نظمت قطر الخيرية وبتمويل من منظمة الصحة العالمية WHO، دورتين تدريبيتين لبناء قدرات الكوادر الطبية في مجال التخدير بالشمال السوري، قام بتنفيذها نخبة من الأطباء المختصين من دول مختلفة، استفاد منها 30 طبيبا أخصائيا في مجال التخدير الناحي.
وثمن مسؤولون في منظمة الصحة العالمية هذه الخطوة واعتبروا أنها تسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية التي يستفيد منها النازحون في الداخل السوري.
ويعتبر مجال "التخدير الناحي" من مجالات التخدير المهمة، حيث يتيح إجراء العمليات الجراحية للمرضى بأدنى خطورة على حياتهم ويسهم في تخفيف آلامهم بعد التعرض للعمليات الجراحية في المستشفيات السورية.
ويعد مشروع "تدريب التخدير الناحي" أقوى وأشمل برنامج تدريبي تخصصي للكادر الطبي المسؤول عن تقديم الخدمة التخديرية في الشمال السوري، ويسهم في خفض نسبة الأمراض والوفيات في المجتمعات المحلية والنازحين على حد سواء.
رفع كفاءة الكوادر
ويهدف المشروع إلى رفع الكفاءة العلمية للكوادر التخديرية في سوريا، من خلال سلسلة من التدريبات المخصصة المقدمة من الأطباء ذوي الخبرات العالية من عدة دول حول العالم، ورفد الكوادر الطبية بآخر التحديثات العلمية، وصقل مهاراتهم من خلال ورش العمل التي تمت على المرضى في المستشفى بالشمال السوري.
وتم تقسيم الدورة على مرحلتين، الأولى استمرت لمدة يومين بغازي عنتاب التركية، واختتمت بتنظيم ورش عمل مباشرة في مستشفيات الداخل السوري، بهدف نقل الخبرات العلمية إلى المتدربين من خلال الممارسة السريرية المباشرة على المرضى تحت إشراف الأطباء المقدمين لهذه الدورات.
مرحلة التدريب الثانية
وفي المرحلة الثانية: تم تشكيل لجنة من الأطباء، لتدريب حوالي 80 فني تخدير من العاملين في الحقل الطبي بهدف نقل هذه الخبرات لباقي كوادر التخدير في عموم الشمال السوري.
وقال الدكتور معين أحمد الكلدي، طبيب تخدير متخصص في التخدير الناحي من مؤسسة حمد الطبية حول أهمية هذا التدريب: يعد "التخدير الناحي" أحد الوسائل المتطورة والحديثة لتطوير الكادر الطبي، ويتم خلال الدورة تدريب الأطباء على آخر التقنيات العلمية، ومواكبة آخر التطورات، وتعزز القدرات والمهارات الطبية للمتدربين.
نقص الكوادر
فيما قال الدكتور الرشيد عبد الرحمن ادريس مسؤول الرعاية الصحية الثانوية بمنظمة الصحة العالمية – مكتب تركيا: يوجد في الشمال السوري نحو 70 مستشفى بمختلف التخصصات، حوالي 49 منها يقدم خدمات الطوارئ الجراحية، إلا أنها تعاني من نقص في الكوادر الصحية المدربة، لاسيما كوادر التخدير والعناية المركزة.
وأضاف: نعبر عن شكرنا لقطر الخيرية على جهودها وتعاونها الذي بفضله تم تدريب أكثر من 25 اختصاصي تخدير، وأكثر من 85 من الفنيين، على التقنيات الحديثة، مؤكدا على أهمية هذه الدورات لتحسين جودة الخدمات الصحية بالمنطقة.
يشار إلى أن قطر الخيرية منذ بداية الأزمة في سوريا، كانت في طليعة المنظمات الإنسانية التي شكلت حضورا فاعلا في مجال الإستجابة الفورية والتدخل الإنساني الإغاثي والتنموي للنازحين والسكان المتضررين من الأزمة لا سيما في المجال الصحي، وبتنفيذها لهذا المشروع تستطيع ضمان استمرار الخدمة المقدمة للمستفيدين في المجال الصحي.
