أكد السيد ناصر المغيصيب مدير إدارة استراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن استراتيجية برنامج التطوع تركز على تحقيق هدفين رئيسيين، الأول قصير المدى يتمثل في إنجاح استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ، والثاني بعيد المدى ويقوم على بناء قاعدة بيانات من المتطوعين المؤهلين والقادرين على تقديم الدعم لدولة قطر في مختلف الفعاليات فيما بعد المونديال، معتبرا في الوقت نفسه أن المتطوعين سيكونون مستقبلا خير سفراء لدولة قطر.
برنامج التطوع منذ انطلاقه في 2018، بني على استراتيجية على الاحتياج المجتمعي والإرثي في نفس الوقت
وقال المغيصيب ، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" ، إن برنامج التطوع منذ انطلاقه في 2018، بني على استراتيجية على الاحتياج المجتمعي والإرثي في نفس الوقت، حيث كان الهدف منه توفير متطوعين لكأس العالم وإعداد قاعدة بيانات للمتطوعين تساعد برامج قطر بعد المونديال سواء على المستوى المحلي أو المنطقة أو العالم .
وأضاف أن من أبرز الأشياء التي تم اطلاقها لدعم استراتيجية التطوع لخدمة المونديال، هو إعداد لجنة مشتركة تجمع جميع المؤسسات التطوعية في دولة قطر لدعم جهود الدولة في تنظيم نسخة استثنائية من الحدث الكروي الأبرز عالميا، ومن ثم إعداد إرث مستدام لدولة قطر بعد كأس العالم.
مجموعة هائلة من المؤسسات
وأوضح المغيصيب أن اللجنة تضم مجموعة هائلة من المؤسسات والهيئات، ومنها مركز قطر التطوعي، الهلال الأحمر، قطر الخيرية، مؤسسة طموح التنمية المجتمعية، قسم التطوع في متاحف قطر، قسم التطوع في جامعة قطر، اللجنة الأولمبية، مؤسسة قطر، الاتحاد القطري لكرة القدم، لافتا إلى أن هذه اللجنة تم اطلاقها بشكل رسمي بين جميع المؤسسات بعد تفكير وتخطيط مستمرين لفترة طويلة، ولكنهم الآن شركاء معنا في مختلف الفعاليات ويقومون بدور مميز في توفير متطوعين خلال الفعاليات وكذلك خلال كأس العالم، فضلا عن أنهم يساهمون في إعداد استراتيجيات ومعايير تساهم في تطوير وتنظيم عملية التطوع في دولة قطر، وجعلها ثقافة مجتمعية.
تحديات إدارة التطوع
واعتبر مدير إدارة استراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث أن التحديات التي واجهت إدارة التطوع تمثلت في نوعين، الأول يختص بالعمليات التشغيلية الميدانية مثل دمج عمل المتطوعين وكيفية الوصول إليهم وإعدادهم وتدربيهم بالشكل الصحيح، والثاني يرتبط بالناحية الاستراتيجية في إقبال المجتمع والمؤسسات على ثقافة التطوع واضاف:" لكننا بذلنا مجهودات جبارة في التغلب على هذه التحديات، وتمكنا من توفير أعداد كبيرة من المتطوعين من بداية برنامج التطوع حتى وصل العدد إلى خمسة آلاف متطوع في نهائيات بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 الأخيرة، والآن نسعى لإعداد 20 ألف متطوع".
وشدد على أن استراتيجية برنامج التطوع تقوم على تحقيق الاستفادة لجميع الأطراف، فالمتطوعين أنفسهم سيخرجون بفوائد عدة منها سواء على مستوى المهارات أو الخبرات أو الثقافات الجديدة، فضلا عن خدمة المجتمع، أما اللجنة المنظمة للمونديال فسوف تستفيد من قدرات وخبرات وثقافات المتطوعين في تنظيم الحدث، بالإضافة إلى أن دولة قطر ستوفر ما يسمى بالقيمة الاقتصادية للعمل التطوعي، فضلا عن أن المتطوعين سيكونون مستقبلا خير سفراء لدولة قطر.
مراحل اختيار المتطوعين
وحول آلية اختيار المتطوعين، أوضح المغيصيب أنها تمر بعدة مراحل وهي تعبئة نموذج، ثم اللعبة التعريفية وحجز موعد المقابلة الشخصية مع المتطوع، وبعدها توزيع الأدوار على المتطوعين، ومن ثم مرحلة التدريب واختيار المناوبات واستلام الزي الرسمي وبطاقة التعريف، وأخيرا تقديم الدعم خلال العمل الميداني.
واعتبر مدير إدارة استراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث أن أهم شروط التطوع هو أن يكون المتقدم فوق 18 عاما، فضلا عن شغفه للتطوع دون أن يكون لديه خبرات سابقة، فيما سيكون لمن لهم خبرات سابقة أدوار قيادية في العملية التطوعية، بينما سيعد اختبار اللغة الإنجليزية بمثابة أداة للكفاءة التي سيحدد على أساسها الأماكن التي يستطيع فيها المتطوعون أداء الخدمة بكفاءة، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور هي مرحلة تصفية لاختيار 20 ألف متطوع من أصل 100 ألف متطوع متوقع من أصل قاعدة بيانات ضمت 460 ألف متطوع من دول مختلفة.
المتطوعون يخضعون للتأهيل عبر برنامج تدريبي متخصص يتشكل من ثلاث أنواع من التدريب
أما عن تدريب المتطوعين، فقد كشف المغيصيب أنه تم تصميم البرنامج التدريبي للمتطوعين على حسب الاحتياجات الرئيسية التي تتطلبها البطولة، فبعد بناء الخبرات أعد برنامج تدريبي متخصص يتشكل من ثلاث أنواع من التدريب، الأول يختص بالتدريب العام والذي يتعرف فيها المتطوع على البطولة وإجراءات السلامة وبعض المهارات التي تساعده على التواصل مع الثقافات الأخرى، فيما يتمثل الثاني في التدريبي التخصصي، حيث سيكون هناك أكثر من 33 تخصصا موجودين خلال كأس العالم في أكثر من 45 مرفقا في دولة قطر، سواء كانت ملاعب أو مطارات أو مراكز الإعلام وغيرها، وتدريبات تخصصية لكل نوع، بينما الثالث يختص بالتدريب الميداني والذي سيتعرف فيه المتدرب على عمله الميداني، وذلك بجانب نوع مختلف من التدريب سيكون لقادة المتطوعين فقط.
ولفت مدير إدارة استراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى أن البرنامج سيوفر أعداد احتياط من المتطوعين بواقع زيادة 10 بالمئة، وذلك تحسبا لتعذر اكمال بعض المتطوعين مهمتهم خلال فترة المونديال أو حدوث أي ظروف طارئة .