دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

لمناقشة أبعاده العلمية والحضارية

انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث حول معجم الدوحة التاريخي للغة العربية

10/05/2022 الساعة 21:27 (بتوقيت الدوحة)
جانب من فعاليات المؤتمر
جانب من فعاليات المؤتمر
ع
ع
وضع القراءة

انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بعنوان: "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وأبعاده العلمية والحضارية"، الذي ينظمه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتشارك مع برنامج اللسانيات والمعجمية العربية في معهد الدوحة للدراسات العليا.

ويشارك في المؤتمر أكثر من أربعين أستاذًا باحثًا في اللغة واللسانيات والمعاجم من أنحاء العالم العربي وخارجه على مدى يومين في معهد الدوحة للدراسات العليا.

د. عزالدين البوشيخي: المعجم تمكّن من بناء الأسس العلمية والمنهجية والتقنية والإدارية والبشرية

وأكد الدكتور عزالدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في كلمته الافتتاحية، خلال المؤتمر أن المعجم منذ انطلاقته قبل تسع سنوات، تمكّن من بناء الأسس العلمية والمنهجية والتقنية والإدارية والبشرية، وأنجز المرحلة الأولى الممتدة من أقدم نص عربي موثق حتى العام 200 للهجرة، ونشر مادتها عبر بوابة إلكترونية خاصة بالمعجم في العام 2018، واستمر في إنجاز المرحلة الثانية، ونشر ما ينجزه من المواد المعجمية التي تؤرخ للكلمة العربية على مدى عشرة قرون، أي حتى العام 500 للهجرة، مبينا أنه في غضون أشهر قليلة سيبدأ العمل في إنجاز المرحلة المفتوحة الممتدة حتى عصرنا الراهن.

وأشار المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية إلى تعدد أدوار المعجم العلمية والحضارية، حيث إن قاعدته هي النصوص العربية التي أنتجها الفكر العربي في شتى مجالات الإبداع الإنساني وفنون القول على مدى عشرة قرون من تاريخ هذه اللغة، بالإضافة إلى النصوص التي ترجمتها العقول العربية، متفاعلة بذلك مع المعرفة الكونية والحضارات غير العربية في زمانها، لافتًا إلى أن هذه القاعدة قد اغتنت من النصوص العربية بما أمكن الوصول إليه من نصوص منقوشة ضاربة في القدم، وكاشفة عن تاريخ اللغة العربية العميق.

وأضاف كما تشكل هذه القاعدة النصية المنهل الأساس الذي ينهل منه المعجم ألفاظه ومعانيه وشواهده وتواريخه ليكون المعجم بذلك خلاصة لما في نصوص العربية من الألفاظ والمعاني، مبسوطة في سياقاتها التاريخية المتوالية توالي الأزمان، والمتلونة بألوان الثقافات والعلوم وإبداعات الحضارات المتعاقبة.

المؤتمر يقدم فهمًا جديدًا للمعجم التاريخي ولأدواره العلمية والحضارية

وتابع البوشيخي قائلا: إن المؤتمر يقدم فهمًا جديدًا للمعجم التاريخي ولأدواره العلمية والحضارية، متجاوزًا بذلك الفهم الشائع الذي يقصر المعجم على جمع ألفاظ اللغة العربية مقرونة بمعانيها وعرضها؛ بهدف المساعدة على تعلم هذه اللغة واستعمالها، مؤكدًا أن معجم الدوحة يمثل مرآة للفكر العربي في تفاعله التاريخي مع قضايا الإنسان الكونية وقضاياه الخاصة، ومع محيطه الأدبي والثقافي والديني والعلمي والفني، ومع الحضارات التي احتك بها احتكاك مثاقفة أو احتكاك مدافعة أحيانًا، مؤكدًا أن المعجم لا يمكن تجاوزه لفهم اللغة العربية نسقًا واستعمالًا، ومراجعة أوصافها النحوية والبلاغية بمستوياتها المختلفة، ولفهم التراث المعرفي والعلمي في سياقاته التاريخية، ولفهم الكيفية التي تطورت بها العلوم والمعارف والفنون وتطور بها الفكر العربي، ولفهم الكيفية التي تفاعل بها مع الفكر الإنساني المتنوع عبر سيرورة الزمان.

