أكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث التزامها الثابت بتوفير حلول مبتكرة تسهم في تعزيز أهداف الاستدامة البيئية المرتبطة باستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 المرتقبة أواخر العام الجاري، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بيوم الأرض 2022.
وأشار السيد أوريان لوندبيرغ، خبير الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى أن مخلفات الطعام تشكل تحديا كبيرا للدول في أنحاء العالم، حيث يهدر حوالي ثلث الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري.
مشاكل بيئية عالمية
ولفت لوندبيرغ إلى أن "الكثير من الدول تواجه مشكلة هدر الطعام، حيث يتم التخلص من فائض الغذاء في مكبات النفايات، كما أن خلط النفايات العضوية مع العبوات غير القابلة للتحلل والتحويل إلى سماد للمزروعات، يجعل معالجة هذا النوع من النفايات أمرًا في غاية الصعوبة".
أوريان لوندبيرغ: لجأنا إلى حلول فعالة لتحويل التحديات إلى فرص واعدة خلال بطولة كأس العرب 2021 الماضية
وتابع "لذلك لجأنا إلى البحث عن حلول فعالة نستطيع من خلالها تحويل التحديات إلى فرص واعدة خلال كأس العرب FIFA قطر 2021، وصولا إلى تحقيق أهداف الاستدامة البيئية خلال تنظيم البطولات الرياضية الكبرى".
وأوضح خبير الاستدامة والبيئة أن مشروع تدوير النفايات وتحويل مخلفات الطعام إلى سماد عضوي، عاد بكثير من الفائدة على فريق عمل الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا، الذي اكتسب معلومات وخبرة واسعة في هذا المجال ومن ضمنها، كيفية شراء المواد الاستهلاكية القابلة للتحلل والتحويل إلى سماد، ومعرفة أحدث الأساليب المتبعة في فصل النفايات، إضافة إلى استخدام آلات التسميد المتوافقة مع أنظمة العمل في المزارع المحلية.
نحو بيئة صحية
وأضاف لوندبيرغ "نفخر بتسخير أفضل الوسائل للمحافظة على بيئة صحية، من خلال واحدة من البطولات الهامة والتي شكلت منصة تجريبية قيمة لاختبار عملياتنا والتأكد من جاهزيتها التامة تمهيدا لانطلاق كأس العالم بعد أشهر قليلة".
وتعاونت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مع كأس العالم FIFA قطر 2022، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من استخدام الحاويات المخصصة لمخلفات الغذاء وأدوات المائدة القابلة للتحلل والتحويل إلى سماد في جميع الاستادات التي احتضنت مباريات كأس العرب FIFA قطر.
هذا بالإضافة إلى بناء وتعزيز الوعي لدى فرق العمل فيما يتعلق بالاستخدام الملائم لأنظمة فصل النفايات، والتي شملت تخصيص صناديق خضراء قابلة للتحويل إلى سماد، كما نظمت اللجنة عددا من الأنشطة الإضافية بهدف فرز النفايات حسب نوعها، وتعاونت في هذا الإطار مع شركة أجريكومبوست التي تتخذ من قطر مقرا لها، لتحويل النفايات العضوية إلى سماد جرى الاستفادة منه في المحاصيل الزراعية.
تدوير النفايات العضوية
من جانبه، قال السيد ناصر الخلف، الرئيس التنفيذي لشركة "أجريكومبوست"، إن عمليات إعادة التدوير في الشركة تهدف إلى الاستفادة من النفايات العضوية على اختلاف أنواعها، لإنتاج سماد للمحاصيل الزراعية من فاكهة وخضراوات وغيرها من النباتات الأخرى.
ولفت الخلف إلى أنه يمكن تدوير جميع المخلفات الناتجة عن الأشجار والحيوانات والنباتات وإعادتها مجددا إلى الطبيعة، وكذلك تحويل بعض النفايات إلى علف للحيوانات.
ناصر الخلف: "أجريكومبوست" جمعت خلال كأس العرب نحو 5 أطنان من المخلفات يوميًا كما استخدمت حاويات خاصة لإعادة التدوير
وعن الفترة الزمنية لعملية تدوير وتحويل النفايات إلى سماد، أوضح الخلف أنها عادة ما تستغرق حوالي أربعة أسابيع، مشيرا إلى أن أجريكومبوست جمعت خلال كأس العرب FIFA قطر 2021 ما يقارب 5 أطنان يوميا، كما استخدمت حاويات خاصة لإعادة تدوير النفايات أثناء المباريات.
وأضاف:" نضع حاويات النفايات هذه في مغلق يوجد به مرشح بيولوجي يحرك وينقي الهواء داخل الحاويات، مع زيادة درجة الحرارة لتصل إلى 70 درجة مئوية، بما يوفر أجواء مثالية تساعد على تحلل مختلف المواد، من مخلفات غذائية وزراعية أو بيولوجية وتحويلها إلى سماد عضوي".
نظام لإدارة النفايات
وسجلت البطولة إعادة تدوير النفايات بنسب بلغت 70 بالمئة في استاد البيت، الذي احتضن المباراة الافتتاحية والنهائي، فيما جرى تحويل النسبة المتبقية إلى مركز إدارة النفايات لتحويلها إلى طاقة، حيث شهدت البطولة التي استمرت 19 يوما، تطبيق نظام محكم لإدارة النفايات العضوية تضمن جمع ما يزيد على 75 طنا من النفايات العضوية وتحويلها إلى سماد.
وستتمكن استراتيجية الاستدامة لكأس العالم FIFA قطر 2022 من استضافة بطولة مميزة تضع معايير جديدة للتنمية الاجتماعية، والبشرية، والاقتصادية، والبيئية. كما ستغير هذه النسخة من كأس العالم طريقة تنظيم البطولات القادمة ومختلف الفعاليات الرياضية الكبرى في المستقبل.