أحيت سفارة دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في حفل حاشد، مناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
حضر الحفل عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالبلدين.
روابط عميقة
وقال سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية في كلمته الرسمية في الحفل: "عندما جرى تأسيس وبدء علاقاتنا الدبلوماسية، لم يكن أي من بلدينا يتصور مثل هذه الشراكة الرائعة التي يمكن أن تتطور"، مؤكدا أن دولة قطر وأمريكا ترتبطان بروابط عميقة ودائمة في المجالات كافة.
وأضاف أن "الاستثمارات في التعليم والإصلاح الاجتماعي أدت إلى خلق مجتمع شامل ومتنوع، حيث تتاح لجميع الناس فرصة الازدهار"، كما أن الاستثمارات الاستراتيجية خلقت اقتصادا حيويا مع استحداث العديد من الصناعات الجديدة، من السياحة إلى الرياضة إلى الزراعة.
السلام والاستقرار
وتابع سعادته : "هذا النمو سمح لنا بالتوسع في التزامنا الطويل الأمد بالسلام والاستقرار، حيث تعمل قطر اليوم للتوسط في النزاعات ودعم التنمية وتحسين الأمن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وحتى خارجها".. مؤكدا أن قطر ستضاعف جهودها لتعزيز السلام والازدهار على الصعيد العالمي، وتوفر لملايين آخرين حول العالم الوصول إلى الضروريات مثل الغذاء والطاقة، والتعليم الآمن والعادل وعالي الجودة.
وأشاد سعادته في نهاية كلمته بسعادة السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي وبدورها في تعزيز الشراكة بين البلدين، ووصولها إلى النجاح الملحوظ الذي حققته اليوم، وقال إنها "تتمتع برؤية ثاقبة وتدرك أن أعظم نجاحات شراكتنا لا تزال تنتظرنا، وهي ملتزمة بمساعدتنا على تحقيقها معا".
مهمة مشتركة
من جانبها، عبرت سعادة السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، عن سعادتها بحضور الاحتفال بإحياء مناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس العلاقة بين قطر وأمريكا، وقالت :" على مدى خمسة عقود، كنا شركاء في مهمتنا المشتركة لضمان مستقبل آمن وأكثر أمانا وازدهارا".
وأضافت سعادتها أنها تشرفت شخصيا بالعمل عن كثب مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر.
وقالت : "على مدى خمسين عاما، فإن شراكتنا القوية كانت ضرورية لحماية أمننا المتبادل ولضمان الاستقرار الإقليمي.. وهذه الروابط نمت بشكل أوثق، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا العام، تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي /الناتو/ وهذا أمر مهم".
قطر شريك رئيسي
وأكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي أن دولة قطر شريك رئيسي في مجال الطاقة. وقالت إن البلدين انخرطا أيضا في تبادل غني للثقافة والأفكار، حيث يتعاون قادة التكنولوجيا بالبلدين في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.. مشيرة، في هذا السياق، إلى أن المكتبة الرقمية العالمية التابعة لمكتبة الكونغرس تعرض جمال الثقافة والفن العربي بفضل العمل والدور القيادي الذي قامت به كل من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، في كل الأعمال التي تم إنجازها، مضيفة "أن مؤسساتنا للتعليم العالي تقوم ببناء جسور للجيل القادم".
جامعة جورج تاون
وقالت بيلوسي "لقد كان لي شرف المشاركة وإلقاء كلمة في حفل التخرج في جامعة جورج تاون في قطر، واطلعت عن كثب على مجريات العمل والإنجازات التي حققتها صاحبة السمو الشيخة موزا في هذا الإطار".
ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى الآلاف من القطريين الذين يدرسون في جميع أنحاء أمريكا، فقد تم تأسيس فروع لست جامعات أمريكية استضافتها الدوحة في المدينة التعليمية.
وختمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي كلمتها بالقول:" نحن نتطلع إلى خمسين عاما أخرى"، مضيفة أن البلدين سيواصلان العمل معا لدعم مكافحة فيروس كورونا في العالم ، ومعالجة أزمة المناخ، وبناء مستقبل أكثر إشراقا.
دور قطر في أفغانستان
بدوره، أثنى سعادة الجنرال كينيث ماكينزي القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية على الدور الذي اضطلعت به دولة قطر في إجلاء الآلاف من أفغانستان العام الماضي.
وقال إن "هناك عدة دول أبدت استعدادها للمساعدة، لكنني أؤكد أن أحدا في العالم لم يكن مستعدا مثل ما قامت به دولة قطر. إن ما فعلته دولة قطر كان عملا هائلا ورائعا".
وأضاف "إننا نحتفل بمرور خمسين عاما من العلاقات الدبلوماسية وأعتقد أنه ستكون لدينا خمسون عاما أخرى للمضي قدما في المستقبل".