ثمن السيد ريتشارد راغان ممثّل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، اهتمام دولة قطر الكبير ودعمها المقدر للكثير من دول العالم المحتاجة، ومنها اليمن، للتغلب على صعوبات وتحديات الغذاء وأسعاره المرتفعة باطراد لا سيما في الوقت الحالي.
وقال إن الدعم والمساعدات القطرية لليمن أساسية، ولها تأثير بالغ ومهم في جعل حياة الناس أفضل، وبخاصة في ظل الحرب والصراع الدائر هناك منذ سنوات.
وأشاد في هذا السياق باتفاقية "دعم الأمن الغذائي والتغذية لخطة استجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن بقيمة 90 مليون دولار أمريكي" التي وقعها صندوق قطر للتنمية وبرنامج الأغذية العالمي في نوفمبر الماضي والتي قال إنها "الأكبر قيمة في هذا المجال".
الغذاء أولوية
ونوه السيد راغان في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) إلى أن تبوء دولة قطر المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية، والـ24 عالميا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي للعام 2021، يؤكد أن موضوع الأمن الغذائي أولوية بالنسبة لها، وأنها تضع من الخطط الاستراتيجية الوطنية، وتبذل ما فيه الكفاية من الجهود على كافة الصعد ذات الصلة، لتحقيق هذه الغاية وفق برامج وسياسات غذائية مدروسة.
ريتشارد راغان: الشراكة القائمة بين قطر وبرنامج الأغذية العالمي مهمة وحيوية ويعمل الطرفان على تطويرها
وقال إن الشراكة القائمة بين دولة قطر ممثلة في صندوق قطر للتنمية وبرنامج الأغذية العالمي مهمة وحيوية، ويعمل الطرفان على تطويرها، بما في ذلك تلك التي تجمع البرنامج مع المنظمات والجمعيات الخيرية القطرية، معربا في هذا الصدد عن بالغ الشكر لدولة قطر والشعب القطري عموما لدعمهم السخي لأشقائهم اليمنيين، ما كان له تأثير إيجابي على الوضع الغذائي في اليمن.
مساعدات لملايين اليمنيين
وكشف السيد راغان أن برنامج الأغذية العالمي يقدم مساعدات لـ16 مليون يمني أي لأكثر من 50 بالمائة من الشعب اليمني، بمن فيهم النازحون بالداخل وعدد من اللاجئين من دول الجوار، لافتا إلى أن وقف إطلاق النار حاليا في اليمن وفتح المطار، سهل على البرنامج عملية التحرك والوصول للداخل أكثر، مع رحلات الطيران من وإلى اليمن، فضلا عن أن توفر الوقود وإزالة الحواجز تبعا لكل ذلك، ساهم في تقديم المزيد من المساعدات من خلال 150 شاحنة لنقل المواد الغذائية لكل اليمنيين بلا استثناء، منهم 5 ملايين مستفيد في الجنوب و11 مليونا في الشمال.
الوضع الغذائي في اليمن سيئ والبلاد على حافة المجاعة والبرنامج يحتاج 200 مليون دولار شهريًا لتوفير المساعدات الغذائية
وكشف السيد يتشارد راغان ممثّل برنامج الأغذية العالمي في اليمن أن البرنامج يحتاج إلى 200 مليون دولار أمريكي شهريا لتوفير المساعدات الغذائية في اليمن، في وقت تم فيه رصد مبلغ 450 مليون دولار لـ6 شهور القادمة، وهو مبلغ قال إنه يغطي احتياجات اليمنيين الغذائية لنحو شهرين فقط، لافتا إلى أن الوضع الغذائي في اليمن حاليا سيئ وأن البلاد على حافة المجاعة.
غلاء الغذاء عالميًا
وتابع "الوضع الغذائي في العالم كله غير مرض، وأزمة الحرب في أوكرانيا قد فاقمت هذه الأوضاع وزادتها سوءا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ليصبح نحو 44 مليون شخص في 38 بلدا حول العالم على خط الفقر".
وذكر أن أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية أدت إلى زيادة تمويل مشاريع البرنامج في العالم بنسب تتراوح بين 30 إلى 40 بالمائة، أي ما يعادل نحو 71 مليون دولار أمريكي في الشهر، مشيرا في هذا الصدد إلى أن البرنامج يحتاج لأكثر من مليون طن من الحبوب سنويا لليمن، بمعدل حوالي مئة ألف طن في الشهر، وقال إن 30 بالمائة منها يأتي من أوكرانيا.
واختتم حواره بالتأكيد على أن التحدي الأول لبرنامج الأغذية العالمي في مجال الغذاء باليمن، يتمثل في إنهاء الصراعات وتحقيق السلام، داعيا في سياق ذي صلة المجتمع الدولي إلى تكثيف مساعداته لليمن لتجنب تفاقم الأوضاع الغذائية والإنسانية في هذا البلد.