دعا عدد من العلماء والخبراء والأكاديميين والباحثين من قطر ومختلف دول العالم المشاركين في الخيمة الخضراء التي ينظمها برنامج لكل ربيع زهرة العالم الإسلامي إلى تصحيح مسار زكواته وصدقاته وأوقافه وتوجيهها للقضاء على "الثالوث" المدمر للمجتمعات والمتمثل في الفقر والجهل والمرض.
وشددوا خلال الندوة التي أقيمت عبر تقنية الاتصال المرئي تحت عنوان "الأمية والجوع من الجوائح المنسية في عصر العولمة" على أهمية تشجيع المبادرات المعنية بتعليم الأطفال، والتخلص من التبعية في الأمن الغذائي، وعلى الدور التنموي للزكاة في معالجة الأمية والفقر وترشيد الاستهلاك، والتوزيع العادل للثروات.
ونبهوا إلى ضرورة التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وترشيد الاستخدام في المأكل والمشرب خاصة وأن الموارد الطبيعية تكفي الجميع شريطة التوزيع العادل فالله خلق الأرض وقدر فيها أقواتها، مشيرين إلى أن الإسلام حارب الجوع والأمية وحث الجميع على العمل والاجتهاد والتعفف، وضمن الكرامة الإنسانية للفقراء وجعل حقهم ثابتا في أموال الأغنياء.
تاريخ الجوائح وأثرها
وتحدث المشاركون في الندوة الرمضانية العاشرة للخيمة الخضراء عن تاريخ الجوائح وأثرها على البشرية ونظرة الإسلام لها والعبر المستفادة منها وأسباب الإخفاق العالمي في علاج الأمية والجوع رغم أنهما مرضان خطيران زادت حدتهما في الأعوام الأخيرة بسبب جائحة كورونا.
وأوضحوا أن الإسلام وضع وسائل لإغناء الفقراء منها الزكاة بأنواعها والتي يمكن الانتفاع بها إذا تم توزيعها بشكل صحيح، داعين جميع الأغنياء في الدول الإسلامية لأن يتكاتفوا للقضاء على الفقر في بلادهم واستغلال الجوائح للتخفيف عن الناس بالتساهل في تحصيل الديون والإيجارات وغير ذلك من إجراءات تساعد المعوزين، وهذه مسؤولية أخلاقية ودينية.
ولفتوا إلى أن الأمية تتعارض مع تعمير الكون والخلافة في الأرض فالله أمر أول ما أمر بالقراءة والعلم والمساهمة الفعالة في محو الأمية بأنواعها "التربوية والدينية والاجتماعية والعلمية وغيرها"، مثمنين دور المؤسسات الخيرية في التخفيف عن المسلمين وتحقيق التكافل الاجتماعي الذي حض عليه الدين.
تاريخ التطعيم في العالم
واستعرض المشاركون تاريخ الجوائح وآثارها على البشرية والتي كانت تطلق عليها قديما "الطاعون" وكان ينظر إليها كعقوبة من الله، مذكرين بالأوبئة التي أطاحت بالحضارة اليوناينة والامبراطورية الرومانية والإنفلونزا الإسبانية وتأثيرها على الإنسانية، كما استرجعوا تاريخ التطعيم في العالم وكيف تطور هذا النوع من العلاج الوقائي وكذلك تاريخ الحجر الصحي والعزل الطبي.
وقالوا إن الجوائح مرتبطة بالبشر وتحدث لا محالة وتأثيرها كبير على المجتمعات في نواح مختلفة سياسية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية ودينية وبالتالي لابد من الاستعداد الجيد لها بالاعتماد على الذات في التكنولوجيا والمعرفة والغذاء والدواء وغيرها من وسائل المقاومة.
وعرض المشاركون بعض التجارب القطرية في مواجهة الأمية في مختلف دول العالم من خلال أذرعها الإنسانية مثل الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية ومؤسسة التعليم فوق الجميع وبرامجها التنموية المختلفة مثل "الفاخورة وعلم طفلا وأيادي الخير نحو آسيا وغيرها" وكيف قامت هذه المؤسسات بدور كبير وبارز في توظيف ملايين الشباب وتعليم ملايين الأطفال بأكثر من 60 دولة حول العالم وكيف استطاعت مع العديد من الشركاء توفير الحياة الكريمة لملايين الأسر.