تتجه أنظار العالم صوب الدوحة عاصمة الرياضة العالمية بامتياز، حيث تستضيف غدا الخميس اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ72 كونغرس FIFA في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، قبل يوم واحد من قرعة نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تجرى بعد غد الجمعة في الساعة 7:00 مساء بالتوقيت المحلي، وتترقبها جماهير كرة القدم في أنحاء العالم كافة.
فبعد أن أصبح اسم قطر في الأعوام القليلة الماضية مقرونا بالرياضة، فلا يكاد يشار إلى الرياضة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا دون ذكر لدولة قطر بعد أن فرضت نفسها ورسخت مكانتها كقبلة للرياضة والرياضيين من مختلف أرجاء العالم ومرجعا في التميز الرياضي حتى أضحت الدوحة في غضون السنوات الماضية عاصمة للرياضة العالمية، ها هي تستعد الآن لأثبات هذه المكانة عن جدارة وبامتياز من خلال احتضانها لكونغرس FIFA للمرة الثانية بعد عام 2003، حيث شهدت آنذاك أعمال المؤتمر فوق العادة للاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA كأول بلد عربي يستضيف هذا الحدث، وتم خلالها اتخاذ العديد من القرارات المهمة.
ومثلما خرج الاجتماع الذي جرى في عام 2003 بمجموعة من القرارات المفصلية من أبرزها تعديل قوانين الاتحاد الدولي بشأن السماح للاعبين الشبان الذين يحملون جنسية مزدوجة بتغيير المنتخب الذي يلعبون في صفوفه، فمن المنتظر أن يخرج اجتماع الغد بمزايا تصب في مصلحة كرة القدم في العالم.
تقارير وقرارات مهمة
وسيسبق الكونغرس اجتماع مجلس الفيفا الذي يقام مساء اليوم الأربعاء وسيشهد تقارير وقرارات مهمة على جدول أعماله، حيث سيتم المصادقة على العديد من القرارات بشأن مشاركة المنتخبات الروسية في مسابقات الفيفا، والتعديل المؤقت للوائح الخاصة بوضع وانتقال اللاعبين في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب في أوكرانيا، وأيضا التعديل المؤقت للوائح الخاصة بوضع انتقال اللاعبين الواقعين في مناطق تمر بمرحلة عدم استقرار ليكونوا مع منتخباتهم الوطنية، مع استعراض تقارير لجنة التنمية عن اجتماع المكتب الذي عقد عن بعد في الأول من مارس الجاري، وتقرير اللجنة المنظمة للأمور المتعلقة بمسابقات FIFA والتعديلات على تقويم المباريات الدولية للسيدات 2020 -2023، وإجراء تعديلات على اللوائح الخاصة بوضع انتقالات اللاعبين.
أما كونغرس FIFA الـ72 والذي سيعقد غدا فيتضمن في برنامجه العديد من النقاط أبرزها إقرار جدول الأعمال، واعتماد المحاضر مؤتمر FIFA الـ71 الذي أقيم في 21 مايو 2021 (عبر الإنترنت)، ومناقشة التقرير السنوي والعديد من التقارير المالية والأنشطة في عام 2021 ثم التصويت عليها، بالإضافة إلى التصويت على مقترحات تعديل النظام الأساسي واللوائح التي تحكم تطبيق النظام الأساسي والنظام الأساسي للكونغرس، ومناقشة المقترحات المقدمة من الاتحادات الأعضاء والمجلس حسب الأصول خلال الفترة المنصوص عليها في المادة 28 من نظام FIFA الأساسي.
بأحرف من ذهب
وتسعى قطر غدا لكتابة اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة في العالم، فبعد أن نجحت في استضافة أهم وأبرز الأحداث الرياضية الدولية على غرار بطولة العالم لألعاب القوى 2019 وسباقات الفورمولا 1 وبطولة كأس العرب لكرة القدم العام الماضي، تتطلع لمواصلة حصد النجاحات من خلال استضافتها غدا لكونغرس FIFA الـ72، قبل يوم من قرعة نهائيات المونديال الذي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى في تاريخها وتترقبه جماهير كرة القدم في أنحاء العالم كافة.
وسيشهد كونغرس FIFA الـ72، وحفل القرعة، تغطية إعلامية استثنائية حيث تم إنشاء مركز إعلامي في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات فتح أبوابه اليوم ويستمر حتى الأول من أبريل لوسائل الإعلام المعتمدة كافة كما يوفر FIFA منطقة مختلطة تستغلها وسائل الإعلام عقب القرعة وسط اهتمام عالمي للتعرف على مواجهات كأس العالم الذي تستضيفه قطر خلال الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022.
وحظيت عملية اعتماد ممثلي وسائل الإعلام الراغبين في تغطية القرعة النهائية لكأس العالم FIFA قطر 2022 بإقبال كبير.
ومع الوصول لحفل القرعة ستتعرف الجماهير والمنتخبات المشاركة على مسارها نحو اللقب، حيث سيتضح لـ 29 منتخبا من أصل 32 منتخبا مشاركا في البطولة المجموعات التي سيتنافس فيها، وطريق كل منها إلى نهائي البطولة وبالتالي سيترقب الجميع حفل القرعة الذي سيكشف عن مواجهات المنتخبات التي تأهلت وسط اهتمام كبير قبل المرحلة الثانية من عملية طرح التذاكر لمباريات مونديال قطر، التي ستعقب القرعة مباشرة.
