شاركت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في فعالية للأمم المتحدة، بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، بالتنسيق مع البعثة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف، والاتحاد العالمي لجمعيات الأمم المتحدة.
وعلى هامش الفعالية الأممية التي أقيمت في جنيف، استضافت مؤسسة الجيل المبهر، برنامج الإرث الإنساني والاجتماعي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ندوة نقاشية تناولت دور الرياضة في تأمين مستقبل مستدام وسلمي للجميع، أتاحت خلالها الفرصة لاتحادات كرة القدم، ومنظمات المجتمع المدني، والجهات المعنية، للحديث حول الأثر الفاعل للرياضة والنشاط البدني في حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم.
قوة الرياضة
وبهذه المناسبة، أكد السيد ناصر الخوري، مدير إدارة البرامج في مؤسسة الجيل المبهر، في تصريحات، أهمية الاستفادة من قوة الرياضة وشعبيتها كأداة لإحداث التغيير الاجتماعي الإيجابي المنشود، ودفع عجلة التنمية المستدامة التي تتيح للشباب فرصا فريدة لتحسين حياتهم، لافتا إلى أن أنشطة اللجنة تحظى بانتشار عالمي بفضل دعم الشركاء في أكثر من 35 دولة، على غرار الشراكة مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وفروعهما بكل من الأرجنتين والعراق وميانمار وأوغندا.
وخلال مشاركتها في الندوة النقاشية عن "دور الرياضة في مكافحة التغير المناخي"، بحضور ممثلين عن أطراف موقعة على خطة العمل العالمية للعمل المناخي في الأمم المتحدة، تحدثت المهندسة بدور المير، مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن التزام دولة قطر باستضافة نسخة من كأس العالم تراعي جوانب الاستدامة وحماية البيئة في كافة عملياتها.
بدور المير: عملنا دون كلل على تقييم الأثر المحتمل لعمليات البطولة على البيئة في كافة جوانب العمل الذي نقوم به استعدادا للحدث وخلاله
وأضافت المير أن "اللجنة العليا وضعت منذ البداية مسألة التغير المناخي نصب أعينها، ولذلك عملنا دون كلل على تقييم الأثر المحتمل لعمليات البطولة على البيئة في كافة جوانب العمل الذي نقوم به استعدادا للحدث وخلاله، بداية من التصاميم المبتكرة للاستادات التي تأتي في جوهرها الاستدامة والحفاظ على البيئة، والاستفادة من دراسات شاملة في هذا المجال، وتطبيق أعلى المعايير وأفضل الممارسات العالمية في كافة عملياتنا، لذلك نجحنا في تشييد استادات ملائمة لمتطلبات المستقبل".
معايير جديدة
ولفتت إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث تمكنت من إرساء معايير جديدة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى بطريقة مستدامة، وذلك من خلال التحلي بالمسؤولية، والعمل بكل جد في سبيل الحد من الآثار البيئية للبطولة، واعتماد برامج تعويض الانبعاثات، إضافة إلى التعاون مع الشركاء في قطر والعالم.
جوهرة السويدي: تنامي مكانة قطر في المجال الرياضي يأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية للدولة
ومن جانبها، قالت السيدة جوهرة السويدي، القائم بالأعمال بالإنابة بالوفد الدائم لدولة قطر بجنيف، إن تنامي مكانة دولة قطر في المجال الرياضي يأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية للدولة، التي جعلت الرياضة إحدى أدواتها لتحقيق أهداف رؤيتها الوطنية 2030، مبينة أنه لذلك خصصت الدولة يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما وطنيا للرياضة، يهدف بشكل أساسي إلى الترويج لنمط حياة صحي بين جميع السكان في قطر.
بطولة محايدة للكربون
وأكدت السويدي أن نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 ستكون أول بطولة محايدة للكربون، وستعزز الجهود الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون، واعتماد ممارسات مستدامة في الأحداث الرياضية المستقبلية في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن دولة قطر وضعت مجموعة شاملة من المبادرات للتخفيف من الانبعاثات المرتبطة بالبطولة، بما في ذلك الاستادات الموفرة للطاقة، والنقل منخفض الانبعاثات، وممارسات الإدارة المستدامة للنفايات.
بونيان محمدي: الرياضة أداة مهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ولبناء مستقبل أكثر سلاما واستدامة للجميع
إلى ذلك اعتبر السيد بونيان غول محمدي، الأمين العام للاتحاد العالمي لجمعيات الأمم المتحدة، أن الرياضة تعد أداة مهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولبناء مستقبل أكثر سلاما واستدامة للجميع، مشيرا إلى أمثلة كثيرة جمعت فيها الرياضة بين الناس وساعدتهم على تجاوز اختلافاتهم.
وأتيحت الفرصة أمام الجمهور لحضور فعاليات الندوات الحوارية سواء بالحضور الشخصي في مدينة جنيف السويسرية، أو عبر تقنية الاتصال المرئي، وقد شهدت الندوات مداخلات لنخبة من المسؤولين من منظمة الصحة العالمية، ومؤسسة الجيل المبهر، والاتحاد العالمي لجمعيات الأمم المتحدة، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية، واتحاد جنوب آسيا لكرة القدم، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.