أكدت سعادة السيدة بيلين ألفارو هيرنانديز سفيرة مملكة إسبانيا لدى الدولة، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة إسبانيا تجسد المستوى المتميز الذي تتسم به العلاقات بين البلدين، وأنها ستشكل فرصة كبيرة لدفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب، وتساهم في تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة والعلوم، ودفع المشاريع المستقبلية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
وقالت سعادتها، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ستكون الزيارة الرسمية الوحيدة التي يستضيفها جلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا هذا العام، ما يدل على الأهمية التي توليها إسبانيا لهذه الزيارة التي من المقرر أن تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
تعزيز التعاون
ونوهت بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين الدوحة ومدريد، مشيرة إلى أن حكومتي البلدين تعملان جنبا إلى جنب على تعزيز التعاون في شتى القضايا والمجالات المشتركة، وذلك من خلال الزيارات المتبادلة والتي كان آخرها عندما استقبلت دولة قطر في 2021 زيارتين وزاريتين من إسبانيا، آخرها كانت زيارة سعادة السيد خوسيه مانويل ألباريس بوينو وزير الشؤون الخارجية والتعاون والاتحاد الأوروبي في سبتمبر الماضي، والتي عقد خلالها اجتماعات مع كبار المسؤولين في دولة قطر، كما قام سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية بزيارة إلى مدريد في أكتوبر الماضي للقاء نظيره الإسباني.
وأشارت إلى أن دولة قطر ومملكة إسبانيا وقعتا خلال الشهرين الماضيين عدة اتفاقيات ثنائية، بينها اتفاقية للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم في مجال الشباب والرياضة، وبالإضافة إلى ذلك استؤنفت حركة السياحة بين البلدين، حيث زار العديد من المواطنين القطريين إسبانيا منذ إعادة فتح الحدود على خلفية جائحة كوفيد-19.
كما نوهت سعادتها بأن هناك الكثير من المجالات التي يمكن لدولة قطر ومملكة إسبانيا زيادة التعاون فيها، خاصة مع استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تشكل البطولة فرصة لتعزيز التعاون المشترك في مجال الرياضة وكل ما يتعلق بهذا الحدث العالمي الكبير.
علاقات تجارية
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين البلدين أكدت أنها جيدة، حيث تعد قطر شريكا استراتيجيا لإسبانيا بسبب إمداد قطر لمدريد بالغاز الطبيعي المسال، مشيرة إلى أن التجارة الثنائية تمكنت العام الماضي من التعافي جزئيا من جائحة كوفيد-19، على الرغم من أنها لا تزال بعيدة عن الأرقام التي تم تحقيقها في عام 2019. وأوضحت أن القيمة الإجمالية للتبادل التجاري بين قطر وإسبانيا بلغت في عام 2021 حوالي 990 مليون يورو، حيث بلغت الصادرات الإسبانية إلى قطر 349 مليون يورو، في حين زادت الواردات الإسبانية من قطر لتصل إلى 641 مليون يورو.
وأشارت إلى تنوع الصادرات الإسبانية لدولة قطر، والتي تشمل الآلات والأدوات الميكانيكية، والملابس، والأثاث، والمواد الكهربائية، وفي المقابل وبالنظر إلى أن إسبانيا بلد يعتمد على إمدادات الطاقة الأجنبية، فقد تركزت الواردات القادمة من قطر بشكل كبير في النفط والغاز (الغاز الطبيعي المسال بشكل أساسي)، حيث تعد قطر أحد الموردين الرئيسيين لإسبانيا من الغاز.
وأكدت سعادتها أن دولة قطر تبرز حاليا كأكبر مستثمر في إسبانيا في القطاعات الإستراتيجية، مثل الطيران والبناء والتوزيع والتمويل والطاقة، حيث يرتبط الاستثمار القطري في إسبانيا بقطاعات العقارات أو الفنادق أو وسائل الإعلام أو الاستثمارات طويلة الأجل في رأس مال الشركات الكبرى، كما أن بعض الاستثمارات البارزة التي قامت بها قطر في إسبانيا جعلتها ثاني أكبر مستثمر في البورصة الإسبانية، وكذلك مستثمر طويل الأجل في رؤوس الأموال على غرار /IAG/ و /Iberdrola/ و /Colonial/ و /Banco Santander Brazil/. وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك قطر فندق دبليو في برشلونة، وفندق إنتركونتيننتال في مدريد، ومارينا بورت في تاراغونا.
وقالت إن الاستثمار الإسباني في قطر مرتبط بشركات البناء والبنية التحتية الإسبانية الكبرى وشركات تكنولوجيا المعلومات ومقاولي الطاقة والمياه أو إدارة المرافق ومزودي الخدمات الآخرين، حيث تعد شركة إيبردرولا، وهي شركة مرافق كهربائية إسبانية متعددة الجنسيات، واحدة من أكثر عمليات الاستثمار الواعدة التي تنفذها شركات إسبانية في قطر، والتي أقامت مقرها الرئيسي في قطر لإجراء استثمارات بحثية واستقصائية في الشرق الأوسط.
المشاركة في مشاريع بارزة
وتابعت: "من ناحية أخرى تعمل شركة فيروفيال، وهي شركة إسبانية متعددة الجنسيات لخدمات البنية التحتية للنقل والخدمات الحضرية، في قطر من خلال فرع FMM، وتشارك في مشاريع بارزة مثل مطار حمد الدولي ومتحف قطر الوطني. كما قامت Acciona، وهي شركة إسبانية متعددة الجنسيات تعمل في مجال تطوير وإدارة البنية التحتية والطاقة المتجددة، ببناء محطتين لتحلية المياه باستخدام أحدث التقنيات هي راس أبو فنطاس إيه 3 وأم الحول، كذلك أنشأت شركة أجواس دي فالنسيا فرعها في قطر منذ عام 2015، وتشارك في العديد من المشاريع المتعلقة بإدارة دورة المياه المتكاملة".
وشددت سعادتها على أن قطر وإسبانيا تعملان معا بشكل منتظم، ليس فقط لتعزيز العلاقات الثنائية، لكن أيضا لتنسيق مواقفهما على الصعيد متعدد الأطراف في وقت يواجه العالم فيه تحديات متزايدة ذات طبيعة أكثر تعقيدا، لافتة الى أن جائحة كورونا كوفيد-19، أبرزت الكيفية التي عملت بها قطر وإسبانيا معا لدعم الجهود العالمية للتبرع باللقاحات، وبالإضافة إلى ذلك، تدعم كل من قطر وإسبانيا بقوة النظام العالمي القائم على القواعد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وفي معرض حديثها عن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، شددت سعادة سفير إسبانيا لدى الدولة على أن "دولة قطر أكثر من مستعدة بشكل ممتاز لاستضافة نسخة ناجحة من كأس العالم، حيث قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث والجهات المعنية الأخرى بعمل ممتاز على مدار العقد الماضي، للتأكد من جاهزية كل شيء لهذا الحدث العالمي، ورأينا ذلك من خلال التنظيم الناجح لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، والتي ساهمت في اكتساب المعرفة وتعزيز القدرات في الطريق نحو كأس العالم، ويتطلع المنتخب الوطني الإسباني لتقديم أداء كبير خلال منافسات كأس العالم".