دشن الملتقى القطري للمؤلفين إصدارات إبداعية جديدة لمجموعة من الكتاب والمبدعين، وتنوعت الإصدارات بين السيرة الذاتية، والكتابة القصصية الروائية الطويلة والقصيرة ذات الحس الواقعي، وقضايا اجتماعية واقتصادية.
وكشفت السيدة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، في مستهل الجلسة، عن تدشين 150 كتابا في مختلف صنوف المعرفة والإبداع منذ بداية العام الحالي رغم الصعوبات الحالية المتعلقة بأزمة كورونا / كوفيد-19/، وتأجيل معرض الدوحة الدولي للكتاب، ووصفت هذا الأمر بالإنجاز الكبير للمبدعين الذين استطاعوا نشر إبداعاتهم.
وقدم السيد أحمد على الانصاري، الدبلوماسي السابق والرياضي القديم، تعريفه عن كتابه /الشباب وحديث الذكريات/ الذي يحكي في فصلين عن سيرته الرياضية والدبلوماسية حيث كان يعمل سفيراً للدولة في باكستان وعدة دول، حيث يتناول الجزء الأول عن الرياضة، وكيفية دخولها في قطر، بينما تناول الجزء الثاني تعريف ماهية مرحلة الشباب، وماهي طموحاتهم، وما هو المطلوب منهم ليقدموه للدولة.
وتم تدشين كتاب الناقدة الدكتورة امتنان الصمادي /فتاة المعطف/ وهو مجموعة من القصص القصيرة العادية ذات البناء التقليدي القديم، بجانب 30 قصة قصيرة جداً، ذات النمط البنائي الحديث، ولا تزيد عن 3 أو 4 أسطر.
كما تم تدشين كتاب /ثمة في جوفي سلام/ للكاتبة ميثة سلطان، والتي أكدت أن الكتاب، يتحدث عن شخصيات نراها كل يوم، وهي موجودة ولكن لا ننتبه لها، وأنه حينما اضطررنا أن نجلس في سلام وهدوء انتبهنا لهم، وقالت "إن الكتاب هو الإصدار الثاني لي بعد /سجناء الصمت/، وأن الفرق بين الإصدارين كبير ففي التجربة الأولى، كتاب في حالة اختبار لنفسي، بينما في الكتاب الثاني بدأت التعرف على الأشياء التي تميزني ككاتبة، وأصحبت أكثر تمكناً".
وشملت المؤلفات الجديدة كتاب /الاقتصاد الذهبي في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز رؤية استراتيجية وقراءة إسلامية/ للكاتب يحيى سليم دلول، وأوضح ان الكتاب يلامس الجانب الاقتصادي، وقال "في عصرنا الحالي، توجد الكثير من الخيرات، ولكنها مهدرة وتعود بالسلب على حياة الناس، التي لا تخلو من الفقر، والتضخم، رأيت أنه لابد أن تأخذ بتجربة الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي قاد الدولة الأموية في ظل أوضاع مشابهة لما تعيشه الدول الإسلامية حالياً، مثالاً حيث استطاع تطبيق الفقه الاقتصادي الإسلامي في تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة بين الناس، وأن يجعل الحياة في متناول الجميع، مما أدي إلى زيادة إنتاج الدولة، ونصيب دخل الفرد من الدخل القومي".
وشهد الجزء الأخير من الجلسة تدشين رواية /حين يزهر الاقحوان/ للكاتبة الجزائرية سارة رشيدي التي تحدثت عن إبداعها الجديد بالقول "إن أزهار الأقحوان تعبر عن حالة من التشاؤم لدي بعض الشعوب مثل اليابان والصين حيث يقومون هناك بغرس هذه الأزهار في القبور، لكن الشعوب الأوروبية تراها تعكس معنى المرح وحب الحياة والأمل والتفاؤل".
وأضافت "أن حياة بطلة القصة /جازي/" أشبه بذلك المزيج من الثقافة الآسيوية والأوروبية، وهو بمفهومه مزيج من المعاناة والآلام والعراقيل والتحدي، وقد عاشت صراعات، وأن القصة تعالج مجموعة من القضايا مثل التنمر خاصة في القطاع المدرسي، وهو ما تعرضت له البطلة في المدرسة مما جعلها تكره المدرسة".
كما أشارت إلى أن الرواية تتناول التميز العنصري في المجتمعات العربية بين الذكور والإناث، حيث تكون الأولوية للأبناء في الحصول على التعليم، بسبب آفة الفقر، مبينة أن الرواية مستوحاة من الواقع الجزائري عقب انتهاء الاحتلال خاصة في منطقة الريف، حيث يعاني المجتمع من مخاوف كثيرة تتعلق بتعليم الإناث لتجد البطلة المجتمع الريفي الذي انتقلت إليه بعد وفاة والديها في حادث، يفضل تعليم الذكر على الأنثى.