دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

بتبرع من دولة قطر.. المركز الإسلامي في سلوفينيا صرح للثقافة والتواصل الاجتماعي

16/05/2022 الساعة 17:32 (بتوقيت الدوحة)
المركز الإسلامي
المركز الإسلامي
ع
ع
وضع القراءة

بدوره المميّز والكبير وتصميمه العصري الفريد، والذي يُعَد أحد أجمل المراكز الإسلامية في أوروبا، يقف المركز الإسلامي في العاصمة السلوفينية ليوبليانا شامخًا وشاهدًا على نشر القيم الإسلامية وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال.

وبقيام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس بوروت باهور رئيس جمهورية سلوفينيا، اليوم، بافتتاح المركز الإسلامي في العاصمة السلوفينية ليوبليانا، سيظل هذا الحدث عالقًا في أذهان مسلمي سلوفينيا، حيث تبرعت دولة قطر بالجزء الأكبر من تكاليف تشييده، ليصبح أحد أهم المراكز الثقافية الإسلامية في المنطقة؛ لاحتوائه على العديد من المرافق لخدمة الجالية الإسلامية هناك.

المركز الثقافي يمثل رمزًا للهوية وجسرًا للتواصل مع الأجيال الصاعدة وخطوة لتعزيز الاندماج

افتتاح المسجد جاء بعد نحو قرن من وجود المسلمين في هذا البلد العريق، و50 عامًا من تقديمهم طلبا للسلطات المحلية للترخيص لبناء بيت للعبادة، ومركز ثقافي يمثل رمزًا لهويتهم، وجسرًا للتواصل مع الأجيال الصاعدة، وخطوة لتعزيز اندماجهم في البلد الذي كان إحدى جمهوريات يوغسلافيا السابقة.

وأكد السيد هاريس موراتاجك، مدير المركز الإسلامي في سلوفينيا، أن العمل في المسجد بدأ عام 2008، حيث تم اختيار تصميمه من بين 44 تصميمًا، مشيرًا إلى أن دولة قطر تبرعت بـ 28 مليون يورو، من أصل 35 مليون يورو، هي قيمة تكاليف بناء هذا المركز، والباقي ساهم به أهالي سلوفينيا، وبهذه المساعدة التي قدمتها قطر أصبح المركز حقيقة على الأرض.

المركز يقدم خدمات تعليمية وترفيهية للأطفال حيث يشارك نحو 700 طفل في النشاطات التي يقدمها المركز خلال العطلات الأسبوعية

وقال موراتاجك، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" في ليوبليانا: "بالإضافة لإقامة الصلوات بانتظام في المركز الإسلامي، فإن المركز يقدم خدمات تعليمية وترفيهية للأطفال، حيث يشارك نحو 700 طفل في النشاطات التي يقدمها المركز خلال العطلات الأسبوعية، كما أن العديد من طلاب المدارس يحضرون لزيارة المركز، والتعرّف على الإسلام".

خدمات تعليمية

وأضاف أن المركز يقدم أيضًا خدمات تعليمية للبالغين، ويعمل على تقديم الإسلام للناس في سلوفينيا، حيث يحضر الكثيرون لرؤية هذا المركز الرائع، فالعديد من الأشخاص يحضرون لرؤية كيف يعيش المسلمون حياتهم بالمسجد، خاصة أنه الوحيد في سلوفينيا.

وأشار موراتاجك إلى أن المركز الإسلامي يقيم صلاة التراويح في رمضان، وموائد لإفطار لغير القادرين، كما تتم فيه إقامة صلاة العيد، التي حضرها مؤخرًا نحو خمسة آلاف شخص.

والمركز الثقافي الإسلامي في ليوبليانا يعد أحد أجمل المراكز الإسلامية في أوروبا، ويتألف من ستة مبانٍ على مساحة أرض تُقدَّر بـ 15 ألف متر مربع، ومساحة بناء تصل إلى (12 ألف) متر مربع.

مكونات المسجد

ويتألف المركز من مسجد مكون من طابقين يتسع لنحو 1000 مصل (750 رجلًا و250 امرأة)، ومبنى للوضوء، من طابقين أيضًا، بالإضافة إلى مبنى إداري مؤلف من (3 طوابق)، ويضم مكاتب وصالة اجتماعات.

كما يضم المركز مبنى تعليميًّا من (3 طوابق) يتسع لما يزيد عن 240 طالبًا، وآخر سكنيًّا من (4 طوابق)، وفيه حضانات للأطفال، وعدة شقق مختلفة المساحات تتسع لـ 80 شخصًا تقريبًا، إلى جانب بعض المباني الإضافية الملحقة (منها مطعم يتسع لنحو 100 شخص، ومواقف سيارات تسع (108) سيارات، وصالة رياضية مُجهزة بأحدث التجهيزات بطاقة استيعابية تصل إلى (200) شخص، ومسرح يتسع كذلك لأكثر من (200) شخص.

مباني المركز

وشُيّدت مباني المركز من الخرسانة البيضاء إلى جانب الفولاذ والزجاج والخشب، ويحتوي على قبة زرقاء كبيرة تحاكي تلك الموجودة في المساجد الشهيرة، مثل المسجد الأزرق في إسطنبول، ومئذنة بارتفاع 40 مترًا، وصفها المهندس المعماري ماثيو بيفك بأنها مزيج من المعايير الهندسية الإسلامية التقليدية والأساليب الهندسية المعاصرة.. مضيفًا أن الواجهات الزجاجية للمركز يُقصد بها التعبير عن الشفافية والانفتاح.

