تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وباستضافة وتنظيم القوات المسلحة القطرية، تنطلق غدا الإثنين فعاليات النسخة السابعة من معرض ومؤتمر الدوحة للدفاع البحري "ديمدكس 2022"، تحت شعار "الحدث الدولي الأبرز لتواصل مختصي الأمن والدفاع البحري"، وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
منصة دولية
وتأتي النسخة الجديدة "ديمدكس 2022"، تعبيرا عن إدراك دولة قطر لأهمية البحار وسلامتها والمحافظة عليها بالنسبة لمختلف دول العالم، فضلا عن حرص الدوحة على جمع كافة المعنيين بهذا القطاع الهام والحيوي من صناع القرار والخبراء والمختصين ومطوري تكنولوجيا الدفاع والأمن البحري ومؤسسات البحث والتطوير تحت سقف واحد، لمناقشة التحديات والمخاطر التي يواجهها الأمن البحري، والتعرف على أحدث الابتكارات والمعدات والأجهزة الكفيلة بالتصدي لهذه التحديات.
وتتكون هذه النسخة التي تستمر ما بين 21 و 23 مارس الجاري، من أربعة عناصر أساسية هي: المعرض الرئيسي الذي سيتم فيه عرض التقنيات الجديدة والمستقبلية، ومؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط، وعرض السفن الحربية الزائرة بميناء حمد، بالإضافة إلى فرص التواصل مع أكثر من 80 وفداً من كبار الشخصيات من مختلف أنحاء العالم.
ديمدكس واحد من أرقى المعارض الدفاعية البحرية بالمنطقة وعلى أجندة قطاع الأمن والدفاع البحري العالمي
يعد "ديمدكس" واحدا من أرقى المعارض الدفاعية البحرية بالمنطقة، وعلى أجندة قطاع الأمن والدفاع البحري العالمي، خاصة وأنه يقدم منصة عالمية لعرض التكنولوجيا والقدرات الدفاعية بمجال الصناعات البحرية، ويعزز مكانة الدوحة كمركز تجاري مزدهر يستقطب أكبر الدول المشاركة.
ويندرج تنظيم هذا الحدث في إطار تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية لدولة قطر وللدول الشقيقة والصديقة لمكافحة الارهاب وتأمين الحدود البحرية، ويعكس حرص قطر على التعاون مع مختلف الدول، من أجل تثبيت حالة الاستقرار والقيام بدور مهم بمواجهة التحديات الناشئة.
المعرض سيشهد عرض بعض المعدات المصنعة في قطر عن طريق شركة برزان
ومن المرتقب أن تشهد النسخة الجديدة للمعرض تواجد بعض المعدات المصنعة في قطر، عن طريق شركة برزان التي لديها شراكات مع شركاء التصنيع من مختلف دول العالم.
مسرح العمليات البحري
وتلعب القوات البحرية الأميرية القطرية دورا مهما وأساسيا على مسرح العمليات البحري للمياه الإقليمية القطرية، وقد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا وتحديثا هائلين في الأسلحة والمعدات لمواكبة التطور العلمي والتقدم التكنولوجي، والتزود بأحدث المعدات والأسلحة بما يحقق رؤية القوات البحرية الأميرية القطرية المستقبلية، والوصول إلى أعلى مستوى من القدرات القتالية العالية، وذلك لتحقيق الأمن البحري وحماية الحدود القطرية والمصالح الاقتصادية للوطن.
المعرض فرصة للاطلاع على أحدث التقنيات الأمنية البحرية وتعزيز قدرات الإدارة في تأمين المجال البحري للدولة
ويشكل "ديمدكس" دوماً فرصة كبيرة لوزارة الداخلية للمشاركة فيه من خلال الإدارة العام لأمن السواحل والحدود، والاطلاع على أحدث التقنيات الأمنية البحرية وتعزيز قدرات الإدارة في تأمين المجال البحري للدولة، والحد من عمليات التهريب وحماية الحدود والأصول البحرية، وتأمين سلامة الملاحة والنقل البحري، وغيرها من الأمور والمهام التي تقوم بها وزارة الداخلية.
