قال سعادة السيد عبدالله شاهد، رئيس الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن دولة قطر تسخر قوة الرياضة من خلال كأس العالم FIFA قطر 2022، لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المجتمعات في قطر والمنطقة والعالم، متمنيًا النجاح في استضافة هذه النسخة الرائعة من كأس العالم.
وأضاف سعادة السيد عبدالله شاهد، خلال كلمة له في افتتاح أعمال منتدى الدوحة في دورته العشرين التي بدأت اليوم تحت شعار "التحول إلى عصر جديد"، أن مونديال قطر 2022 سيكون أول نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم محايدة الكربون في التاريخ، مشيرًا إلى أخذ تصميم وبناء الملاعب في الاعتبار انخفاض استهلاك الطاقة، وإعادة تدوير المياه ومواد البناء، وأنظمة التبريد عالية الكفاءة، والنقل الأخضر، فضلاً عن الإضاءة الطبيعية، والمناظر الخضراء، وأنظمة الوصول الملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وثمن سعادته جهود دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، "في ضمان أن يعتمد التخطيط للبطولة على فكرة أن تجد الأجيال القادمة كوكبنا المشترك أكثر خضرة وإنصافًا"، مشيرًا إلى خطط إعادة التدوير المختلفة للمواد المستخدمة والنظم الصديقة للبيئة المدرجة في خطط تنظيم المونديال.
عبدالله شاهد: قطر قامت باستعدادات استثنائية رائعة لكأس العالم لخلق إرث دائم لدولة قطر والشرق الأوسط وآسيا والعالم
وأكد رئيس الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن دولة قطر قامت باستعدادات استثنائية رائعة لكأس العالم لخلق إرث دائم لدولة قطر والشرق الأوسط وآسيا والعالم من خلال البطولة والفعاليات المختلفة.
وأشار إلى أن منتدى الدوحة في دورته العشرين يعتبر مثالاً لرؤية حضرة صاحب السمو التي وضعت دولة قطر في مقدمة صناع السياسات العالمية من أجل تعزيز الحوار العالمي وتفاعل القادة من خلفيات مختلفة وذلك للتعامل مع التحديات والتقدم بحلول براغماتية.
وأوضح أن نجاح منتدى الدوحة وصعوده كمنتدى رئيسي مهم بالنسبة لصانعي السياسات والمؤثرين في العالم، يعكس صعود دولة قطر كشريك أساسي دولي واستراتيجي لحل النزاعات المختلفة والدبلوماسية الوقائية، ودبلوماسية القوى الناعمة والمساعدات الإنسانية.
وحول أزمة أوكرانيا، دعا سعادة السيد عبدالله شاهد، رئيس الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار وحل الخلافات من خلال الاستعانة بالقنوات الدبلوماسية والحوار.
وأضاف "نحن جميعًا نشهد الآن الأزمة الإنسانية التي تجري في أوكرانيا هي نتيجة العدوان العسكري الروسي، وأنتهز هذه الفرصة لأوكد أن هذه المآسي لا مكان لها في عالمنا، وهي تذكرنا بعصر وحشي مضى ووضعناه خلف ظهورنا طوال الـ 76 عاماً الماضية".
المنتدى يأتي في وقت يتسم بالكثير من الهشاشة والضعف وذلك بسبب جائحة كوفيد-19 والنزاعات التي قامت بالتأثير على عالمنا
ولفت إلى أن توقيت انعقاد المنتدى "يأتي في وقت يتسم بالكثير من الهشاشة والضعف وذلك بسبب جائحة كوفيد-19 والنزاعات التي قامت بالتأثير على عالمنا، حيث يواجه العالم الكثير من النزاعات المسلحة والتهديدات الإلكترونية والتطرف المتصاعد والانتشار النووي والآثار المتزايدة للتغير المناخي".
وأشار إلى أن هناك ملايين الأشخاص يواجهون تبعات عدم المساواة والمنافسات الإقليمية وتراجع الحريات الأساسية، وأن هذه الاتجاهات تسارعت وتضخمت بسبب جائحة "كوفيد-19"، مضيفًا "هناك نحو 274 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة والحماية بمن فيهم النساء الأطفال".
