دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

زيارة سمو الأمير لإسبانيا.. تدشين لمرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية القطرية - الإسبانية

18/05/2022 الساعة 11:23 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

 جاءت الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة إسبانيا في إطار جولة سموه الأوروبية، لتعكس مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتفتح أمامها آفاقا أرحب للارتقاء بها نحو شراكة استراتيجية على ضوء حرص الدوحة ومدريد على تنمية شراكتهما عبر اتفاقيات ومذكرات تفاهم تغطي عددا من المجالات والقطاعات الحيوية.

تعزيز العلاقات الاقتصادية

وقد تمكن البلدان، خلال السنوات الأخيرة في سياق تعزيز علاقاتهما الاقتصادية، من توسيع وبناء تعاون مثمر ومتنوع يشمل الاستثمارات، والطاقة النظيفة، والسياحة، والطيران، والعقارات وغيرها، لتصبح إسبانيا واحدة من الشركاء الاقتصاديين المهمين لدولة قطر، وقد عزز ذلك اتفاقية الإعفاء من متطلبات التأشيرة الموقعة بين البلدين لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، والتي دخلت حيز التنفيذ في 12 نوفمبر الماضي، وهي الاتفاقية التي من شأنها أن تمنح حاملي هذه الجوازات حرية التنقل بين البلدين، وتسهم في زيادة الاستثمارات وفرص التعاون الثنائي.

وحقق التبادل بين إسبانيا وقطر، في العام الماضي، ارتفاعا حيث تجاوزت قيمته الإجمالية المليار يورو، مسجلا نموا لافتا بلغ 44.3 في المئة مقارنة بالعام 2020، وسط تطلعات بأن تتعزز الحركة التجارية بين البلدين خلال السنوات المقبلة.

وتحتل دولة قطر، اليوم، مركزا متقدما بين الدول العربية المستثمرة في إسبانيا بحجم استثمارات يصل إلى أكثر من 21 مليار يورو، مثلما يعد جهاز قطر للاستثمار ثاني أكبر مساهم في البورصة الإسبانية، وفضلا عن ذلك تتميز الاستثمارات القطرية بكونها طويلة المدى، ما يجعل الشراكة الاقتصادية بين البلدين استراتيجية، كما تتميز بتنوعها حيث تشمل قطاعات مختلفة وفي شركات إسبانية عملاقة.

وتشير البيانات إلى أن دولة قطر تمتلك حصصا قوية في القطاعات الاستراتيجية مثل قطاع الطيران، حيث تمتلك الخطوط الجوية القطرية نسبة معتبرة من حقوق ملكية مجموعة الخطوط الجوية الدولية IAG، كما تمتلك حصصا في كولونيال العاملة في مجال البناء، وفي شركة كورتي إنجليس العاملة في مجال التوزيع والخدمات، وفي شركة بريزا الناشطة في قطاع الاتصالات، وفي شركة إبيردرولا التي تعد واحدة من أهم المجموعات المتعددة الجنسيات الرائدة عالميا في قطاع الطاقة.

قطر من المزودين الرئيسيين

وفي سياق متصل، تعد دولة قطر من المزودين الرئيسيين لمملكة إسبانيا بالغاز الطبيعي، حيث تعد ثاني أكبر مورد للغاز لها إذ توفر ما يصل إلى 12 بالمئة من إجمالي الواردات الإسبانية من هذه الطاقة النظيفة.

وعلى صعيد آخر، بلغت الاستثمارات الإسبانية في قطر 80 مليون يورو في العام 2019، حيث يعمل في السوق القطرية أكثر من 209 شركات إسبانية في مجالات البناء والبنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والمياه أو إدارة المرافق ومزودي خدمات آخرين.

وعلى سبيل المثال، أنشأت شركة إيبردرولا مقرها الرئيسي في قطر بغرض الاستثمارات البحثية في الشرق الأوسط، كما تعمل شركة فيروفيال وهي شركة إسبانية متعددة الجنسيات في خدمات البنية التحتية في قطر من خلال فرع FMM، كما قامت Acciona وهي شركة إسبانية متعددة الجنسيات تعمل في مجال تطوير وإدارة البنية التحتية والطاقة المتجددة، ببناء محطتين لتحلية المياه في قطر، بينما تشارك شركة أجواس دي فالنسيا التي افتتحت فرعها بالدوحة في العام 2015، في العديد من المشاريع المتعلقة بإدارة المياه.

ومؤخرا، أعلنت قطر للطاقة عن إرساء عقد رئيسي لأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء لمشروع توسعة حقل الشمال، وفاز به تحالف، أحد طرفيه شركة تكنيكاس ريونيداس الإسبانية، التي تعمل في العديد من المشاريع بالدولة.

وفي هذا السياق، أكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، أن القطاع الخاص يمتلك في إسبانيا جملة من الاستثمارات، تشمل حصصا في كولونيال وميناء مارينا في تاراغونا، وفندق دبليو في برشلونة، وفندق إنتركونتيننتال في مدريد، وغيرها من القطاعات، وهو يستعد لمرحلة جديدة من الشراكة خلال السنوات المقبلة.

مرحلة جديدة من التعاون

وأوضح سعادته، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى إسبانيا سوف تدشن مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن القطاع الخاص في قطر وإسبانيا سوف يستفيد من هذا التعاون في بناء شراكات وتحالفات تساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، والذي حقق نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، لافتا إلى رغبة القطاع الخاص القطري في تعزيز تعاونه ودراسته للفرص الاستثمارية المتاحة في إسبانيا.

كما نوه إلى أن غرفة قطر تدعم إقامة تحالفات وشراكات بين الشركات القطرية والإسبانية، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويزيد فرص إقامة الاستثمارات المشتركة سواء في قطر أو إسبانيا، لافتا إلى وجود شركات إسبانية كبيرة تعمل في قطاعات متنوعة في السوق القطري أبرزها التجارة والمقاولات، والخدمات، والمفروشات، والاستشارات.

ولتعزيز التعاون والشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، وقعت رابطة رجال الأعمال القطريين مذكرة تفاهم مع اتحاد رجال الأعمال الإسباني لإطلاق "مجلس الأعمال القطري - الإسباني المشترك" وذلك خلال لقاء عقد في يناير 2021.

وجاءت المذكرة ضمن جهود الرابطة للتواصل مع مؤسسات اقتصادية رديفة لها حول العالم من أجل بحث فرص التعاون الاقتصادي خلال أزمة جائحة كورونا، وتوطيد أواصر العلاقات مع المؤسسات الاقتصادية العالمية، وبحث الحلول المقترحة لدعم شركات ومؤسسات القطاع الخاص.

قطر شريك استراتيجي

وفي تعليقه على هذه الشراكة، قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، لوكالة الأنباء القطرية قنا، "دولتنا شريك استراتيجي لإسبانيا، وهو ما يؤكده التعاون المتنامي في قطاعات الطاقة والتجارة والاستثمار بين البلدين، سواء كان في سوق الأسهم أو في السياحة، والإنشاءات والاتصالات وغيرها"، مضيفا "نحن في الرابطة نسعى من خلال هذه الزيارات رفيعة المستوى إلى زيادة التعاون مع القطاع الخاص الإسباني، خاصة في ظل وجود الكثير من الشركات الإسبانية التي تعمل في قطر".

إلى ذلك، قال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس الأعمال القطري - الإسباني المشترك، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية قنا، "نحن نقدر في دولة قطر عاليا شركاءنا الاقتصاديين حول العالم، وننظر للسوق الإسباني كسوق زاخر بالفرص الاقتصادية في مختلف القطاعات؛ ولذلك حرصنا على تأسيس مجلس الأعمال القطري - الإسباني المشترك"، لافتا إلى أنه على الرغم من التأثير السلبي لجائحة كورونا على تفعيل المجلس بالشكل المرغوب، فإننا نعمل حاليا مع شركائنا في اتحاد رجال الأعمال الإسباني CEOE على تنظيم عدة فعاليات في الفترة المقبلة".

ولتسهيل الحركة التجارية والاستثمارية المتنامية، حرص البلدان على تطوير التعاون في مجال النقل الجوي، حيث تسير الخطوط الجوية القطرية حاليا أكثر من 20 رحلة أسبوعيا إلى مدن إسبانية مختلفة.

وكانت الخطوط الجوية القطرية قد أبرمت في أبريل من العام 2017 اتفاقية الرمز المشترك مع الخطوط الجوية الأيبيرية، كبرى شركات الطيران الإسبانية، لتقدم للمسافرين المزيد من خيارات الرحلات والوجهات في إسبانيا والبرتغال، ودخلت الاتفاقية، التي تم توقيعها بفضل وجود الناقلتين في تحالف ون وورلد، حيز التنفيذ اعتبارا من الثالث من أبريل لعام 2017.

وفي أوائل العام 2021 أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية مع الخطوط الجوية الإيبيرية، لتعزيز خيارات السفر التي تقدمها الناقلتان للمسافرين على متنهما، وهو الأمر الذي يعزز التعاون في قطاعات التجارة والسياحة والسفر بين البلدين.

وعلى ضوء هذا التطور الملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر ومملكة إسبانيا، يتطلع البلدان، اليوم، نحو مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاقتصادية في مختلف القطاعات، بما يلبي الطموحات ويحقق التطلعات التنموية للجانبين.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo