دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

مسيرة تاريخية تقترب من نصف قرن

جامعة قطر .. تحتفي بالدفعة 45 وسط إنجازات علمية عالمية

24/05/2022 الساعة 12:04 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

 تحتفل جامعة قطر غدا الأربعاء بتخريج دفعة جديدة من طلبتها، وهي الدفعة التي تحمل الرقم 45، وهو رقم يحكي مسيرة تاريخية تقترب من نصف قرن، أي منذ تأسيس أول نواة فيها في العام 1973، من خلال كلية التربية، ولتنطلق بعد ذلك في درب التقدم والتطور، ما قادها إلى مصاف الجامعات العالمية، كما تؤكد التصنيفات الدولية.

الجامعة ساهمت في تحقيقِ النهضةِ الشاملةِ عبر إعدادِ أجيالٍ من الكفاءاتِ فاقت أعدادُها  57 ألفاً 

وباعتبارها جامعة وطنية، بل وأول جامعة في دولة قطر، حملت على عاتقها، أمانة تأهيل الكوادر البشرية التي ساهمت بكفاءة واقتدار في مختلف التحولات ومراحل التطور والتحديث التي شهدتها البلاد حتى اليوم، "وكان لها شرفُ المساهمةِ في تحقيقِ النهضةِ الشاملةِ عبر إعدادِ أجيالٍ من الكفاءاتِ فاقت أعدادُها سبعةً وخمسينَ ألفاً ساهموا بجهودِهِم في بناءِ وطنٍ حُرٍّ عزيزٍ"، وفقا لما جاء في كلمة رئيس الجامعة خلال حفل تخريج الدفعة الماضية، وقد تجاوز العدد بهذه الدفعة الجديدة 60 ألف خريج وخريجة.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة، واصلت الجامعة إنجازاتها المهمة، على مستوى مختلف القطاعات الأكاديمية والبحثية وفي البنية التحتية، والفضل في ذلك يعود إلى دعم القيادة الرشيدة، والرؤية الواضحة لمجلس أمنائها، فضلا عن حنكة الكوادر الوطنية التي تقود هذا الصرح التعليمي الكبير.

خارطة البرامج الأكاديمية بالجامعة اتسعت مع وصول عدد الكليات اليوم إلى 11 كلية

فعلى الصعيد الأكاديمي والعلمي، اتسعت خارطة البرامج الأكاديمية مع وصول عدد الكليات اليوم إلى 11 كلية تتمثل في الآداب والعلوم، والإدارة والاقتصاد، والقانون، والشريعة والدراسات الإسلامية، والهندسة، والتربية، والطب "التي احتفت العام الماضي بتخريج أول دفعة"، والصيدلة، والعلوم الصحية، وطب الأسنان، وكذلك كلية التمريض التي تستقبل الدفعة الأولى خلال العام الأكاديمي المقبل، وكل هذه الكليات تضم حاليا أكثر من 50 برنامجا للبكالوريوس، يصل فيها عدد الطلبة إلى 20 ألف طالب وطالبة.

كما شهدت جامعة قطر خلال السنوات الخمس الماضية زيادة في عدد برامج الدراسات العليا والتي وصلت إلى أكثر من 70 برنامجا في الوقت الراهن وتغطي مختلف التخصصات، وذلك ارتفاعا من 50 برنامجا، كما زاد عدد الطلبة في هذه البرامج ليصل إلى 2000 طالب وطالبة.

ولم يقتصر الإنجاز على البعد الكمي، بل كان هناك جهد مقدر لضمان البعد النوعي والكيفي من خلال التطوير المستمر للبرامج الأكاديمية المختلفة لمواكبة التحديات الراهنة، والاهتمام بمعايير الجودة العالية، وقد نجحت الجامعة في الحصول على اعتمادات دولية لأغلب الكليات، ولعدد كبير من البرامج، والهدف من الاعتماد هو ضمان مستويات مقبولة من الجودة للعملية التعليمية.