كما أشار إلى أزمات وتحديات في العديد من الدول، "حيث تواجه أفغانستان أزمة إنسانية خطيرة وتضرر اقتصادها بشكل كبير وقطاعها المالي مشلول بالإضافة إلى الجفاف الشديد، وأن الأزمة في إثيوبيا مستمرة، فضلاً عن انحراف التحول السياسي الواعد في السودان عن مساره بعد ان وصل إلى عملية سياسية انتقالية، علاوة على استمرار الأزمة التي تجتاح منطقة الساحل في شمال إفريقيا، كما لا زالت أزمة اليمن مستمرة وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
الأمم المتحدة استأنفت في ليبيا بدء عملية النقاش والتفاوض الهادفة إلى إعادة توحيد البلاد
وبالنسبة إلى ما يجري في ليبيا، أشار إلى أن الائتلافات العسكرية المتنافسة لم تعد تقاتل وأن الأمم المتحدة استأنفت بدء عملية النقاش والتفاوض الهادفة إلى إعادة توحيد البلاد لكن التوصل إلى سلام دائم سيظل صراعًا شاقًا.
وأشار كذلك إلى أن هايتي تعاني من الأزمات السياسية والكوارث الطبيعية، وكذلك بالنسبة لميانمار التي أعاد انقلاب العام 2021 البلاد إلى الحكم العسكري وبدد الآمال في تحقيق تقدم ديمقراطي في بلد تأثر لعقود بسبب النزاعات التي استفحلت من الصراع والأنظمة القمعية.
ونوه إلى أن العالم لأكثر من عامين كافح للتعامل مع جائحة كوفيد-19 وواجه صعوبات جمة، أصيب الكثير من الناس بالفيروس بشكل مباشر، كما اختبر الكثير من الناس التعامل مع الجائحة بشكل غير مباشر.
وأشار إلى أنه وبالنسبة للكثير من الدول التي تتمتع بإمكانيات ولديها مستويات عالية من التلقيح تأمل أن تضع الجائحة خلف ظهرها، لكن في البلدان التي تنخفض فيها فرص الحصول على اللقاح، يستمر الوباء في ترك آثاره المأساوية.
الجائحة تواصل التأثير على عالمنا وإن خطر ظهور المزيد من المتغيرات أمر حقيقي للغاية
واستطرد قائلاً إن "الجائحة تواصل التأثير على عالمنا وإن خطر ظهور المزيد من المتغيرات أمر حقيقي للغاية وقد يهدد بالإطاحة بكل الأشياء التي حققناها ولا يوجد سوى حل واحد فقط وهو التطعيم الشامل".
وأشار إلى أنه ومن بين تبعات الجائحة تراجع العمل فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويتجلى ذلك في الارتفاع الحاد في معدلات الفقر وزيادة انعدام الأمن الغذائي وتآكل الحماية الاجتماعية الأساسية والتي لها آثارها الكبيرة على حقوق المرأة والوصول إلى التعليم من بين أمور أخرى.
وقدم سعادة السيد عبدالله شاهد، رئيس الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جملة من التوصيات للمساعدة على التحول إلى عصر التعافي منها بناء نظام مالي يساعد الدول الأكثر ضعفًا – أقل البلدان نموًا- وكذلك البلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية على إدارة قضايا السيولة بشكل أفضل، علاوة على أهمية مساعدة المجموعات السكانية الفقيرة، وتقديم مبادرة لإلغاء الديون والعمل على تحفيز الاستثمارات.
ورحب سعادته في هذا الإطار باعتماد برنامج عمل الدوحة المعني بدفع أجندة تنمية أقل البلدان نموًا خلال العقد القادم، مشيرًا إلى أنه تطور يستحق الترحيب ويلزم برنامج العمل العالم بجيل جديد من الالتزامات المتجددة والمعززة بين أقل البلدان نموًا وشركائها في التنمية فضلاً عن القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وتم اختيار دولة قطر لرئاسة مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نموًا، بناء على الشراكة الإنسانية المؤسسية القطرية مع المجتمع الدولي وانسجامًا مع التزامها وحرصها على دعم قضايا أقل البلدان نموًا، وبما ينسجم مع رؤيتها في تحقيق التنمية المستدامة داخل الدولة وخارجها.
كما شدد سعادة السيد عبدالله شاهد على ضرورة توفير الأدوات الرقمية لمليارات الأشخاص حتى يتمكنوا من النجاح في القرن الحادي والعشرين، فضلاً عن حماية وتأمين الاستخدامات ضد التهديدات الإلكترونية، علاوة على عدم التسامح في نشر المعلومات المضللة والتعصب الأعمى.
ودعا إلى تضافر الجهود لمواجهة أزمة المناخ، لافتًا إلى أن التغير المناخي يعد تحديا واسع النطاق، وقال "تنعكس أزمة تغير المناخ على قضايا الهجرة والأمن الغذائي والتنوع البيولوجي، ولذا فإن النطاق الهائل للتداعيات المحتملة لتغير المناخ مذهل ويعرض رفاهية العالم للخطر، ولا يمكن أن نكون جادين في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين إلا إذا كنا جادين في معالجة تغيير المناخ".