قد تدفع حياتك ثمنا لارتدائك ساعة ذكية تخاطب منها الآخرين أثناء قيادتك السيارة؛ هذا ما أكدته أبحاث دولية أجريت على السائقين الذين يرتدون الساعات ويتعاملون بها أثناء القيادة.
الأبحاث بينت أن قدرة السائق على رد الفعل تجاه مشكلة تواجهه أثناء القيادة وهو مشغول بالحديث أو إرسال رسائل عبر الساعة ضعيفة جدا، وفي الأغلب لن يقدر على تفاديها.
هيئة النقل الكندية وصفت هذا الأمر بأنه قيادة مشتتة؛ إذ إنه عندما يتشتت انتباه السائق، فإن أداءه وإدراكه الكاملين للمشاكل على الطريق لن يكونا الأمثل.
وقالت الهيئة إن الإلهاء قد يأخذ شكل الرسائل النصية أو التحدث عبر الهاتف أو الركاب أو الأكل أو الشرب خلال القيادة، أو استخدام نظام الترفيه أو الملاحة.
ويعد استخدام جهاز إلكتروني يعمل من دون استخدام اليدين أكثر تشتيتًا 4 مرات من التحدث إلى راكب بالغ.
وفي كندا، أسهمت القيادة المشتتة في 21% من الحوادث التي تؤدي إلى وفاة أصحابها، و27% منها أحدثت إصابات خطيرة.
ولقي المئات في الولايات المتحدة مصرعهم نتيجة ارتداء الساعة الذكية، فرغم أن لديها قوانين تحظر القيادة المشتتة وتمنع السائقين من الحديث في الساعات الذكية أو الهواتف المحمولة، إلا أنه في عام 2017 فقط توفي 3166 شخصا في حوادث بسبب القيادة المشتتة. بخلاف أن دراسات أميركية أكدت أن أكثر من 90% من حوادث الطرق تكون نتاج خطأ بشري.
على جانب آخر، أجرى فريق بحثين من مختبر "أتش إيه سي مونتريال تيك 3 لاب" (HEC Montréal Tech3Lab)، المتخصص في دراسة التفاعلات بين الأشخاص والتقنيات، اختبارا لتفاعل السائقين على الطرق أثناء التعامل مع الساعات الذكية.
ووضع الاختبار 31 سائقًا في واحدة من 4 مواقف مختلفة أثناء القيادة، وتم إرسال تنبيهات للسائقين على هاتف محمول أو ساعة ذكية أو بواسطة مكبر صوت.
وكان على السائقين الرد على هذه التنبيهات بصوت عالٍ، وتلقى السائقون نصوصًا مكتوبة عن طريق الهاتف المحمول أو الساعة الذكية، وكان عليهم الرد باستخدام هواتفهم لإرسال رسالة نصية.
وتبين أن الساعات الذكية تشتت انتباه السائقين أكثر من الهواتف المحمولة، في حين أن المساعدين الصوتيين كانوا أقل تشتيتًا للانتباه.
كانت نظرات السائقين أقل تركيزًا أثناء القيادة عندما تلقوا تنبيهات مكتوبة على ساعاتهم الذكية منها على هواتفهم المحمولة.
كما أن نظرات السائقين كانت أقل تركيزًا على قيادتهم عندما تم إرسال التنبيهات المكتوبة إليهم على الهاتف المحمول مقارنةً بوقت سماعهم التنبيه من خلال مكبر الصوت.
بالإضافة إلى ذلك، كان السائقون يتشتت انتباههم عن طريق التنبيهات المكتوبة أكثر من التنبيهات التي تُعطى لهم بالصوت.