د. عمر الانصاري: تنفيذ عملية شاملة لمراجعة البرامج الحالية وأدائها ومراجعة مقترحات البرامج والمبادرات الجديدة

ويقول الدكتور عمر الأنصاري نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن القطاع عمل خلال السنوات الخمس الماضية على تطوير المقررات والبرامج الأكاديمية من خلال العديد من المحاور منها مواءمة البرامج الأكاديمية مع إطار مؤهلات جامعة قطر وأطر التميز في التعليم للوصول إلى تعليم يتمحور حول الطالب، يعتمد على التطبيق العملي ومستند إلى البحث وقائم على منظومة كفاءات ومعزز بالرقمنة وداعم للريادة ولابتكار.

ويشير إلى أن من أهم المحاور أيضاً عملية التخطيط الأكاديمي 2020 - 2024 والتي تهدف إلى توفير رؤية واضحة ومتماسكة لنمو الحافظة الأكاديمية للجامعة خلال السنوات الخمس القادمة.. مضيفا "وفي هذا الإطار تم البدء في تنفيذ عملية شاملة لمراجعة البرامج الحالية وأدائها، ومراجعة مقترحات البرامج والمبادرات الجديدة في ضوء احتياجات السوق واتجاهاته".

ويذكر الدكتور الأنصاري أن السنوات الأربع الماضية شهدت إضافة ما يزيد عن 29 برنامجا أكاديميا إلى محفظة جامعة قطر من البرامج الأكاديمية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) وأكثر من 7 برامج من التخصصات الفرعية والتخصصات الدقيقة، كما تمت مراجعة أكثر من 40 برنامجا أكاديميا موزعة بين مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، بالإضافة إلى إدخال أكثر من 100 تحسين على كافة برامج الجامعة ومناهجها.

ويعتبر الاعتماد الأكاديمي من أهم المحاور التي يعمل عليها القطاع الأكاديمي لضمان مستوى معين من الجودة الأكاديمية للبرامج والمقررات من خلال اعتمادها على المستوى الإقليمي والدولي، ويوجد حالياً 26 برنامجا أكاديميا معتمدا من جهات مرموقة أكاديمياً.

إعادة هيكلة برنامج التميز الأكاديمي لينتج عن ذلك ارتفاع نسبة القطريين في البرنامج من 18.5 في المئة إلى 38 %

كما يشير الدكتور الأنصاري في حديثه لـ/قنا/ إلى إنجازات أخرى للقطاع الأكاديمي، منها إعادة هيكلة برنامج التميز الأكاديمي لينتج عن ذلك ارتفاع نسبة القطريين في البرنامج من 18.5 في المئة إلى 38 في المئة، وارتفاع عدد المبتعثين القطريين إلى ما يزيد عن 100 مبتعث يستكملون دراستهم العليا (الماجستير والدكتوراه) في جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واليابان وسنغافورة وأستراليا وكندا وهولندا غيرها من الدول، وتعزيز التعاون والشراكات من خلال 100 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع مؤسسات محلية وجامعات ومؤسسات عالمية.

وفي سياق الاعتماد المؤسسي، الهادف إلى التحسين والتطوير والحفاظ على معايير الجودة التعليمية، كشف الدكتور مؤمن حسنة مدير البحوث والتحليلات المؤسسية بالجامعة في تصريح لـ/قنا/ عن سعي الجامعة للحصول على اعتماد منظمة الواسك "WSCUC" نظراً لمواءمة عملية اعتمادها لرؤية الجامعة في التميز والتوسع وطرح البرامج الداعمة لاحتياجات المجتمع.

وذكر أن جامعة قطر اجتازت المرحلة الأولى والمتمثلة في قبول طلب التعبير عن الرغبة في مارس 2021، وكذلك المرحلة الثانية والمتمثلة في طلب الأهلية في يناير من العام الجاري، وأنه يجري العمل على التقديم للمرحلة النهائية والمتمثلة في الحصول على الاعتماد المبدئي، والمتوقع الحصول عليه في فبراير 2023.

وعلى الصعيد البحثي، ركزت استراتيجية قطاع البحث والدراسات العليا على تحقيق أربعة أهداف أساسية تتمثل في "دعم البحث والتطوير والإبداع في مجالات بحثية مختارة متوافقة مع الأولويات الوطنية"، و"ترسيخ ثقافة البحث العلمي والابتكار في المجتمع الجامعي وتوفير بيئة داعمة لها"، و"تنويع واستدامة مصادر تمويل المشاريع والبرامج البحثية"، و"التميز في برامج الدراسات العليا من أجل خدمة الأولويات البحثية الوطنية، ولتأهيل باحثين يساهمون في إثراء اقتصاد المعرفة".

البروفيسورة مريم المعاضيد: إنجاز ما يقرب من 2000 مشروع بحثي خلال الفترة من (2017 - 2021)

وكشفت البروفيسورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن أبرز الإنجازات في قطاع البحوث خلال السنوات القليلة الماضية، منها إنجاز ما يقرب من 2000 مشروع بحثي خلال الفترة من (2017 - 2021).

وتشير في سياق متصل إلى برامج تعاون بحثي بين الجامعة وأكثر من 4 آلاف مؤسسة محلية ودولية أثمر ما يزيد عن 11 ألف ورقة بحثية منذ العام 2016 وحتى العام الجاري، وإلى حصول جامعة قطر على ما يزيد عن 73 براءة اختراع خلال الفترة المذكورة.

ومن المؤكد أن هذه الإنجازات البحثية كانت ثمرة للعمل المؤسسي والمنظم لهذا القطاع، حيث تم تأسيس 18 مركزًا بحثيًا في مجالات متنوعة، كل مركز يسير وفق خطته البحثية التي تتماشى مع الأولويات الوطنية والخطة الاستراتيجية لجامعة قطر والتي تهدف إلى تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

ويضاف إلى ذلك، نجاح جامعة قطر في استضافة الكراسي العلمية، ومنها كراسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ ولدى الجامعة كرسي /اليونسكو/ في العلوم البحرية بمركز العلوم البيئية، وكرسي /اليونسكو/ في مجال تحلية ومعالجة المياه، وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج ويقوم على التعاون مع أكثر من 30 جامعة ومنظمة في المنطقة والعالم، وكذلك كرسي المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم /إيسيسكو/ لحوار الحضارات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.

وتشير البروفيسورة مريم المعاضيد إلى مشاريع أخرى أنجزت في هذا القطاع، مثل مشروع نقل الشعاب المرجانية والمحافظة عليها وإثراء البيئة البحرية للحفاظ على التنوُّع البيولوجي البحري في دولة قطر بالتعاون مع شركة قطر غاز ووزارة البيئة، حيث يعد هذا المشروع أول حاضنة من نوعها للشعاب المرجانية الحية في المنطقة.

كما شهد قطاع البحوث، إنشاء محطة البحوث الزراعية التي تهدف لإيجاد وتطوير تقنيات زراعية مبتكرة لتوفير أفضل السبل لاستخدام الموارد الطبيعية المتاحة ومواجهة تحديات زراعة الأراضي الجافة، بما في ذلك أنظمة الري المتطورة، وتطبيق الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية ومكافحة أمراض النبات.

إجراء 275 بحثاً علمياً نُشرت في مجلات مرموقة خلال 2020 من بينها مشاريع بحثية خاصة بـ"كوفيد-19”

وفي مجال الرعاية الصحية المجتمعية، سخر مركز البحوث الحيوية الطبية بجامعة قطر خلال السنتين الأخيرتين، جُل جهوده وإمكانياته البحثية لمواجهة فيروس كورونا حيث تم إجراء بحوث وصل عددها في عام 2020 إلى 275 بحثاً علمياً نُشرت في مجلات مرموقة، من بينها مشاريع بحثية خاصة لمواجهة فيروس /كوفيد-19/.

وفي القطاع التكنولوجي، الذي يعد واحدا من القطاعات الحيوية ذات الأولوية، أوضحت البروفيسورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا لـ /قنا/ أن هذا القطاع يحظى باهتمام وتركيز بالنظر إلى تطوره المتسارع، وأهميته القصوى لمختلف القطاعات، وكونه جوهريا في توجه الدولة نحو الاقتصاد المعرفي.. وقالت "تتواصل الأنشطة البحثية في هذا القطاع ولدينا مركز بحثي متخصص هو مركز الكندي لبحوث الحوسبة، وهناك إنجازات مهمة، منها براءة اختراع أمريكية في الأمن السيبراني".

