وصف السيد ماركوس يرغر، المدير التنفيذي للرابطة الألمانية الاتحادية للشركات الصغيرة والمتوسطة "BVMW"، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى برلين بالفرصة التاريخية التي من شأنها أن تدفع بالعلاقات القطرية - الألمانية نحو مزيد من التطور.
وتوقع يرغر، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنه اتخذ منحى تصاعديًّا؛ حيث بلغ 11.2 مليار ريال عام 2021 بعد أن كان 6.4 مليار ريال في 2020، وذلك بفضل العلاقات القوية القائمة بين دولة قطر وألمانيا.
انطباعات إيجابية
وأشاد بالبيئة والقدرة الاستثمارية التي تتمتع بها قطر، فضلًا عن البنى التحتية التي دشنتها البلاد في إطار خطتها الوطنية 2030، لافتًا إلى أنه خرج بانطباعات إيجابية للغاية من زيارته الأخيرة إلى الدوحة في شهر نوفمبر الماضي.
ماركوس يرغر: الرابطة تعتزم افتتاح مكتب إقليمي لها في الدوحة حرصًا منها على تطوير العلاقات مع قطر ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل
وكشف يرغر عن عزم الرابطة افتتاح مكتب إقليمي لها في الدوحة؛ وذلك حرصًا منها على تطوير العلاقات مع قطر ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، موضحًا أن هذا المكتب سيكون نافذة استثمارية يستقطب كافة مجالات الاستثمار المستقبلية، والتي تشمل التكنولوجيا الصحية، وصناعة الدواء، والطاقة النظيفة، والبيئة، والمياه، وغيرها من المجالات المهمة لصناعة مستقبل مستدام.
الاستثمار في قطر
وأفاد المدير التنفيذي للرابطة الألمانية الاتحادية للشركات الصغيرة والمتوسطة بأن دور الرابطة سيتمثل في اختيار أنسب الشركات القادرة على الاستثمار في قطر، والتي تكون لديها الخبرة في هذا المجال، لافتًا إلى أن الاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية والحفاظ على الطاقة وتقديم الحلول في مجال الغذاء باستخدام الذكاء الصناعي بات حتميًّا، مؤكدًا أن قطر بيئة خصبة لاحتضان تلك الصناعات المستقبلية بفضل توجهاتها وديناميكيتها التي تتميز بها.
وأوضح أن سعادة الدكتور روبرت هابيك نائب المستشار الألماني والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ بجمهورية ألمانيا الاتحادية، زار الدوحة في مارس الماضي وعاد بانطباعات إيجابية، ساعدت في السعي نحو تطوير العلاقات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين.
تطوير العلاقات الاقتصادية
وبيّن أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تدفع باتجاه تطوير مثالي للعلاقات الاقتصادية بين قطر وألمانيا؛ أولها الانفتاح السياسي بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى رغبة دولة قطر في تحقيق تنمية شاملة، تتركز في مجال الاستدامة واقتصاد المستقبل، فضلًا عن دور الرابطة الذي ستقوم به من خلال مكتبها التمثيلي المزمع افتتاحه في قطر خلال الفترة المقبلة.
فكرة الرابطة جاءت قبل 45 سنة بواسطة 30 من رواد الأعمال فكروا في رابطة لنقل الخبرة بينهم والمساعدة في مجال العمل والاستثمار
وبشأن رابطة الشركات المتوسطة والكبيرة وهدفها، قال السيد ماركوس يرغر المدير التنفيذي للرابطة الألمانية الاتحادية للشركات الصغيرة والمتوسطة BVMW، في مقابلته مع قنا، إن فكرة الرابطة جاءت قبل 45 سنة تقريبًا، حيث بدأ قرابة 30 من رواد الأعمال التفكير في رابطة لنقل الخبرة بينهم وتساعدهم في مجال العمل والاستثمار، والاستفادة من الأخطاء وقصص النجاح، لتبدأ قصة الرابطة ويرتفع عدد أعضائها من 30 عضوًا قبل 45 عامًا إلى قرابة 900 ألف عضو حاليًا، مشددًا على أن الرابطة حاليًا باتت صوت رجال الأعمال لدى الحكومة الألمانية، وأدوات صُناع القرار.
