تفكر شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن (Volkswagen) في فرض رسوم بالساعة للوصول إلى ميزات القيادة المستقلة، بمجرد أن تصبح هذه الميزات جاهزة.
وقال عضو مجلس إدارة الشركة توماس أولبريتش لصحيفة دي فيلت الألمانية إن الشركة تستكشف أيضا مجموعة من ميزات الاشتراك لسياراتها الكهربائية، بما في ذلك زيادات تتعلق بالمدى أو الأداء، يمكن شراؤها كل ساعة أو كل يوم.
وقال أولبريتش إن ميزات الاشتراك الأولى ستظهر في الربع الثاني من عام 2022 في مركبات القيادة الذاتية من فولكس فاغن، والتي تدعم السيارة المدمجة "آي دي.3" (ID.3) الجديدة للشركة و "آي دي.4" (ID.4) كروس.
وقال المدير التنفيذي إن فولكس فاغن ستقدم أيضا ألعاب فيديو في السيارات، على غرار أركيد تسلا، وأضاف "في فترات انقطاع الشحن، حتى لو استمرت 15 دقيقة فقط، نريد أن نقدم للعملاء شيئا ما".
وقال إن صانع السيارات لن يطور الألعاب بنفسه، وليس من الواضح ما إذا كانت ستأتي مثبتة مسبقا أو ستكون متاحة للشراء من خلال متجر التطبيقات.
وتفكر فولكس فاغن في تحويل القيادة الذاتية إلى خدمة مدفوعة الثمن كنموذج أعمال جديد يعود على الشركة بالأموال، حيث يقول أولبريتش "في خدمة القيادة الذاتية، يمكننا أن نتخيل أننا نستخدمه بالساعة. ولنفترض سعرًا يقارب 7 يوروات (8.5 دولارات) للساعة".
وقال كلاوس زيلمر كبير مسؤولي المبيعات في علامة فولكس فاغن -في تلميح للمنافس الأكبر شركة تسلا (Tesla)- إنه من خلال فرض رسوم بالساعة، ستجعل فولكس فاغن القيادة الذاتية أكثر سهولة وفي متناول الجميع من شراء سيارة بتكلفة عالية.
و قال زيلمر إنه يتوقع أن تؤدي الاشتراكات في النهاية إلى تحقيق أرباح إضافية للشركة بمئات الملايين من الدولارات.
وكرّست فولكس فاغن على مدى العامين الماضيين، قدرا كبيرا من الاهتمام بالبرامج التي تدخل في سياراتها. ففي عام 2019، أطلقت الشركة تحديثات لتبسيط برامجها، ودمجت جميع أقسام البرمجيات في مجموعة داخلية واحدة، وغيرت اسمها إلى "كاريد" (Cariad) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال أولبريتش إن "كاريد مهمة للغاية لمستقبل المجموعة"، فهي -كعلامة تجارية- تطور مهم للسيارات الكهربائية المستقبلية، وهذا يسمح لنا بالتركيز على البرامج الخاصة بالمركبة والتطبيقات للعملاء".
هل أنت مستعد لدفع الاشتراك؟
كان صانعو السيارات يسخرون من فكرة إيرادات الاشتراكات لسنوات، ولكن نظرا لأن المزيد من الميزات في المركبات تتم إدارتها من خلال البرامج، فقد أصبح التفكير في تحكم صناع السيارات بتشغيلها وإيقافها عن طريق هذه البرامج يدعو لإعادة التفكير في مشروع جني الأموال عن طريق الاشتراكات. وبعد مشاهدة شركات البرمجيات وهي تقوم بهذا العمل، فليس من المستغرب أن تتخذ شركات السيارات خطوات جادة لضم اشتراكات إلى عروضها.
فولكس فاغن ليست أول شركة سيارات تفكر في الاشتراكات أو مشتريات ما بعد البيع، فقد عرضت تسلا ذات مرة سيارات من طراز "إس" "S" ببطارية 75 كيلواط في الساعة، كانت مقيدة بالبرمجيات لإخراج 60 أو 70 كيلواط في الساعة فقط، اعتمادا على وقت شراء السيارة.
وفي حالة طرازات 70 كيلواط في الساعة، يمكن للعملاء دفع 3250 دولارا لفتح آخر 9.33% من أداء البطارية.
وفرضت "بي إم دبليو" (BMW) بشكل خاص اشتراكا قدره 80 دولارا سنويا لاستخدام برنامج "كار بلاي" (CarPlay) في طرازاتها لعام 2019. لقد كانت صفقة جيدة للمستأجرين الذين وفروا 60 دولارا على عقد إيجار مدته 3 سنوات، مقارنة بشراء السيارة مع الميزة.
يبقى أن نرى ما إذا كان سيتم تبني عروض فولكس فاغن المطروحة من قبل المستهلكين. فقد يكون من الصعب بيع الاشتراكات الخاصة بزيادة الأداء للسيارة على أساس كل ساعة أو على أساس يومي، وسيكون من الصعب العودة إلى سيارة ذات أداء أقل في اليوم التالي.
يتيح مبلغ 8.5 دولارات في الساعة مقابل استخدام القيادة الذاتية للناس القيام بشيء آخر غير القيادة، وبالنسبة لبعض السائقين، فإن الوقت الإضافي يستحق ذلك، لكن بالنسبة لمعظم الناس فإن القرار سيكون أصعب.