أكد متحدثون في جلسة حوارية حملت عنوان "إفريقيا ما بعد الجائحة" انتظمت خلال أعمال منتدى الدوحة الذي انطلق اليوم السبت، ويستمر على مدى يومين تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد"، على فرص الاستثمار الكبيرة التي توفرها القارة الإفريقية بعد الشروع في التعافي من جائحة كورونا "كوفيد-19".
وأكدت السيدة كانديا كامارا وزيرة الدولة والشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والشتات بجمهورية كوت ديفوار، أن القارة الإفريقية تشكل حاضنة استثمار كبيرة في المجال التكنولوجي والرقمي بعدما لعب هذا القطاع دورا مهما في الحفاظ على التواصل بين الأفراد والمؤسسات خلال الجائحة.
الاستثمار في القطاع الصحي
وأضافت أن إفريقيا لا تحتاج إلى لقاحات كورونا "كوفيد-19" فحسب ولكن إلى دواء لبقية الأمراض الأخرى التي تعاني منها العديد من الدول في القارة، ما يجعل الاستثمار في القطاع الصحي أمرًا ملحًا لبناء مستشفيات وتأسيس معاهد بحوث علمية، مشددة على حاجة القارة إلى البنى التحتية الضرورية من طرق ومواصلات وجسور ومنشآت مدنية حيوية.
وشدد بقية المتحدثين في المداخلات خلال الجلسة على أهمية القارة الإفريقية بالنظر إلى مواردها البشرية ودور ذلك في تعزيز اليد العاملة على مستوى العالم، حيث ستكون أعمار أكثر من 60% من سكان القارة أقل من 20 سنة خلال السنوات القليلة المقبلة ما يشكل رصيدا بشريًا وتنمويًا هامًا.
تمكين شباب القارة
كما أكدوا على ضرورة تمكين شباب القارة من فرص العمل والاستفادة منهم لتحقيق التنمية الاقتصادية بعدما بينت الإحصاءات أن 35 % من اليد العاملة الإفريقية تعمل حاليًا خارج القارة.
وأعرب المتحدثون عن أملهم الكبير بقدرة القارة الإفريقية على تحقيق نهضة تنموية شاملة في السنوات القليلة المقبلة وبنمو الاستثمارات المحلية في العديد من المجالات ما يفتح آفاقًا واسعة للقارة للازدهار والنمو رغم مشاكل التمويل الذي تعاني منه العديد من الدول.
وأشار المتحدثون إلى أن القارة الإفريقية تواجه مخاطر الأمن الغذائي، منبهين إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا طرحت تحديات جديدة بسبب ارتفاع تكاليف توفير الغذاء وزيادة أسعار الطاقة، لكنهم أشاروا إلى ما تزخر به القارة من ثروات زراعية تتطلب العمل على تطويرها لتعزيز أمنها الغذائي وتعويض النقص خلال الأزمات والحروب.