انعقد في الدوحة اجتماع رفيع المستوى ضم ممثلين من دولة قطر وأفغانستان ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف ومانحين وغيرهم من الشركاء في مجال العمل الإنساني لمناقشة الأولويات الصحية المؤقتة لأفغانستان.
وخلال الاجتماع، الذي استمر ثلاثة أيام، استعرض خبراء صحيون الوضع الحالي والثغرات الموجودة في الخدمات الصحية، وتحديد خيارات لضمان الرعاية الصحية لجميع الأفغانيين، كما تمت مناقشة الفرص المتاحة لتحسين حوكمة قطاع الصحة والتنسيق عامة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأطفال والنساء والفئات الضعيفة الأخرى في أفغانستان.
تهديدات صحية
وقال الدكتور أحمد المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط "نشعر بقلق بالغ إزاء التهديدات الصحية المتجمعة العديدة التي تواجه أفغانستان مثل انتشار سوء التغذية، وحالات الحصبة وغيرها من الفاشيات المرضية، وكوفيد-19، والنزوح".
د. أحمد المنظري: قطر شريك رئيسي وداعم لاستجابة منظمة الصحة العالمية
وأعرب عن شكره لدولة قطر لكونها دائما شريكا رئيسيا وداعما لاستجابة منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن المنظمة وبالتعاون مع شركائها في أفغانستان ملتزمة بمواصلة التدخلات المنقذة للحياة وتعزيزها من أجل شعب أفغانستان.
بدوره، قال السيد جورج لاريا أدجي المدير الإقليمي لليونيسف في جنوب آسيا إنه على الرغم من التقدم المحرز في السنوات العديدة الماضية، تموت آلاف الأفغانيات كل عام لأسباب مرتبطة بالحمل، كما تخسر أسر عديدة في أفغانستان أطفالها دون داع لأسباب يمكن الوقاية منها.
مستشفيات مكتظة
وأوضح أنه خلال رحلته الأخيرة إلى أفغانستان، شاهد مستشفيات مكتظة بالأطفال يعانون من أمراض يمكن علاجها حيث إن الآباء منهكون وقلقون وغير قادرين على تحمل تكلفة الغذاء أو الدواء.
جورج لاريا: هناك المزيد الذي يتعين بذله لضمان نمو جميع الأطفال في أفغانستان
وأكد على الحاجة إلى إعطاء الأولوية لتعزيز الخدمات الصحية والتغذوية للأمهات والأطفال، لا سيما على مستوى المجتمع، منوها بما أبداه شركاء المنظمة من دعم قوي، مشيرا إلى أن هناك المزيد الذي يتعين بذله لضمان نمو جميع الأطفال في أفغانستان، وهم يتمتعون بالصحة والتغذية الجيدة.
من جانبه، قال الدكتور صالح المري مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية إن الاجتماع استند إلى الشراكة التعاونية التي أقامتها دولة قطر مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء، والتي قدمت مساعدة كبرى في تلبية احتياجات البرامج الإنسانية الحيوية، والتصدي لجائحة كوفيد-19 وفاشيات الأمراض، وتقديم الدعم الحيوي للمجتمعات المحلية الضعيفة ليس في أفغانستان وحدها، بل في جميع أنحاء العالم".
دعم قطري
وأضاف أن دولة قطر تقدم منذ سبتمبر الماضي دعما بالغ الأهمية لعمليات الاستجابة الإنسانية في أفغانستان، حيث تقدم الإمدادات الطبية الأساسية المنقذة للحياة، ومن ضمنها مجموعات علاج الصدمات وكوفيد-19، التي تلبي احتياجات الملايين من البشر.
د. صالح المري: الاستجابة الإنسانية في أفغانستان تتماشى مع رؤيتنا الإنسانية لتعزيز الجهود الحالية وتساهم في التغطية الصحية الشاملة والتصدي للتحديات
وأوضح المري أن هذه "الاستجابة تتماشى في الوقت المناسب مع رؤيتنا الإنسانية لتعزيز الجهود الحالية، وتساهم في التغطية الصحية الشاملة والتصدي للتحديات الصحية العالمية".
جهود الصحة العالمية
بدوره، قال الدكتور لو دابينغ ممثل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء في مجال تقديم الخدمات الصحية في أفغانستان، لا يزال هناك حوالي ألف مرفق صحي دون أي دعم، ونحو 10 ملايين أفغاني يعيشون في مناطق لا تصل إليها الخدمات الصحية".
وأضاف بالقول "نحن نحتاج إلى دعم عاجل لمواصلة عملنا في إنقاذ الأرواح، فكل يوم نتأخر فيه يعني فقدان حياة أمٍّ بسبب الولادة، أو إصابة طفل بمرض يمكن الوقاية منه، أو فقدان أسرة لمعيلها بمرض يمكن علاجه".
وفي هذا العام فقط، يحتاج ما يقرب من 25 مليون شخص في أفغانستان إلى مساعدات إنسانية، ويحتاج ما يقدر بنحو 18.1 مليون شخص إلى خدمات صحية عاجلة في حين يعمل النظام الصحي هناك جزئيا فقط، وهو ما يعرض للخطر المكاسب الصحية الكبيرة التي تحققت خلال العشرين سنة الماضية وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.