دور الرابطة
وأوضح أن الرابطة تقدم الخدمات لكل أعضائها سواء القانونية أم الاقتصادية أم غيرها، مشيرًا إلى أن دورها برز وسط أزمة فيروس "كورونا" من خلال تعريف الشركات بكيفية إدارة أمورها وموظفيها، مشيرًا إلى أن الرابطة لديها 500 موظف، بالإضافة إلى مكاتبها في جميع أنحاء ألمانيا، فضلًا عن 75 مكتبًا حول العالم، فيما سيكون المكتب رقم 76 في دولة قطر.
وبيَّن أن هدف الرابطة الرئيسي يتمثل في تحقيق مصالح أعضائها من رواد الأعمال المتوسطة والصغيرة، ومساعدتهم داخل وخارج البلاد، مشيرًا إلى أن 99 بالمئة من الشركات في ألمانيا هي شركات متوسطة وصغيرة، أما الواحد بالمئة المتبقي فهو للشركات الكبرى أمثال "سيمنز" و"دويتشه بنك" و"مرسيديس" وغيرها.
وأضاف المدير التنفيذي للرابطة الألمانية الاتحادية للشركات الصغيرة والمتوسطة BVMW في هذا الصدد: "ليست كل الشركات المتوسطة والصغيرة قادرة على الدخول إلى السوق القطرية والاستثمار فيها، لكن دور الرابطة يأتي هنا في معرفة الشركات المؤهلة للدخول إلى هذه السوق، وتزويدها بالمعلومات المفيدة في هذا المجال".
تصنيف الشركات
وعن كيفية تصنيف الشركات إذا كانت متوسطة أو صغيرة، قال يرغر: "إن هذا الأمر يختلف من دولة إلى أخرى، ففي الصين وإفريقيا تجد الشركات المتوسطة والصغيرة بنسب كبيرة، أما بالنسبة لروسيا فإذا أبرمتَ أي تعاقد مع شركة روسية كبرى فتجلب هذه الشركة معها مئات الشركات الصغيرة لتنفيذ هذه العقود، الأمر مختلف بالنسبة لألمانيا، فالشركة المتوسطة والصغيرة تكون الشريك الأساسي في التعاون".
ألمانيا دُمِّرت بشكل كامل في الحرب العالمية الثانية وقامت الشركات العائلية أو الشركات الصغيرة ببناء البلاد بعد الحرب
وحول أسباب سيطرة الشركات المتوسطة والصغيرة على الاقتصاد الألماني، أوضح بأن سبب ذلك هو أن ألمانيا دُمِّرت بشكل كامل في الحرب العالمية الثانية، وقامت الشركات العائلية أو الشركات الصغيرة ببناء البلاد بعد الحرب، لكن الشركات الكبيرة مثل "سيمنز" و"بورش" وغيرهما أخذت وقتًا طويلًا حتى أعادت بناء نفسها بعد الحرب؛ لذلك فالشركات الصغيرة هي عصب الاقتصاد في البلاد.
وذكر يرغر أنه بين 900 ألف شركة هي أعضاء الرابطة، هناك 350 شركة تعد النخبة في الشركات المتوسطة، حيث تمتلك هذه الشركات 2ر1 مليون موظف، ويبلغ إنتاجها قرابة 120 مليار يورو سنويًّا، فضلًا عن أن 60 في المئة من القوى العاملة في ألمانيا تعمل في الشركات المتوسطة والصغيرة، والنسبة الباقية لدى الحكومة، ونسبة 1 في المئة فقط لدى الشركات الكبرى.