دولار أمريكي 3.65ريال
جنيه إسترليني 4.69ريال
يورو 3.88ريال

قطر وإيران.. مصالح مشتركة وعلاقات تاريخية وطيدة

12/05/2022 الساعة 10:05 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، زيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة يلتقي خلالها مع فخامة الرئيس إبراهيم رئيسي، وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.

ومن المنتظر أن تتطرق مباحثات سمو الأمير المفدى في طهران إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها من القطاعات التي من شأنها تطوير التعاون الثنائي لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، إضافة إلى أبرز المستجدات إقليميا ودوليا.

علاقات تاريخية متميزة

وترتبط قطر وإيران بعلاقات تاريخية متميزة تطورت وازدادت قوة ورسوخا على مر السنين في مؤشر على حرص القيادتين وشعبيهما على الارتقاء بهذه العلاقات ودفعها دوما نحو آفاق أرحب بما يخدم المصالح والأهداف والتطلعات المشتركة للجانبين.

وكانت إيران من أولى الدول التي اعترفت باستقلال دولة قطر، وبعد شهر من نيل الاستقلال، تم نشر الإعلان عن الاعتراف بدولة قطر وإقامة العلاقات بين البلدين وقدم أول سفير إيراني أوراق اعتماده عام 1972م لسمو أمير دولة قطر، بينما وصل إيران أول سفير قطري عام 1973م.

وتقوم العلاقات الثنائية بين قطر وإيران، على الصداقة وحسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتحرص قيادتا البلدين على إبقاء الحوار والتشاور متواصلا ومستمرا بين الدوحة وطهران وعلى أعلى المستويات وعبر الزيارات رفيعة المستوى، بهدف التنسيق وتبادل الرأي لما فيه مصلحة الدولتين والشعبين والمنطقة بأسرها، وخدمة قضايا الأمن والسلام والاستقرار الدولي.

وفي هذا السياق جاءت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لطهران في يناير من عام 2020، وقد عقد سموه خلالها مع فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ذلك الوقت جلسة مباحثات رسمية بالقصر الجمهوري بمدينة طهران، كما التقى سموه مع سماحة السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تعزيز وتطوير العلاقات

وتركزت المباحثات خلال الاجتماعين على العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها إلى مستويات أرحب، كما تناولت عددا من القضايا الإقليمية والدولية خاصة آخر التطورات بالمنطقة والسبل الكفيلة بالتهدئة وتجنيبها المزيد من التصعيد وحل المسائل الخلافية بالطرق السلمية بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار بالمنطقة والعالم.

كما زار فخامة الرئيس إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدوحة في فبراير الماضي، حيث شارك في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي عقدت بالدوحة.

وقد عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس رئيسي، جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري، كما عقد سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس الإيراني لقاء ثنائياً ناقشا خلاله أبرز المستجدات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى التطورات الراهنة بالمنطقة.

وتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين، شملت العديد من المجالات السياسية والدبلوماسية والتعاون الإذاعي والتلفزيوني والتعاون في مجال الشباب والرياضة والموانئ والملاحة البحرية والنقل البحري والبري والمناطق الحرة، وفي مجال الكهرباء والماء والتعليم العالي والبحث العلمي والتعاون الثقافي والفني والسياحي.

وأكد سمو الأمير المفدى في تصريحات مشتركة عقدها مع فخامة الرئيس الإيراني عقب المباحثات بالديوان الأميري، على أن توقيع البلدين على اتفاقية وعدد من مذكرات التفاهم يعد أمرا مهماً، متطلعا لمتابعتها لضمان الحصول على الفائدة القصوى منها، ونوّه سمو الأمير بالدور الهام للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين التي عقدت اجتماعها الأخير في أصفهان في نوفمبر 2020، معربا سموه عن التطلع لاجتماعها هذا العام بالدوحة.

وأكد سمو الأمير المفدى أنه ناقش مع فخامة الرئيس الإيراني خلال جلسة المباحثات تعزيز مجالات التعاون بين البلدين لاسيما الاقتصادية والاستثمارية وفي مجال الطاقة والسياحة وغيرها من المجالات التي من شأنها تطوير التعاون لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، مضيفا سموه أنه تمت مناقشة عدة قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، خاصة أمن واستقرار المنطقة، حيث جدد سموه في هذا الصدد التأكيد على أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل جميع الخلافات ومواجهة مختلف التحديات التي تمر بها المنطقة.

مفاوضات فيينا

واطلع سمو الأمير من فخامة الرئيس الإيراني على ما وصلت إليه مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي بين إيران والغرب ولما لها من أهمية وتأثير على أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن دولة قطر تتابع وبكل اهتمام سير المفاوضات وتأمل أن يتم التوصل في القريب العاجل إلى حل واتفاق يرضي جميع الأطراف، ويضمن حق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وفقا للاتفاقيات والقرارات الدولية، وفي هذا المجال، جدد سمو الأمير استعداد دولة قطر لتقديم أي مساعدة ممكنة في سبيل التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف ويضمن أمن واستقرار المنطقة.

وبمناسبة استضافة دولة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022، أعرب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى عن تهانيه لتأهل المنتخب الإيراني للبطولة، كما وجه سموه الدعوة لفخامة الرئيس رئيسي لحضور البطولة، مرحبا سموه بالجماهير الإيرانية التي سوف تحضر لمؤازرة الفريق الإيراني وأيضا للاستمتاع ببطولة كأس العالم.

التبادل التجاري

والتقت رابطة رجال الأعمال القطريين بفخامة الرئيس الإيراني على هامش زيارته للدوحة، وتطرق الحوار بين الطرفين لضرورة العمل على رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار دولار وذلك ترجمة لإرادة البلدين، كما تناول الحديث التحديات التي تقف أمام تطوير التعاون والاستثمار وزيادة التبادل التجاري بين الدولتين والفرص والإمكانات الكبيرة بالسوقين القطرية والإيرانية و تفعيل البيت التجاري الإيراني (المكتب التجاري) بقطر للتعريف بالفرص الاستثمارية الموجودة بإيران وتذليل العقبات أمام رجال الأعمال.

تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ حسب جهاز التخطيط والإحصاء خلال عام 2021 نحو 780 مليون ريال.

وفي أبريل الماضي اجتمع سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات مع سعادة السيد رستم قاسمي وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني، في جزيرة كيش الإيرانية، حيث جرى استعراض أوجه التعاون بين البلدين في مجالات النقل والمواصلات، والملاحة البحرية والموانئ التجارية، والنقل الجوي والطيران المدني، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، كما استعرض الاجتماع أيضا فرص التعاون بين البلدين في ميناء جزيرة كيش.

وفي سياق العلاقات الطيبة بين الدوحة وطهران وخاصة في المجال الصحي، أرسلت دولة قطر وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، خمس شحنات من المساعدات الطبية العاجلة إلى إيران خلال العامين الماضيين، وذلك بدعم من صندوق قطر للتنمية وبتنسيق مع الخطوط الجوية القطرية، في إطار الجهود القطرية المبذولة لمحاربة وباء كورونا وانطلاقا من المسؤولية الدولية المشتركة، كما تؤكد تلك المساعدات على موقف دولة قطر الداعم للدول الشقيقة والصديقة، ومساعدتها على تجاوز هذه الأزمة.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo