يزخر قسم المخطوطات التراثية بمكتبة قطر الوطنية بثروة تاريخية من المخطوطات الإسلامية النادرة التي تشكل جزءًا مهمًا من التراث الإسلامي، إذ يحتوي هذا القسم على ما يزيد على 2400 نموذج لنفائس ونوادر المؤلفات والمخطوطات ذات الصلة بالحضارة العربية والإسلامية على مختلف العصور، ويشتمل القسم على مخطوطات فريدة للقرآن الكريم والعلوم الشرعية وغيرها من العلوم الدينية والأدبية والبلاغة وعلوم القراءات والتجويد والفقه والحديث.
القسم التراثي يحتوي على نفائس ونوادر المؤلفات والمخطوطات ذات الصلة بالحضارة العربية والإسلامي
"مرسال قطر" قام بجولة في أروقة القسم الذي يشتمل على مقتنيات نادرة لمجموعة من مخطوطات القرآن الكريم، من بينها مخطوطة نادرة لمصحف شبه الجزيرة العربية يعود إلى القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، حيث يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 30 و100 هجرية / 690 و720 ميلادية، وكتبت هذه المخطوطة بالخط الكوفي، وبحسب المعلومات المذكورة على المخطوطة إنها كتبت أو أجزاء الأرقام بالذهب، ووردت في هذه الورقة سورة يوسف وأنها تشمل على 111 آية.
ومن بين المخطوطات القرآنية النادرة أيضًا، مخطوطة لمصحف إيراني يعود إلى القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، تحتوي على آيات من سورة التوبة، مكتوبة بخط مُحقق مُذهب، ومُحددة فيها حروف العلة بعلامات باللونين الأسود والأزرق.
وتضمن القسم كذلك، مخطوطة صغيرة الحجم لمصحف بالشرق الأدنى أو شمال إفريقيا، ويرجع تاريخها إلى 200 هجرية/ 800 ميلادية، وخلال القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي انتشرت المخطوطات القرآنية صغيرة الحجم ذات الشكل الأفقي مع أسطر قليلة للآيات في كل صفحة، وتعود هذه المخطوطة لجزء من مصحف وضع في ثلاثين مجلداً للقرآن الكريم.
المكتبة تتضمن نماذج للعديد من المخطوطات القرآنية النادرة التي تعود إلى عصور زمنية مختلف
ويحتوي القسم مخطوطة مكتوبة بالخط المغربي ومزخرفة تعود إلى تاريخ 600 هجرية / 1200 ميلادية، ويرجع أصل هذه المخطوطة الفريدة إلى مصحف القرآن الكريم بالأندلس، وبحسب المعلومات التي كُتبت على المخطوطة فإنه من المحتمل أن هذا المصحف كُتب لشخصية ملكية في غرناطة أو فالنسيا.
ومن بين المخطوطات النادرة التي تعرض في القسم الإسلامي، مخطوطة من صفحات المصحف الأزرق المعروف عالمياً، والذي ظهر في شمال إفريقيا في الفترة ما بين 240- 340 هجرية/ 850-950 ميلادية، وتظهر جماليات كتابة المخطوطة من خلال اللون الأزرق الذي يميز خلفية الأحرف المكتوبة باللون الذهبي، وبحسب المعلومات الواردة على المخطوطة فإنه من المحتمل أن تكون هذه التقنية مستوحاة من الأعمال البيزنطية السابقة المكتوبة بالذهب والفضة على رق أرجواني اللون.
ويعرض القسم كذلك، مخطوطة قرآنية مكتوبة بالخط الكوفي المشرقي، وتعود إلى القرن الخامس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، حيث تتضمن هذه المخطوطة الآيات من 185-189 من سورة البقرة، وتتميز بأنها كُتبت حروفها بصورة مائلة إشارة إلى بداية تطور الخط الذي عُرف لاحقًا باسم الخط الكوفي المشرقي.
ومن بين المقتنيات النادرة التي يشملها القسم، مخطوطة من مصحف للقرآن الكريم بقارة إفريقيا، يعود تاريخه للقرن الثالث عشر الهجري / القرن التاسع عشر الميلادي، وكُتب هذا المصحف بالخط السوداني، ويتميز بالعديد من الزخارف والتصاميم الإسلامية.