نجاحات متميزة
وقد أخذ المعرض موقعه على خريطة المعارض العالمية، وحقق خلال السنوات الماضية نجاحات متميزة، في ظل الحضور الكبير لوزراء الدفاع والقادة العسكريين من الدول الشقيقة والصديقة، وتعكس المشاركات العالمية المتزايدة بالمعرض الثقة الكبيرة والمصداقية التي تتمتع بها دولة قطر وقيادتها السياسية، ودورها في دعم الاستقرار الدولي والإقليمي وتثبيت السلام بالمنطقة.
النسخة السابعة ستشهد مشاركة واسعة النطاق من العديد من كبار الشخصيات ممثلة بالوفود الرسمية
ويعد نجاح "ديمدكس" على مر السنين دلالة واضحة على المكانة الرائدة التي يتميز بها عالمياً بمجال الأمن والدفاع البحري. ومن المنتظر أن تشهد النسخة السابعة مشاركة واسعة النطاق من العديد من كبار الشخصيات ممثلة بالوفود الرسمية، وأن يضم مساحة عرض أكبر من النسخ السابقة تزيد على 35000 متر مربع، ليلبي تطلعات الجهات العارضة بتقديم مجموعة أوسع من الابتكارات والتقنيات، ولتوفير منصة ملائمة لإبرام الصفقات التي تسهم بتنمية هذا القطاع الحيوي، وإطلاق مبادرات التعاون وتعزيز سبل تبادل المعلومات، وتكثيف الاستثمار في التطوير والأبحاث.
وكانت النسخة السادسة من "ديمدكس" والتي جرى تنظيمها عام 2018، قد استقبلت أكثر من 13000 زائر ومشارك من 69 دولة، وأسفرت عن توقيع 35 شراكة ومذكرة تفاهم خلال أيام الحدث.
يسلط الضوء على البحار والمحيطات وما تمثله من أمن وأمان واستراتيجيات وثروات وحدود ومصالح وطنية ودولية
ويسلط ديمدكس مرة أخرى الأضواء على البحار والمحيطات وأهميتها المتزايدة على مر السنين حيث لم تعد مجرد مياه وأسماك وسواحل لكنها أمن وأمان واستراتيجيات وثروات وحدود ومصالح وطنية ودولية، وقد شهدت الأنشطة عبر البحار والمحيطات ازدياداً هائلاً خلال العقود القليلة الماضية، ما أثمر فرصاً اقتصادية قيمة لكنها أسفرت في الوقت ذاته عن ازدياد في التحديات والمخاطر، سواء إن كانت تقليدية كتلوث المياه والقرصنة، أو حديثة كالنزاعات الإقليمية البحرية، والتنافسات الجيوسياسية ذات الأبعاد البحرية وغيرها.
الأمن البحري
ويعتبر الأمن البحري والسلامة البحرية من المتطلبات الأساسية لدعم وتعزيز الازدهار الاقتصادي الذي أوجدته شبكة التجارة العالمية، ولتحقيق ما يعرف بالاقتصاد الأزرق، الذي يعني الإدارة الجيدة للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات بشكل مستدام للحفاظ عليها من أجل الأجيال الحالية والقادمة. فالبحار والمحيطات هي المساحة التي يلتقي فيها الكوكب والناس والازدهار معا، وتغطي مياهها ما يقرب من ثلاثة أرباع الأرض، وهي أساسية لبقاء الكوكب، ويُقدر النشاط الاقتصادي العالمي المرتبط بالبحار بما بين 3 إلى 6 تريليونات دولار، حيث إن تسعين بالمائة تقريبا من التجارة العالمية تنقل بحرا، كما تَنقل الكابلات البحرية خمسة وتسعين بالمائة من مجموع الاتصالات السلكية واللاسلكية العالمية، ويُستخرج من تحت قيعان البحار أكثر من ثلاثين بالمائة من النفط والغاز في العالم.