وتناول المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية في كلمته أهمية المؤتمر والأبحاث المطروحة للنقاش لرسم ملامح تبلور النسق الفكري في الحضارة العربية الإسلامية، ونشأة المصطلحات العلمية فيها وتطورها، ولتسليط الضوء على الأصول الحضارية لبعض الألفاظ العربية وعمقها التاريخي ونظائرها في اللغات السامية، كاشفًا عن استعداد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا لإطلاق مجلة "كلمات ودلالات" وترحيب المجلة بنشر الأبحاث المعنية بالمعجم من مختلف الزوايا العلمية.

مناقشة ثلاثة أبحاث علمية

وشهدت أولى جلسات مؤتمر معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وأبعاده العلمية والحضارية، التي ترأسها الدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، مناقشة ثلاثة أبحاث علمية هي: "فصل المقال بين البقال والبدال بحث في تاريخية المعجم التاريخي العربي" للدكتور حسن حمزة رئيس قسم برنامج اللسانيات والمعجمية العربية في معهد الدوحة للدراسات العليا ونائب رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وبحث "القيمة الاختبارية لمعجم الدوحة التاريخي. التحول الدلالي من المعنى الحرفي إلى المعنى المجازي" للدكتورة نرجس باديس أستاذ اللغة واللسانيات بالمعهد العالي للغات في تونس، و"التجربة المعجماتية الفرنسية في تأليف المعاجم.. التأثيلية التاريخية" للدكتور عبدالغني أبو العزم رئيس الجمعية المغربية للدراسات المعجمية.

وفي الجلسة الثانية التي ترأستها الدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، قدم الدكتور إبراهيم بن مراد أستاذ اللسانيات في جامعة منوبة بتونس، بحثًا حول البعد الحضاري لمعجم الدوحة التاريخي، كما جاء بحث الدكتور محمد العبيدي نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية "معجم الدوحة التاريخي والتواصل الحضاري تأثيل الألفاظ المعجمية أنموذجًا"، كما قدم كل من السيدين يوهانيس طومان، وميلاد عابدي، وهما باحثان في جامعة زيورخ، بحثًا بعنوان "نشأة المصطلحات العلمية في اللغة العربية: المقترض والترجمة الافتراضية في العصر العباسي الأول".

وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "المعجم والدلالة "، وترأسها الدكتور عبدالقادر الفاسي الفهري، رئيس جمعية اللسانيات في المغرب، قدم الدكتور رياض قاسم أستاذ اللغويات بالجامعة اللبنانية، بعنوان "المعجم العربي بين مدونتين: بحث مقارن بين المدونة اللغوية التراثية ومدونة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، فيما جاء بحث الدكتور محمد محمود محجوب الخبير اللغوي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بعنوان "نسية المعني في المعجم التاريجي: الجذر اللغوي (ج و ز) أنموجًا"، وقدم الباحث المغربي الدكتور عبدالمنعم حرفان بحثًا بعنوان "التطور الدلالي للأفعال من خلال معجم الدوحة.. نموذج قعد، وجلس"، وجاءت ورقة الباحثة المغربية هدي إعمارة تحت عنوان "منهج تحديد دلالات الوحدات المعجمية وتعريفها في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية".

وجاءت الجلسة الرابعة من المؤتمر تحت عنوان "المعجم والقضايا اللسانية"، وترأسها الدكتور حيد سعيد رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وشهدت مناقشة أربعة أبحاث هي: "من بناء الكلمة إلى بناء المعجم"، للدكتور حسين الزراعي الخبير اللغوي في معجم الدوحة التاريخي، و"وحدات التحليل الصرفي والمعجمي بين التحليل القواعدي والتحليل الحاسوبي مع تطبيقات على معجم الدوحة" للدكتور محمد محمد يونس الأستاذ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، و"النحت بين القياس والسماع في ضوء معجم الدوحة التاريخي" للدكتور محمد كمال بلخوان أستاذ اللسانيات العامة بالمدرسة العليا للأساتذة بالمغرب، بالإضافة إلى بحث "أهمية معجم الدوحة التاريخي في بناء إطار مرجعي دولي مشترك لتعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها" للباحث محمد إسماعيلي علوي مدير مختبر الدراسات الأدبية في جامعة السلطان مولاي سليمان بالمغرب.

وتتواصل غدًا فعاليات المؤتمر عبر سبع جلسات تناقش عدة محاور، منها المعجم والبعد الحضاري، مقارنات بين المعاجم، المعجم وقضايا المصطلح، بالإضافة إلى المعجم والتنوع.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo