تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، انطلقت اليوم فعاليات "إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022"، وهو المؤتمر العالمي الحصري للمدن الذكية في المنطقة، وتنظمه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالشراكة مع "فيرا دي برشلونة"، في مشيرب قلب الدوحة.
وزير الاتصالات: قطر حرصت على دعم التحول الرقمي والتوجه للاقتصاد القائم على المعرفة والتحول للمدن الذكية
وقال سعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في كلمة افتتح بها المؤتمر، إن دولة قطر حرصت في ظل القيادة الرشيدة والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على دعم التحول الرقمي، والتوجه للاقتصاد القائم على المعرفة، والتحول للمدن الذكية، وذلك من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج، منها برنامج قطر الذكية "تسمو" بهدف تحسين حياة سكان دولة قطر في مختلف القطاعات.
وأضاف سعادته أن التحول الرقمي والتحول للمدن الذكية يتطلب توفر مجموعة من العناصر، منها وجود بنية تحتية للاتصالات تمتاز بأنها متقدمة وآمنة وموثوق بها، فهي تعد حجر الأساس للتقدم والابتكار التكنولوجي في الدولة ولذلك وإدراكا لأهمية البنية التحتية تم تسهيل إدخال أحدث التكنولوجيات إلى دولة قطر، ووضع الأدوات التنظيمية اللازمة لتنظيم قطاع الاتصالات وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات بفعالية.
وأشار سعادته إلى أنه بهدف التحول للمدن الذكية فإن الأمر يتطلب أيضًا تفعيل مجموعة من التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتقنية من آلة إلى آلة، وغيرها من التقنيات التي تساهم في زيادة كفاءة الأعمال وتحسين جودة الحياة ولذلك تم في 2019 وضع استراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع مركز قطر لبحوث الحوسبة، كما تم إنشاء فريق عمل مختص لضمان الانتقال السلس والكامل إلى الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت، والذي يعد حجر أساس للتقدم التكنولوجي، ويوفر عددًا أكبر من عناوين الإنترنت، مما يساهم في تمكين استيعاب تقنيات من آلة إلى آلة وإنترنت الأشياء.
تم الحرص على وجود مراكز بيانات محلية بالمدن الذكية التي تعتمد على التطبيقات والخدمات القائمة على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
وأوضح سعادة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه تم الحرص على وجود مراكز بيانات محلية بالمدن الذكية، التي تعتمد على التطبيقات والخدمات القائمة على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تمكن المستخدمين من الوصول السريع للبيانات خاصة مع وجود تكنولوجيا البرودباند بكافة وسائطها، وتتيح فرصة نقل ومعالجة كم ضخم من البيانات بسرعة أكبر وبأقل قدر من التأخير.
كما لفت سعادة السيد محمد بن علي المناعي، إلى أنه انطلاقا من الحرص على الحفاظ على أمن المعلومات وخصوصية البيانات في دولة قطر، أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في عام 2016 قانون حماية خصوصية البيانات الشخصية، كما تم وضع استراتيجية وطنية للأمن السيبراني، الذي يعد واحدا من متطلبات المدن الذكية لحماية الأنظمة ومواجهة أي تحديات وتهديدات تتعلق بالتقنيات الناشئة والبيانات المتدفقة منها.
وذكر سعادته بأن مدينة مشيرب، التي تحتضن فعاليات المؤتمر، تعد أحد النماذج الناجحة في الدولة لتطبيقات المدن الذكية، والتي تم إنجازها من خلال شراكة وتكاتف جميع الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص، كل في مجاله، حيث يتطلب التحول للمدن الذكية تعاون كافة أصحاب المصلحة المحليين.
ناصر الكواري: المدن الذكية أصبحت حاجة ملحة لمواكبة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم
بدوره، قال السيد ناصر مطر الكواري، الرئيس التنفيذي لمشيرب العقارية، في كلمته خلال افتتاح "إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022"، إن المدن الذكية أصبحت حاجة ملحة لمواكبة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم، وباتت التكنولوجيا الحديثة الآن في صلب قطاع البناء والمشاريع الحضرية، التي تسعى للاستفادة من الثورة الرقمية لتوفر للإنسان العديد من المزايا التي تيسر أمور حياته وأعماله.
وأوضح الكواري أن رؤية مشيرب العقارية تجلت بتقديم مشيرب قلب الدوحة بوصفها مدينة ذكية بالكامل منذ مرحلة التأسيس والتخطيط، لتقدم نموذجا فريدًا من نوعه، وتصبح أكبر حي مدني ذكي ومستدام بالكامل في العالم، حيث شكلت المدينة نموذجًا مثاليًا للتخطيط العمراني الحديث الذي يلبي متطلبات المستقبل بمرونة تامة، لافتا إلى أنه تم تدشين مشيرب قلب الدوحة لتكون بمثابة مدينة المستقبل للأجيال القادمة، حيث تعتمد تكنولوجيا ومقومات العصر الحديث، ولكنها في الوقت نفسه تجسد في لغتها المعمارية وتخطيطها إرث وتاريخ قطر العريق.
ريكارد كامبس: مشيرب قلب الدوحة تعتبر عاصمة للسياسات المبتكرة للمدن الذكية
من جهته، نوه السيد ريكارد زباتيرو كامبس، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرا برشلونة الدولية" بالشراكة التي تربط شركة "فيرا" والمؤتمر العالمي إكسبو المدن الذكية مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنظيم النسخة الثانية من معرض المدينة الذكية بالدوحة، موضحًا أن مشيرب قلب الدوحة تعتبر عاصمة للسياسات المبتكرة للمدن الذكية، حيث تجمع ممثلين من جميع أنحاء العالم لتبادل المشاريع والخبرات وأفضل الأفكار للحفاظ على مستقبل من المرونة وحياة أفضل للجميع.
وفي معرض حديثها عن التأثير الواسع لـ"إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022"، قالت السيدة ريم محمد المنصوري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الحاجة الملحة إلى تبني حلول المدن الذكية مثل التي كشف عنها "إكسبو الدوحة للمدن الذكية" يجب أن تكون بنفس وتيرة التغيرات التي تشهدها المدن حول العالم، حيث يتطلب عالم اليوم تحويل البيئة الحضرية إلى مساحات مستدامة من أجل تعزيز تجربة العيش والعمل والإقامة للأفراد وفق منهجية عصرية جوهرها الابتكار.
معرض على هامش المؤتمر
وضمن فعاليات "إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022"، افتتح سعادة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المعرض المصاحب الذي يتضمن منطقة الرعاة ومنطقة مزودي الحلول ومنطقة مركز الابتكار والشركات الناشئة ومنطقة المنظمات الحكومية ومنطقة الدول والسفارات والجناح الخاص بوزارة الاتصالات.
ويعقد مؤتمر "إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022" على مدى يومين، تحت شعار "مستقبل مستدام أكثر مرونة"، حيث يجمع نخبة تتألف من أكثر من 70 خبيرًا عالميًا في مجال المدن الذكية يمثلون أكثر من 60 دولة و90 راعيًا وعارضًا، بينما يشهد ثلاث جلسات رئيسية لمشاركة أحدث الأفكار والحلول الإبداعية التي تمهد الطريق لمستقبل مستدام للمدن ومواطنيها.
ويستهدف المؤتمر مناقشة مجموعة من الموضوعات والقضايا الرئيسية هي المدن المستدامة، وإعادة صياغة الخدمات العامة الرقمية، والاقتصاد العالمي والجهوزية الرقمية، والفعاليات الرياضية في مجتمع متصل.