بدأت اليوم فعاليات مؤتمر الجمعية الأمريكية للكيمياء، الذي ينظمه على مدى ثلاثة أيام فرعها بدولة قطر، تحت شعار "الكيمياء والهندسة الكيميائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، ويستهدف الأخصائيين الإقليميين، وهو يُعد ثاني مؤتمر تنظمه الجمعية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: إن هذا المؤتمر هو أول حدث إقليمي لجمعية الكيمياء الأمريكية يُقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كمخرجات وثمرة لفرعها في قطر، الذي أنشئ عام 2018، لتكوين إضافة نوعية للمجتمع الأكاديمي والبحثي العلمي.
د. إبراهيم النعيمي: المشاركون من جميع أنحاء العالم سيساهمون في مناقشة ودراسة ومراجعة أحدث الأبحاث والدراسات النوعية المتعلقة بعلوم الكيمياء
وأضاف سعادته، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن المشاركين من جميع أنحاء العالم سيساهمون في مناقشة ودراسة ومراجعة أحدث الأبحاث والدراسات النوعية المتعلقة بعلوم الكيمياء، في ظل ما يعيشه العالم اليوم من تغير سريع، وفي ضوء ثورة الاتصالات والمعلومات التي سهلت تبادل الخبرات والأفكار المعرفية، الأمر الذي جعل هذا المؤتمر ممكنًا لتحسين مخرجات أبحاثهم في خدمة الإنسانية على جميع المستويات.
وأكد سعادة الدكتور النعيمي أن دولة قطر رائدة في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات ومشتقاتها، مشيرًا إلى أن لهذه الصناعات تأثيرات بيئية تصاحب عملية الاستخراج والتكرير والشحن والنقل، في ظل معدلات النمو الاقتصادي المتسارعة لدولة قطر، لافتًا إلى أن استضافة هذا المؤتمر تسلط الضوء على التزام قطر بتحسين جودة الهواء، وتعزيز كفاءة استهلاك الغاز والطاقة، وإعادة تدوير المخلفات، وتوسيع رقعة المساحات الخضراء، كما أن عقده ينسجم مع مبادئها التنموية وتوجهاتها لخدمة قضايا الاستدامة البيئية، لا سيما مع اعتماد التنمية البيئية واحدةً من الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030.
وتابع: "يتيح المؤتمر لمؤسساتنا فرصة الاستفادة من نتائجه وتوصياته، وبالأخص الأوراق البحثية التي يقدمها المشاركون، وخبرات العلماء الحائزين على جائزة نوبل، بما يساعدنا على تطوير الخطط والسياسات ذات الصلة".
المؤتمر يعد استمرارًا للجهود القطرية السابقة في الكيمياء
ونوه بأن هذا المؤتمر يعد استمرارًا للجهود القطرية السابقة في الكيمياء، حيث تم إنشاء قسم الكيمياء في جامعة قطر عام 1973، في وقت تقوم فيه حاليًا جامعة تكساس إي أند إم في قطر، والجامعات الشريكة التي تعمل تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بتخريج وإعداد مهندسين وباحثين في هذا المجال.
وثمن سعادة الدكتور النعيمي جهود جامعة تكساس إي أند إم في قطر لتعزيزها المستمر للوعي بدور وأهمية الكيمياء في الحياة، فضلًا عن تعاونها المستمر مع جامعة قطر منذ عام 2006 وحتى هذا الحدث اليوم، مبينًا أنه تم قبل بضع سنوات في قسم الكيمياء بجامعة قطر عقد المؤتمر الدولي الأول للكيمياء عام 1993، بمشاركة البروفيسور الراحل ريتشارد إرنست، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1991، إلى جانب الراحل الدكتور أحمد زويل قبل تسلمه جائزة نوبل، والدكتور مصطفى السيد الكيميائي البارز في الولايات المتحدة، بينما يشارك في مؤتمر الجمعية بالدوحة اليوم السير فريزر ستودارت، الحائز على جائزة نوبل لعام 2016.
المؤتمر يشكّل فرصة لتحفيز الشباب القطري للتعرف على مختلف فروع التخصصات الكيميائية
وشدد سعادة الدكتور النعيمي في ختام كلمته على أن هذا المؤتمر يشكّل فرصة لتحفيز الشباب القطري للتعرف على مختلف فروع التخصصات الكيميائية، كما أنه فرصة للمهندسين الكيميائيين لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، والتعرف على أحدث الأبحاث والدراسات في هذه المجالات، معربًا عن ثقته في أن المشاركين سيناقشون بعُمق ويتدارسون بصورة علمية جميع القضايا المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، والتي سيتم تناولها خلال الجلسات والمناقشات التفاعلية، بهدف الوصول إلى نتائج وتوصيات مفيدة تعود بالنفع على البشرية، خاصة بعد تداعيات جائحة فيروس كورونا "كوفيد- 19" وما كشفته من ضعف وهشاشة في النُّظم الصحية على المستوى العالمي، والتي نبهت أيضًا إلى أهمية التعاون العلمي والبحثي في مجال العلوم، لا سيما الكيميائية منها، والذي يضطلع فيها هذا المؤتمر بدور رائد.
