أكد بنك قطر الوطني QNB أن الاقتصاد الأمريكي يمر بمرحلة تحول جديدة تتميز بتباطؤ أسرع بعد مرحلة الانتعاش القوية التي حققها خلال الأرباع اللاحقة حتى الربع الرابع من العام الماضي.
وقال التقرير الأسبوعي للبنك، إنه حتى وقت قريب، كان إجماع التوقعات يشير إلى أن 2022 سيكون عاما آخر من النمو الاستثنائي في الولايات المتحدة، مشيرا إلى ظهور رياح معاكسة قوية، مما أدى إلى تعتيم التوقعات، وقد شمل ذلك الارتفاع المتواصل والأعلى من المتوقع في معدلات التضخم، ودورة التشديد السريعة للسياسة النقدية، وتعطل أسواق السلع، والاختناقات المستمرة في جانب العرض، والصراع الروسي الأوكراني.
تخفيض توقعات النمو
ولفت التقرير إلى أنه نتيجة لما تقدم تم تخفيض توقعات النمو في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة. على سبيل المثال، خفض صندوق النقد الدولي مؤخرا توقعاته بشأن النمو في الولايات المتحدة في العام الحالي بواقع 120 نقطة أساس، من 4.9% إلى 3.7%.
وسلط التقرير الضوء على ثلاث نقاط رئيسية تفيد بأن الاقتصاد الأمريكي سيشهد مزيدا من التباطؤ خلال الأرباع المقبلة.
المكونات الرئيسية لاستطلاع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع تشير إلى حدوث تباطؤ سريع في الاقتصاد الأمريكي
النقطة الأولى، تشير المكونات الرئيسية لاستطلاع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع إلى حدوث تباطؤ سريع في الاقتصاد الأمريكي. فقد سجل مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع 57.1 نقطة في مارس 2022، وذلك أعلى بكثير من عتبة الـ 50 نقطة التي تشير إلى التوسع.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الطلبات الجديدة إلى المخزونات في مؤشر مديري المشتريات تتراجع، مما يشير إلى ضعف الطلب في المستقبل على خلفية تراجع الطلبات الجديدة وارتفاع مستويات المخزون، كما تشير هذه النسبة أيضا إلى أن النشاط من المحتمل أن يتراجع إلى مستويات الكساد بحلول شهر يونيو.
تباطؤ نمو أسواق الأسهم
أما النقطة الثانية التي بحثها التقرير فأشارت إلى تباطؤ نمو أسواق الأسهم الأمريكية. فبعد فترة من الأداء القوي لسوق الأسهم، بسبب فائض السيولة والنمو القوي في الأرباح، بدأت المؤشرات الأمريكية الرئيسية، مثل S&P 500 وNASDAQ، في الانخفاض.
وتشير التفاصيل أيضا إلى وضع اقتصادي أكثر تشاؤما. فالأسهم الدورية، بما في ذلك أسهم الشركات الصغيرة، والشركات المالية، والشركات العاملة في مجال النقل (شركات الطيران، والشاحنات، والنقل البحري، والسكك الحديدية، وشركات التوصيل) التي يميل أداؤها إلى قيادة الدورة الاقتصادية، بدأت مؤخرا في الركود والهبوط، على الرغم من العوامل المساعدة جراء إعادة الانفتاح الاقتصادي بعد الجائحة.
وكانت بعض المؤشرات، مثل Russell 2000، وقت كتابة هذا التقرير، تغلق في منطقة "السوق الهابطة"، أي بانخفاض بأكثر من 20% مقارنة بالارتفاعات الأخيرة. وغالبا ما تسبق مثل هذه التحركات فترات من التباطؤ أو الركود الحاد.
أسواق السندات الحساسة
وقال التقرير لدى تناوله النقطة الثالثة، إن أسواق السندات الحساسة بدأت تجاه تطورات الاقتصاد الكلي تطلق إشارات تحذير. وظل منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية، الذي يمثل الفارق بين سندات الخزانة قصيرة وطويلة الأجل، مسطحا لعدة أشهر، وتسارع ذلك في الأسابيع الأخيرة.
ويشير هذا التسطح في منحنى العائد عادة إلى بيئة اقتصاد كلي صعبة، حيث يشير ارتفاع معدلات العائد على السندات قصيرة الأجل بشكل أسرع من معدلات السندات طويلة الأجل إلى تشديد الأوضاع النقدية في ظل توقعات بتراجع النمو طويل الأجل والتضخم. وتعتبر منحنيات العائد المعكوسة مؤشرا على ضعف النمو وإمكانية حدوث ركود.
أداء الاقتصاد الأمريكي يتباطأ بوتيرة سريعة رغم أن حدوث ركود اقتصادي غير مرجح على المدى القصير في 2022
واختتم بنك قطر الوطني QNB تقريره بالقول "بشكل عام، فإن أداء الاقتصاد الأمريكي يتباطأ بوتيرة سريعة. وعلى الرغم من أن حدوث ركود اقتصادي غير مرجح على المدى القصير في عام 2022، بسبب قوة الميزانيات العمومية للأسر والشركات الأمريكية، إلا أن مخاطر حدوثه قد زادت.
وتشير المؤشرات الرائدة، المستمدة من استطلاعات مؤشر مديري المشتريات وأسواق الأسهم وسندات الخزانة الأمريكية، جميعها إلى تدهور أوضاع الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة، بحسب تقرير QNB.