ويُمثّل المركز في بُعده الاجتماعي جسرًا حضاريًّا ثقافيًّا للتعارف والتقارب بين كل أطياف المجتمع السلوفيني والأوروبي، ونموذجًا حيًّا للاحترام المتبادل والحوار والتعاون والأخوة بين مواطني الدول الأوروبية، ومنطلقًا لمزيد من التعايش السلمي تنعم به الأجيال.

أكثر من 50 عامًا

وقال السيد سناد كريشيك، إمام المركز الإسلامي في العاصمة السلوفينية: إن تاريخ المسجد يعود إلى أكثر من 50 عامًا، إلا أنه كان مسجدًا صغيرًا للصلاة فقط، وأرادت دولة قطر تقديم شيء للمسلمين في سلوفينيا، فتبرعت بقرابة 28 مليون يورو لإنشاء هذا الصرح الكبير، الذي لا يقف دوره على خدمة الإسلام والمسلمين في سلوفينيا فحسب، بل أيضا في عدد من دول أوروبا.

وأضاف كريشيك، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" في ليوبليانا، أنه بتبرع دولة قطر تحوّل المسجد من مكان لأداء الصلاة فقط إلى صرح إسلامي كبير، يقدم العديد من الخدمات التثقيفية والترفيهية والأكاديمية للمسلمين المقيمين في سلوفينيا، لافتًا إلى أن عدد المصلين بالمسجد في السابق كان لا يتجاوز 200 شخص، ولكن الآن وصل عدد المصلين في صلاة العيد إلى قرابة 5 آلاف شخص.

خدمات أخرى 

وعن الخدمات التي يقدمها المركز، أوضح كريشيك أن المركز يقدم العديد من الخدمات، فهناك، على سبيل المثال، مدرسة دائمة في يومي الإجازة كل أسبوع، حيث يأتي قرابة 700 طفل خلال يومي السبت والأحد (الإجازة الرسمية في سلوفينيا)؛ لكي يدرسوا أسس الإسلام وتعاليمه، ويحفظوا القرآن الكريم، لإخراج نشء عالم بأمور دينه، فضلًا عن العديد من الخدمات الترفيهية من ملعب لكرة القدم، وملاعب للأطفال، ومسابقات متعددة.

وعن المغزى من احتضان المركز للترفيه، قال كريشيك: إن الأطفال يأتون في البداية من أجل الترفيه، وحينما يعلمون أن هذا مركز إسلامي، يرتبطون بالمركز، ويتعرّفون على خدماته، ومن ثم ينضمون إلى دروسه لتعريفهم بدينهم، مشددًا على أن هذه الطريقة تأتي بثمار عظيمة، وترتفع الأعداد من يوم إلى آخر حتى يتم بناء جيل مسلم عالم بأمور دينه.

وتوجّه بالشكر لدولة قطر على هذا التبرع الذي غيّر أحوال المسلمين في هذا البلد، موضحًا أن الجهد القطري كان الأساسي لبناء هذا الصرح الكبير، الذي يقدم العديد من الخدمات.

وأضاف أن المسجد يستوعب أكثر من ألف شخص بالداخل، فيما يستوعب أكثر من أربعة آلاف آخرين في ساحاته التي صُمِّمت بشكل رائع، لافتًا إلى وجود مصلى للنساء.

٤ أبنية رئيسية

وقال إن المركز يتكون من أربعة أبنية رئيسية، وهناك مبنيان ملحقان بالمسجد؛ الأول هو المسجد، والثاني المركز الثقافي (ويضم مدرسة ومكتبة إسلامية بها العديد من الكتب باللغات السلوفينية والإنجليزية والعربية)، والمبنى الثالث إداري لمفتي سلوفينيا وإدارة المسجد، والرابع لسكن العاملين في المسجد، وبه عدد من الغرف للزائرين أو مَن تقطّعت بهم السُّبل في البلاد.

وأشار كريشيك إلى أن المكتبة بها عدد من الكتب المبسطة عن الدين الإسلامي، موجهة إلى غير المسلمين لمَن يرغب في الاطلاع على الدين الإسلامي وعلومه، موضحًا أن هناك العديد من الناس الذين يأتون بشكل دوري للتعرّف على الدين الإسلامي عن قرب، واستقاء المعلومات من مصدر موثوق بدلًا من الاعتماد على الدعايات السيئة التي تستهدف الدين الإسلامي.

مركز ثقافي 

وعن تأثير المركز على إظهار الإسلام بشكله الحقيقي، رأى أن المركز ساهم إلى حد كبير في إظهار الشكل الحقيقي للإسلام في سلوفينيا، التي لم تكن تضم أي مركز ثقافي إسلامي يُعبّر عن صورة الإسلام، ولكن الآن تغيّرت الأمور وباتت صورة الإسلام والمسلمين واضحة بشكل أفضل.

ويبلغ عدد المسلمين في سلوفينيا نحو 88 ألف نسمة، يشكلون قرابة 3 بالمئة من مجموع سكان البلاد، ويتألف السكان المسلمون في سلوفينيا بشكل أساسي من البوشناق (الذين يُشكّلون نسبة 73.64 بالمئة)، والألبان (الذين يُشكّلون 11.03 بالمئة)، مع نسب صغيرة من أبناء العرقيات السلوفينية والغجرية والمقدونية وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo