو مهمة أساسية تتولاها الحكومة الحالية مدعومة من المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة.
وقال إن تطبيق خارطة الطريق هو شرط للسير قدما إلى جانب تولي مسألة الأسلحة والعسكريين الذين سوف ينضمون إلى الحوار حيث إن كل تأخير في الموارد اللازمة لإنجاح العملية من شأنه أن يعقدها، وأن نجاح الفترة الانتقالية يعتبر ضمانا للسلام وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وإرساء الاستقرار في منطقة الساحل وفي حوض تشاد.
فرصة تاريخية
وجدد الدعوة لجميع التشاديين ومن جميع الفئات وخاصة المعارضة العسكرية إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية لإرساء دولة ديمقراطية متينة تمكن تشاد من أن تكون مهدا للسلام وتنعم بالاستقرار، وذلك من خلال العمل بشكل جماعي وفردي وتحمل المسؤولية لجعل هذه المفاوضات لحظة تاريخية تمهد لانتخابات شفافة وعادلة.
وأكد في ختام كلمته التزام الحكومة بتقديم جميع ضمانات الشفافية والمصداقية للعملية السياسية، مشددا على أن كافة التشاديين يرغبون في ذلك، معربا عن ثقته بالنجاح في هذا الإطار وأن تكون مفاوضات الدوحة موعدا لوضع حد للحرب في تشاد.
