تواصل مدرسة التمريض والقبالة، التي افتتحتها قطر الخيرية بدعمٍ سخي من أهل الخير في قطر مؤخرا، تأهيل وتدريب الكوادر الطبية بتل أبيض شمال سوريا، وذلك للمساهمة في سد الاحتياج وتقديم الخدمات الصحية في المناطق المنكوبة.
وتعد مدرسة التمريض والقبالة هي المدرسة الأولى من نوعها في الشمال الشرقي لسوريا، والتي تعنى بزيادة عدد الكوادر الطبية الفاعلة وتغذية القطاع الصحي الذي يعاني من نقصٍ حاد في الموارد البشرية، بكوادر طبية مدربة، قادرة على العمل والتعامل مع الظروف الاستثنائية.
وتقدم المدرسة، التي تستهدف تخريج 90 طالبا سنوياً، خدمات تعليمية في مجال التمريض باختصاصين أساسيين هما (مساعد ممرض ومساعدة قبالة)، حيث يشرف على التدريس نخبة من العاملين في المجال الصحي من ذوي الخبرة والذين يعملون في المشافي والمراكز الطبية في المنطقة والمؤسسات الأكاديمية ذات الصلة.
ضرورة ملحة
وتستمر الدراسة بالمدرسة لمدة عام يتلقى خلاله الدارسون المنهج الدراسي المعتمد، ويقضون عاما آخر للعمل ضمن المراكز الصحية والمشافي في المنطقة بإشراف مباشر من قبل الجهات الصحية التركية لصقل مهاراتهم العملية، ويخضعون بعدها للجلوس للامتحان وبعد التخرج يمنح الطلاب شهادات معترف بها ومصادق عليها من وزارة التعليم التركية تؤهلهم لمزاولة العمل في الحقل الطبي والمنشئات الصحية.
د. محمد عبد القادر: الوضع الصحي العام في المنطقة يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات لذا كان قيام هذه المدرسة ضرورة ملحة
وفي تصريح له قال الدكتور محمد عبد القادر مدير فرقة العمل السورية لدى مديرية صحة شانلي أورفا: الوضع الصحي العام في المنطقة يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات، وأن عدد القابلات هو فقط 12 قابلة، وعدد الأطباء في النقاط الطبية غير كافٍ، لذلك كان قيام هذه المدرسة ضرورة ملحة.
وأضاف: يعد التأهيل في هذا المجال أهم استثمار صحي في المنطقة حاليا، وسيكون لخريجي هذه المدرسة المهنية الفرصة لتلبية الاحتياجات الصحية في منطقة تل أبيض."
سعادة وتقدير
بدورهم أعرب الطلاب عن سعادتهم بهذا المشروع حيث قالت الطالبة في قسم القبالة فداء الأحمد: "إن المستوى الصحي السيء في المنطقة هو مادفعني للالتحاق بمدرسة التمريض، وأضافت: لا يقتصر طموحي فقط على الحصول على فرصة عمل نتيجة هذا التعليم، وإنما رفع المستوى الصحي في المنطقة كاملةً ونقل هذه المعلومات إلى الآخرين".
وتسعى قطر الخيرية من خلال هذه المشاريع النوعية لمساعدة الناس وتأمين فرص حياة أفضل، وتحسين معيشتهم من خلال تدريبهم وتأهيلهم، بالإضافة لمساعدة السلطات الصحية المحلية لتوفير كوادر مؤهلة وتقديم الخدمات الصحية وسد الفجوة في هذا القطاع.