د. حسن بزي: المؤتمر يعد منصّة مهمّة لمناقشة أحدث الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجالات الكيمياء والهندسة الكيميائية
من ناحيته، أعرب الدكتور حسن بزي، رئيس المؤتمر، وعميد مشارك أول للأبحاث والتقدم في جامعة تكساس إي أند إم في قطر، الشريكة لمؤسسة قطر، ورئيس مجلس إدارة فرع الجمعية في قطر، عن ثقته بدور هذا المؤتمر في تعزيز ثقافة البحث والتطوير والتطور الهندسي والقطاع التعليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقال: إن هذه الخطوة تأتي بالتوازي مع التطور الصناعي والاقتصادي والتعليمي في قطر، كما أن هذا المؤتمر البارز يعد منصّة مهمّة لمناقشة أحدث الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجالات الكيمياء والهندسة الكيميائية، لتعزيز مساهمة دول المنطقة ومكانتها الرائدة في هذا القطاع، علاوة على تسليط الضوء على أوجه التقدم التعليمي في العلوم والهندسة في مختلف أرجاء المنطقة. كما أن له فوائده الكبيرة للباحثين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويوفر أيضًا فرصة لتبادل الأفكار والحوار مع نخبة من العلماء والمهندسين المتميزين من جميع أنحاء العالم.
وقالت الدكتورة أنجيلا ويلسون، رئيسة الجمعية الكيميائية الأمريكية بوصفها متحدثة رئيسية في المؤتمر: "يسرنا في الجمعية الكيميائية الأمريكية أن نلتقي مع مجتمعات الهندسة والعلوم الكيميائية في الشرق الأوسط وإفريقيا لمشاركة الخبرات والعلوم، وتعزيز التعاون المتبادل"، مؤكدة أن "انعقاد المؤتمر في قطر يمثل تتويجًا للجهود الدؤوبة التي بذلها زملاؤنا وقيادة فرع الجمعية في قطر على مدار سنوات، فضلًا عن تعاون وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وجامعة تكساس إي أند إم في قطر".
نخبة من المتحدثين
ويستقطب المؤتمر نخبة من المتحدثين والشخصيات المؤثرة، وعلى رأسهم المتحدثون في الجلسة العامة، بمن فيهم السير فريزر ستودارت، الحائز على جائزة نوبل للكيمياء لعام 2016 وأستاذ الكيمياء في جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور بين فيرينجا من جامعة جرونينجن في هولندا والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2016.
وتشهد الفعاليات حضور أكثر من 30 متحدثًا رئيسيًّا ومرموقًا من أمريكا الشمالية وأوروبا وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط والشرق الأقصى، والذين يتناولون آخر التطورات والتحديات التي تؤثر على قطاعي الهندسة الكيميائية والكيمياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويشتمل برنامج المؤتمر على 8 جلسات متخصصة تغطي مجموعة من المواضيع، بما فيها المواد الوظيفية المتقدمة والمواد النانوية، والنتائج الحسابية والنظرية، وإعداد الطلاب للعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهندسة سلامة العمليات، والعمليات الكيميائية المتطورة وتصميم المنتجات لعالم أفضل، وعلوم وأساسيات الهندسة الكيميائية، والتحفيز الكيميائي والبوليمرات، إضافة إلى جلسة توضيحية أخيرة حول مواضيع الكيمياء العامة والهندسة الكيميائية.
وفي تصريح قال الدكتور حسن بزي: إن عدد أعضاء جمعية الكيمياء الأمريكية بدولة قطر يتراوح بين 200 إلى 300 عضو، مشيدًا في سياق متصل بالنشاطات العلمية بهذا الصدد في الجامعات بدولة قطر، والحضور العالمي الكبير للعلماء والمهندسين المعنيين في قطر في مثل هذه المؤتمرات، لافتًا إلى أنه من هذا المنطلق جاء تنظيم هذا المؤتمر، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تنبع أهميته من كونه يجمع العلماء والأساتذة والباحثين من فروع الجمعية بالمنطقة.
وأكد أن هذا المؤتمر يرسّخ أهمية التواصل العلمي الذي تسعى له الجمعية وفرعها في قطر، مضيفًا أن طلاب من جامعات قطر يشاركون في المؤتمر ويتفاعلون مع أنشطته وفعالياته، وهذا مهم جدًّا بالنسبة لهم، خاصة بمشاركة علماء وحائزين من قبل على جائزة نوبل في الكيمياء لتبادل النصائح الشخصية والآراء، مبينًا أن أكثر من 300 شخص من 27 دولة يشاركون في المؤتمر.