نظمت وزارة الثقافة ندوة بعنوان "المخطوط في زمن العولمة"، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض رمضان للكتاب، المقام حاليًا في الساحة الغربية بسوق واقف.
جاءت هذا الندوة احتفالا بيوم المخطوط العربي الذي يوافق الرابع من أبريل من كل عام، وتستمر فعالياته طوال الشهر، وترعاه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وتحتفل به الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، كما تحتفل به أحيانًا جهات إسلامية وأجنبية، حيث يحمل هذا العام شعار "المخطوط في زمن العولمة".
شارك في الندوة كل من السيد محمد همام فكري مستشار التراث والكتب النادرة بمكتب المستشار الثقافي في مؤسسة قطر، والباحث في التراث عبدالعزيز البوهاشم السيد، والدكتور معتز الخطيب الأستاذ بجامعة حمد بن خليفة، وأدارها السيد بلال فرج السويدي رئيس قسم المخطوطات بدار الكتب القطرية.
رقمنة المخطوطات
وقدم السيد محمد همام فكري، لدى مداخلته في الندوة التي حملت عنوان "رقمنة المخطوطات"، تعريفًا للمخطوط بأنه كتاب خط بالقلم، أو مجلد أو وثيقة، مشيرًا إلى وجود علم يهتم بفزيائية المخطوط، بخلاف المحتوى الذي يتصدى له دارسون بالتحقيق والدراسة.
واستعرض تجربة رقمنة المخطوطات في مكتبة قطر الوطنية، موضحًا أن الرقمنة تعني نقل المحتوى الفكري من مخطوط إلى حالة إلكترونية؛ ليكون هذا المحتوى مخزونًا في الفضاء الإلكتروني، ويتفاعل مع الباحث ويتم المحافظة عليه كأثر يعكس تراثنا، ولافتًا إلى وجود ما يقارب 3 ملايين نسخة من المخطوطات العربية في حوالي 400 مبحث علمي من المباحث التي أسهم فيها المسلمون في المجالات كافة، وأن المحافظة عليها ضرورة لا يمكن أن تتم دون الاستناد إلى الوسائل الجديدة التي فرضتها العولمة.
كما تحدث فكري عن أهمية المخطوطات الرقمية وخصائصها، مثل إمكانية تكبير صورة المخطوط بخلاف الأصل، أو إتاحة المقارنة بين صفحة وأخرى، أو نسخة وأخرى، موضحا أن الرقمنة أتاحت للباحثين حول العالم جمع شتات المخطوطات بقدر اجتهاد الباحث للوصول إليها من خلال وسائل الاتصال.
ولفت إلى أن النسخة الرقمية يمكن استخدامها بواسطة عدد لا محدود دون أن تتأثر أو تتلف، كما تحدث عن معالجة المخطوطات وترميمها قبل الرقمنة، ومرحلة الوصف للمخطوط؛ حيث تصف المخطوط فيزيائيا إلى جانب المحتوى، مؤكدًا أن الرقمنة أحدثت ثورة علمية في مجال نشر الفكر العربي للمخطوط.