تمكن علماء روس من اختراع جهازا فضائيا له القدرة على جمع الجسيمات النانوية متناهية الصغر مثل الغبار الكوني في نقطة /لاغرانج/، حيث تتوازن قوى جاذبية الشمس وكواكب النظام الشمسي في الفضاء البعيد.
وتعتبر نقطة /لاغرانج/ من النقاط المميزة في ميكانيكا الأجرام السماوية، وهي التي ينعدم عندها تأثير جاذبية جرمين سماوين كبيرين على جسم ثالث في العادة أصغر حجما مما يجعل حركته تتبع حركة الجسمين الكبيرين، وهناك خمسة نقاط من هذا النوع وبالنسبة للأرض والشمس وأي جسم ثالث مثل قمر صناعي أو مركبة فضائية هناك 3 نقاط مهمة يرمز لها عادة ب L1 و L2 و L3.
واوضح باحثون من جامعة /أوتكين/ اللاسلكية الإلكترونية بمدينة /ريازان/ الروسية أن الجهاز الفضائي صغير الحجم، ويتضمن شريطا مزودا ببطاريات شمسية وحاويات صغيرة محكمة الإغلاق، وتتوزع في أعلى الشريط وفي أسفله أقطاب كهربائية سالبة وموجبة من شأنها تشكيل الحقل الكهربائي الذي يجتذب جسيمات نانوية متناهية الصغر.
وأشاروا إلى أن الإغلاق المحكم للحاويات يمنع أية جسيمات أرضية من التوغل إليها، حيث يتم طي البطاريات الشمسية بعد انتهاء عملية جمع الجسيمات النانوية داخل الحاوية المغلقة، ومن ثم يتم نقل الحاويات بالجسيمات إلى الأرض، التي سيقوم الخبراء بدراستها مستقبلا بواسطة الميكروسكوبات الإلكترونية.
الجدير بالذكر أن /الغبار الكوني/ هو نوع من الغبار الموجود بالفضاء الخارجي، ويتكون من حبيبات مكونة من عدة جزيئات إلى حبيبات يبلغ مقاييسها 1و0 من المليمتر (في المتوسط 3و0 ميكرومتر)، وهناك أنواع مختلفة من الغبار الكوني وهي تعتمد على مكان تواجده، فمنها ما يوجد في المجرات ومنها الغبار البين نجمي وهو ما يشكل السدم، والغبار بين الكواكب، وترجع أهميته إلى مساهمته في المراحل الأولية من تكون النجوم والنجوم ذات الكواكب مثل المجموعة الشمسية.
