نظمت دولة قطر مائدة مستديرة رفيعة المستوى، حول حماية الأحداث الرياضية الكبرى واستخدام الرياضة وقيمها كأداة لمنع التطرف العنيف، بالمشاركة مع مكتب الأمم المتحدة لمنع الإرهاب وبرنامج "الجيل المبهر" وتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ومعهد الأمم المتحدة الإقليمي لأبحاث الجريمة والعدالة، والمركز الدولي للأمن الرياضي، وذلك على هامش منتدى الدوحة.
وأكد سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة دولة قطر أمام المائدة المستديرة رفيعة المستوى، أن استراتيجية دولة قطر لمنع ومكافحة التطرف العنيف تركز بشكل خاص على بناء المرونة لدى الشبان والشابات، من خلال التعليم وزيادة الفرص الاقتصادية، وأيضا من خلال الرياضة.
وزير الدولة للشؤون الخارجية: نعمل جاهدين من أجل الترويج للرياضة كوسيلة لتعزيز قدرة الشباب على مواجهة الجريمة والعنف
وأضاف: "انطلاقا من إيمان دولة قطر بقدرة الرياضة على توفير مساحة للتعلم وتحسين التفاهم والتعايش السلمي، فإننا نعمل جاهدين من أجل الترويج للرياضة كوسيلة لتعزيز قدرة الشباب على مواجهة الجريمة والعنف، بما في ذلك في سياق منع التشدد والتطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب".
وشدد سعادته، على أن دولة قطر تدرك أهمية القوة التحويلية الكامنة في الرياضة، وتعمل على تسخير هذه القوة إلى أقصى إمكاناتها، مضيفا: "على سبيل المثال، دولة قطر هي إحدى أكبر الجهات المانحة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكلنا فخر بتمويل دولة قطر للبرنامج العالمي المتعدد السنوات لأمن الأحداث الرياضية الكبرى والترويج للرياضة وقيمها كأداة لمنع التطرف العنيف".
وقال إن هذا البرنامج يسعى إلى منع التطرف العنيف من خلال بناء المرونة خاصة بين الشباب، ويدعم التوعية بين الدول الأعضاء بالتهديدات ذات الصلة بالإرهاب، ضد الأهداف المعرضة للخطر في سياق الأحداث الرياضية الكبرى، كما أنه يدعم قدراتها على منع ومكافحة هذه التهديدات، وذلك في إطار الإيمان بالمسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي، لحماية الأحداث الرياضية الكبرى من التهديدات الإرهابية، باعتبارها أحداثا تحقق الصالح المشترك للبشرية جمعاء.
المركز يعتبر بمثابة منصة عالمية لتوليد المعارف حول الرؤى السلوكية لمنع الإرهاب ومكافحته
ولفت سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، إلى أن المركز الدولي للرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومقره الدوحة، يعتبر ضمن المبادرات الهامة التي تحظى بدعم دولة قطر، كما أوضح سعادته أن المركز يعتبر بمثابة منصة عالمية لتوليد المعارف حول الرؤى السلوكية لمنع الإرهاب ومكافحته، ولتعميم الدروس المستفادة والممارسات الجيدة، وكذلك لإنشاء شبكة مهنية من الخبراء والأكاديميين والممارسين وواضعي السياسات.
وأضاف، كما تعلمون، ستستضيف دولة قطر في الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022 أول بطولة كأس عالم لكرة القدم (فيفا) تقام في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. وإننا، منذ البداية، ننظر إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022، كأداة لوضع معايير جديدة في مختلف المجالات. فعلى سبيل المثال اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الهيئة المسؤولة عن توفير البنية التحتية والتخطيط والعمليات المطلوبة من أجل استضافة دولة قطر لبطولة رائعة وتاريخية في العام 2022، تعمل على استخدام الرياضة للدفع نحو التغيير، وذلك من خلال برنامج "الجيل المبهر"، المعني بتسخير كرة القدم من أجل التنمية، وقد استفاد من هذا البرنامج أكثر من 500 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن عمل برنامج "الجيل المبهر" يستند على الترويج لقيم التسامح والاحترام، وتمكين الشباب وتشجيع الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي، إضافة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.
وجدد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، تأكيد إيمان دولة قطر الراسخ بأنه "من خلال القوة التحويلية الكامنة في الرياضة، يمكننا أن نؤثر بشكل إيجابي في المجتمعات المحلية، وأن نبني المرونة بين الأطفال والشباب، في سياق الهدف الأوسع نطاقا المتمثل في منع أسباب التطرف العنيف".