وستنتظر الجماهير الرياضية في العالم المنتخبات الثلاثة التي لم تحسم تأهلها بعد للمونديال، وهي المنتخبان اللذان سيتأهلان من المواجهتين القاريتين الحاسمتين (آسيا - أمريكا الجنوبية/ الكونكاكاف - أوقيانوسيا)، إضافة إلى المنتخب الذي سيتأهل من الملحق الأوروبي للمشاركة في كأس العالم 2022، حيث تستضيف قطر يومي 13 و14 يونيو المقبل المباراة الحاسمة بين ممثل قارة آسيا والمنتخب صاحب المرتبة الخامسة في تصفيات أمريكا الجنوبية لحجز بطاقة التأهل للمونديال، وكذلك المباراة الفاصلة بين رابع الترتيب في تصفيات اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) والمنتخب المتأهل من اتحاد أوقيانوسيا، للفوز بمقعد في كأس العالم المرتقب، وفقاً للقرعة التي أجريت في 26 نوفمبر 2021.
ومن المقرر تحديد آخر منتخب ملتحق بكأس العالم مع نهاية تصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال بين شهري مايو ويونيو المقبلين، وفقاً لما ورد في قرار مكتب لجنة التنظيم في FIFA يوم 8 مارس الجاري.
تذاكر مباريات المونديال
وعن مرحلة المبيعات الأولى لعملية طلب تذاكر مباريات المونديال، فقد شهدت إقبالًا غير مسبوق في تاريخ كأس العالم، حيث تم طلب أكثر من 17 مليون تذكرة، ووصل عدد الطلبات لتذاكر المباراة النهائية في استاد لوسيل يوم 18 ديسمبر المقبل إلى 1.8 مليون طلب تذكرة لحضور ختام أول نسخة من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، وكانت المباراة الوحيدة التي تحدد أحد أطرافها هي المباراة الافتتاحية التي يخوضها المنتخب القطري في انتظار التعرف على المنتخب الثاني، في حفل القرعة، وبالتالي كان الإقبال كبيرًا على المباراة الافتتاحية المقررة في استاد البيت المونديالي الذي يتسع إلى 60 ألف مشجع.
وأثبت المشجعون من داخل دولة قطر شغفهم وحماسهم الكبير لاستضافة المونديال في قطر حيث كانوا أكثر من تقدم بطلبات الحصول على تذاكر المباريات، وأيضًا العديد من دول العالم على غرار الأرجنتين والبرازيل وإنجلترا وفرنسا والهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وتشكل استضافة قطر للبطولة العالمية فرصة مهمة للتعاون بين جميع الدول والمشاركة في حدث تاريخي يستقطب الأنظار من حول المعمورة.
كما توفر هذه النسخة الاستثنائية من كأس العالم والتي تقام للمرة الأولى في الوطن العربي والمنطقة، منصة فريدة لتعريف العالم بدولة قطر والعالم العربي، وإتاحة الفرصة لهم لاكتشاف المعنى الحقيقي للضيافة التي يشتهر بها القطريون والعرب.
فمنذ أن فازت قطر بحق استضافة المونديال، انطلقت في تشييد وتجهيز ثمانية استادات مونديالية ومواقع التدريب استعداداً لاستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم ونجحت في انشائها قبل الموعد المحدد لها.
تجربة ممتعة وسهلة
وعلى بعد أشهر قليلة من انطلاق الحدث العالمي، ينصب التركيز الآن على التأكد من الجاهزية التامة لجميع مرافق البطولة والحرص على توفير تجربة ممتعة وسهلة للمشجعين القادمين إلى قطر لحضور المباريات، حيث يمكنهم حجز أماكن الإقامة من خلال بوابة إلكترونية واحدة تزودهم بعدد من الخيارات ميسورة التكلفة.
كما ستنعكس الطبيعة متقاربة المسافات في قطر إيجاباً على تجربة المشاركين من لاعبين ومشجعين، وأيضا خيارات النقل المتطورة المتاحة للجماهير والتي تشمل شبكة المترو الحديثة والطرق السريعة والحافلات الكهربائية.
وفي إطار التزامها بمراعاة جوانب الاستدامة وحماية البيئة خلال الإعداد لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بتنفيذ العديد من المشاريع والتدابير لتعزيز الجهود المستمرة في سبيل بناء إرث مستدام ينعكس على مستقبل البلاد بعد انتهاء منافسات المونديال.
وشكلت بطولة كأس العرب، التي استضافتها قطر نهاية العام الماضي، فرصة مثالية للارتقاء بالاستعدادات لاستضافة مونديال كرة القدم أواخر العام الجاري، حيث برزت العديد من الملامح الرئيسية على صعيد الاستدامة وحماية البيئة، وتواصل العمل للبناء عليها وتعزيزها في كأس العالم قطر 2022، ليترك المونديال إرثاً مستداما للأجيال المقبلة.