الموافقة على إنشاء "شركة جامعة قطر للتكنولوجيا" لرعاية واحتضان الموهوبين وتطوير الابتكارات والاختراعات

وكشفت في هذا السياق، عن حصول جامعة قطر على موافقة لإنشاء "شركة جامعة قطر للتكنولوجيا"، لرعاية واحتضان الموهوبين، وتطوير الابتكارات والاختراعات في الجامعة، والعمل وفق رؤية عملية تترجم عملية التحول في البحث العلمي نحو الجوانب التطبيقية التي تخدم المجتمع المحلي والعالمي.

ولتوسيع ونشر الإنتاج الفكري والبحثي، تأسست دار نشر جامعة قطر في العام 2018، وبالرغم من عمرها القصير إلا أنها نجحت في إصدار الكثير من الكتب والمجلات والبحوث، ولعل آخر تلك الإصدارات؛ الجزء الأول من موسوعة "الاستغراب"، التي تعد أول موسوعة في العالم الإسلامي ترصد الغرب، ويتعاون فيها كرسي /إيسيسكو/ لحوار الحضارات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، مع كل من اتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، واللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية.

ولا تتوقف إنجازات قطاع البحوث عند هذا الحد، فقد شهد الكثير من المشاريع التي رأت النور مثل إنشاء الشبكة الأكاديمية للحوار التنموي، ومراكز جامعة قطر للعلماء الشباب، وتطوير الخطط والسياسات والإجراءات، وزيادة المنح والتمويل والشراكات المحلية والخارجية، وإطلاق وتعزيز برنامج التحويل الدولي المشترك IRCC، وإطلاق خطة الأبحاث الأساسية والتحولية 2021 - 2025، مع إبرام العديد من الاتفاقيات والشراكات المحلية والدولية.

أما قطاع البنية التحتية، فقد شهد هو الآخر تطورا كبيرا، وذلك استجابة لمتطلبات التغيير والتوسع في برامجها الأكاديمية والبحثية ومختبراتها العلمية، حيث تم افتتاح عدة مشاريع، كما تستعد لافتتاح مشاريع جديدة لتواكب الاحتياجات الحالية والتطلعات المستقبلية.

وفي إطار الخطة العمرانية للجامعة نُفِّذ عدد من المشاريع، مثل مشروع مبنى الفعاليات والرياضات الذي يعد من أهم المرافق التي تحتضن الفعاليات الجامعية والأنشطة الرياضية ومشروع مجمع ابن البيطار المخصص لكلية الصيدلة وجميع التخصصات الطبية ويحتوي على قاعات دراسية ومختبرات تعليمية وبحثية ويستوعب أكثر من 800 طالب وطالبة، وكذلك مجمع السكن الطلابي الذي يضم 10 مبان للشقق السكنية للطلبة وكذلك أعضاء هيئة التدريس المؤقتين والزائرين.

ومن المباني الجديدة أيضا مبنى كلية التربية، وكلية القانون، ومبنى شؤون الطلاب الجديد ومبنى كلية الهندسة، إلى جانب إنجاز نسبة كبيرة من المرافق والشبكات الخدمية المختلفة.. كما تسعى الجامعة لإنشاء مبنى لكلية الطب، وآخر لكلية الشريعة، وكذلك مبنى الخدمات الإدارية الذي يتوقع أن يضم كل الإدارات الموجودة في الجامعة والتي تحتاج إلى مكاتب متخصصة، وتطوير وتوسيع مبنى الإدارة العليا.

الجامعة تتبوأ مكانة مرموقة في قائمة أفضل الجامعات العالمية لتصل إلى المركز 224 على المستوى العالمي

إن كل هذه الإنجازات قادت الجامعة إلى أن تتبوأ مكانة مرموقة في قائمة أفضل الجامعات العالمية، لتصل إلى المركز 224 على المستوى العالمي، وفقاً لتصنيف /كيوس إس/ العالمي، كما حققت الجامعة المركز الثاني لأفضل الجامعات في العالم العربي وفقاً لتصنيف مؤسسة تايمز للتعليم العالي، وهي تحث الخطى نحو مزيد من الرقي على المستويات كافة.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo