في إطار فعاليات اليوم الثاني والأخير من "منتدى الدوحة 2022"، ناقشت جلسة "معالجة آثار تغير المناخ اليوم: سياسات التكيف من أجل مستقبل منيع ضد تغيرات المناخ"، الدور الذي يمكن القيام به حاليًا لمساعدة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل على تحسين قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية.
واستعرضت الجلسة التي تحدث فيها كل من سعادة السيد مارسيلو إبرارد كاساوبون، وزير الخارجية بالولايات المتحدة المكسيكية، والسيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية، والسيد مارك سوزمان الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، والسيدة ماجا جروف منسقة لجنة إدارة المناخ، الخطوات الواجب قيام المجموعة الدولية بها لدعم التنمية الزراعية وتحسين حماية المجتمعات المعرضة للخطر.
كما تطرق المتحدثون إلى الحلول التي يمكن أن يساعد اعتمادها على التكيف مع التغيرات المناخية وما إذا كان يمكن تمويلها على الفور.
اعتماد آلية دولية
وفي هذا الصدد دعا سعادة وزير الخارجية المكسيكي إلى اعتماد آلية دولية ملزمة، من شأن تطبيقها حشد الدعم والتمويل لمواجهة التغير المناخي، وتأخذ في الاعتبار الحجم الذي تنتجه كل دولة من الانبعاثات الملوثة والضارة بالبيئة.
ورأى أن هذه المقاربة يجب أن تطبق بالتعاون بين دول الإقليم في كل منطقة، كما هو الحال بين بلاده والأرجنتين وعدد من دول حوض الكاريبي.
واستعرض الوزير المكسيكي الجهود التي تقوم بها حكومة بلاده للتخفيف على المزارعين المكسيكيين إزاء تحديات تغير المناخ، مشيرًا في هذا السياق إلى ضخ استثمارات لزيادة الغابات والغطاء النباتي.
التزام قطري
من جهته، أكد مدير عام صندوق قطر للتنمية، التزام دولة قطر الثابت تجاه تغير المناخ، مشيرًا إلى أحدث خطوة لها في هذا الاتجاه عندما وقعت أمس على التعهد العالمي بشأن غاز الميثان الذي يسعى إلى خفض الانبعاثات بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2030، وهو ما رفع عدد الدول الأعضاء إلى 111 دولة ملتزمة بالمبادرة التي تمثل 70 بالمئة من الاقتصاد العالمي، وما يقارب نصف انبعاثات غاز الميثان العالمية بشرية المنشأ.
وقال الكواري: "هذا توجه جلي في كل برامجنا.. وخارجيًا نحن جزء من أجندة التنمية الدولية واستمر تركيزنا على تغير المناخ وانتهجنا نهجا شاملا تجاه ذلك. ونركز أساسا على التنمية البشرية التي يؤثر تغير المناخ على كل برامجها تعليمية كانت أو صحية أو اقتصادية".
مبادرة "ننمو"
وأشار في هذا الصدد إلى مبادرة "ننمو" المشتركة مع "مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، التي أعلنا عنها اليوم لدعم صغار المزارعين في إفريقيا جنوب الصحراء، مبينا أن هذه الشراكة الجديدة ستستثمر في التقنيات والأدوات الزراعية القادرة على التكيف مع تغيرات المناخ لإيجاد أسواق وأنظمة غذائية مرنة تساعد على توفير التغذية والدخل والفرص الاقتصادية لصغار المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في الأراضي الجافة بالقارة والذين يعانون من الآثار المترتبة عن تغير المناخ.
كما شدد كل من الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومنسقة لجنة إدارة المناخ، على أهمية أن يكون هناك فريق فني مستقل يقرر نوعية الاستثمار الذي يجب القيام به لمواجهة التغير المناخي عالميا، مع الإيفاء بالتمويل الذي سيوجه للدول خصوصا تلك التي تواجه خطرا سببه تغير المناخ.
واتفق المتحدثان، فيما يتعلق بالآلية المقترحة، على ضرورة أن يتناسب إسهام كل دولة تريد أن تكون جزءا من هذه الآلية، مع الانبعاثات الصادرة عنها.
رسالة بيل غيتس
وقبل بدء النقاش، استعرضت الجلسة رسالة بالفيديو من السيد بيل غيتس المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت والرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، استعرض فيها جوانب من جهود المؤسسة في مكافحة التغير المناخي خصوصًا في إفريقيا.
وتعد أزمة المناخ واحدة من أكثر القضايا إلحاحا في العصر الحالي، وقد تأثر بها بعض الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم الذين يعيشون على الزراعة كما هو الحال في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث أدت قلة هطول الأمطار والفيضانات المحلية وغزو الجراد والصراعات إلى تفاقم أوضاع المزارعين المحليين والمجتمعات الرعوية، وتفاقمت الحالة أكثر مع تأثير جائحة كورونا والتوترات الجيوسياسية والحرب في أوكرانيا.
ومع الدمار الهائل الذي أحدثته الظاهرة عالميا تم إحراز تقدم لمعالجة المشكلة، عن طريق دعم التنمية الزراعية وتقديم حماية أفضل للبلدان والمجتمعات المعرضة لتأثيرات مناخية مدمرة، كما وضعت سياسات مهمة أو هي في طور الإعداد للانتقال إلى طاقة أكثر كفاءة وأنظف وتم تعبئة موارد كبيرة.
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ستحتاج البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى حوالي 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030 للتكيف مع زيادة الفيضانات، والجفاف، وموجات الحر، وتقلب نمو المحاصيل.
وحتى الآن، تلقت هذه البلدان 79.6 مليار دولار فقط في عام 2019 من أجل التخفيف من الآثار المستقبلية والتكيف مع التحديات، إلا أن الضرر الناجم عن تغير المناخ يحدث بشكل أسرع مما توقع العلماء سابقا.