عقد مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الحلقة الرابعة من "واحة الحوار" التي استضاف فيها عددا من الشباب القطري ونخبة من المفكرين والأكاديميين بالإضافة لعدد من المسؤولين، أصحاب القرار تحت عنوان " التحضر الزائف وازدواجية المعايير".
تفاعل المجتمع القطري
تأتي هذه النسخة من "واحة الحوار" لتعكس تفاعل المجتمع القطري مع القضايا الإقليمية والعالمية، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الأحداث المقترنة بالحرب في أوكرانيا، وقد تناول الحوار مظاهر الازدواجية الغربية وجذورها بالإضافة إلى الأبعاد الشعبية لذلك، ودور الإعلام ومكانته في ممارسة الازدواجية والترويج للتحضر الزائف، كما تطرق الحوار للتقييم الذاتي للعالمين العربي والإسلامي وأهمية مواجهة محاولات هيمنة النموذج الغربي.
وناقش المتحدثون في الحلقة سيادة مفهوم التحضر والتقدم والرقي من وجهة النظر الغربية، وما فيه من مغالطات تاريخية وفكرية، وكذلك ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الشمال والجنوب ضاربين المثل بطريقة تعامل الغرب مع الأزمات العربية وشبيهتها في أوروبا، ما يعطي الغرب عبر أدواته ومؤسساته السياسية والحقوقية والإعلامية والدولية القدرة على تجاوز ما يشاء، وإدانة ومواجهة ما يشاء من أحداث.
فعاليات جدية
وأشاد المتحدثون بالحلقة النقاشية، مؤكدين أن "واحة الحوار" تمثل شكلا من الفعاليات الجدية، التي تفتح آفاق المعرفة، وتمد جسورها نحو الواقع ومستجدات الأحداث، مشيرين إلى أهمية الجلسة في ربط مستجدات الأحداث في الحرب في أوكرانيا بالجذور الفكرية والمعرفية للحداثة الغربية، ومحاولة فهم سلوك الغرب تجاه تلك الأحداث في إطار الرؤية الشاملة للحداثة، وما يقدمه الغرب للعالم من قيم يسعى لتعميمها، لتكون قيما عالمية ولو على حساب الخصوصيات الثقافية لشعوب العالم.
وأوضحوا أن الجلسة مثلت فرصة من أجل مشاركة الشباب في بناء الرؤى وتبادل الآراء، ومناقشة قضايا تحمل أبعادا سياسية وفكرية عالمية، لافتين إلى أهمية أن يكون نقد المعايير الغربية وسيلة لتحقيق توازن حضاري يسمح بتحويل النموذج الغربي من مرجعية وحيدة إلى مجرد نموذج مطروح قابل للتغيير والنقد وكذلك لا ينبغي أن يدفعنا انحيازنا لأمتنا وثقافتنا لتبرئة أنفسنا أو تجميل إخفاقاتنا.