أكد السيد ألون كيرنز، عضو البرلمان البريطاني رئيس جمعية الصداقة القطرية البريطانية، أهمية الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة، موضحا أنها ستعزز الشراكة بين البلدين، وتدفع بعلاقاتهما في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب.
وقال كيرنز، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": إن دولة قطر واحدة من أهم حلفاء المملكة المتحدة في منطقة الخليج، بما تملكه من قدرة في التعامل مع القضايا الكبيرة، منوها بالجهود الكبيرة التي بذلتها دولة قطر في الأزمة الأفغانية، ودورها البارز في إجلاء آلاف الرعايا الغربيين من أفغانستان، بالإضافة إلى نجاح الدبلوماسية القطرية في العديد من الملفات، ما جعل قطر لاعبًا مهمًا على الساحة الدولية.
وأضاف فيما يتعلق بالأزمة الأفغانية: "كنت شاهدًا بعيني في آخر زياراتي إلى قطر على كيفية تحويل أماكن الضيافة المعدة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 لاستضافة أناس تم إجلاؤهم من أفغانستان، لقد أظهرت هذه الخطوة مدى التزام قطر بدعم الأفغانيين اللاجئين، وتسهيل عملية عبورهم إلى الدول الغربية".
ألون كيرنز: إطلاق الحوار الاستراتيجي بين قطر وبريطانيا أمر مهم للغاية للبلدين
وأشار إلى أن هناك دولا قليلة حول العالم لديها حوار استراتيجي مع بريطانيا، مؤكدًا أن إطلاق الحوار الاستراتيجي بين قطر وبريطانيا أمر مهم للغاية للبلدين، ويعكس المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بينهما.
وشدد رئيس جمعية الصداقة القطرية - البريطانية، الذي شغل في السابق منصب وزير الدولة في الحكومة البريطانية لشؤون ويلز، على أن الحوار الاستراتيجي القطري - البريطاني سيأخذ العلاقات إلى آفاق جديدة، من شأنها تطوير الروابط بين البلدين.
ونوه بالاستثمارات القطرية الكبيرة في بريطانيا، مشيرًا إلى أنه عندما كان وزيرًا مسؤولا عن شؤون ويلز شهد افتتاح محطة تخزين الغاز الطبيعي المسال القطري جنوب ويلز.
الاستثمارات القطرية في بريطانيا تعود بفوائد كبيرة على البلدين
وقال السيد ألون كيرنز: إن الاستثمارات القطرية في بريطانيا مثل برج "الشارد" ومحلات "هارودز" الشهيرة والفنادق الفخمة مثل ريتز كارلتون، تعود بفوائد كبيرة على البلدين.
وأضاف أنه في ظل اهتمام العالم بقضية التغير المناخي، التقت الاستثمارات القطرية مع الخبرة البريطانية في مشروع لصناعة المفاعلات النووية الصغيرة التي تنتجها شركة رولز رويس، وهو المشروع الذي سيضمن إنتاج طاقة نظيفة وتصديرها إلى العالم أجمع، لافتًا إلى أنه بفضل الشراكة القطرية - البريطانية أصبح هذا المشروع حقيقة، حيث يقوم على استخدام تكنولوجيا الطاقة النووية المستخدمة في الغواصات النووية لتصنيع مفاعلات نووية صغيرة يمكن بناؤها في بريطانيا، ومن ثم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم لتوفير الطاقة في قطر وبريطانيا، وفي أي بلد يحتاج إلى هذه المفاعلات الصغيرة.
جمعية الصداقة القطرية - البريطانية تلعب دورًا محوريًا في توطيد أواصر العلاقات بين البلدين
وحول دور جمعية الصداقة القطرية - البريطانية، أوضح كيرنز أن الجمعية تلعب دورا محوريا في توطيد أواصر العلاقات بين البلدين، وتعزيز العلاقات بين البرلمان البريطاني ومجلس الشورى في قطر، لافتا إلى وجود مباحثات حاليا بين البرلمان البريطاني ومجلس الشورى القطري من أجل تعزيز وتقوية هذه العلاقات.
من ناحية أخرى، أشاد رئيس جمعية الصداقة القطرية - البريطانية بالجهود التي بذلتها قطر فيما يتعلق بالإصلاحات الكبيرة التي أجرتها على قوانين العمل، مبينا أن قطعت شوطا طويلا في تحسين ظروف العمالة الوافدة، وضمان حماية حقوقهم وتطوير مهاراتهم، ما جعل قطر دولة رائدة في المنطقة، وحظيت بإشادة منظمة العمل الدولية على ما حققته في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالتعاون الرياضي والثقافي بين البلدين، قال ألون كيرنز: إن علاقات البلدين باتت أقوى وأعمق من أي وقت مضى، منوها بحرص بريطانيا على دعم جهود قطر في استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، متوقعا أن تحقق قطر نجاحا باهرا في استضافة هذا الحدث العالمي.
وأشاد في هذا الصدد بالملاعب المونديالية والبنية التحتية المتطورة في دولة قطر، قائلا "كان لي شرف زيارة الدوحة مرتين منذ بداية العام الجاري، ووجدت الملاعب غاية في الروعة.. وقد كان رائعًا حقًا أن أرى ملعب 974 المشيد بحاويات السفن، والطراز المعماري الفريد لملعب البيت"، مثنيًا على الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر لإنهاء جميع المنشآت المونديالية قبل البطولة بوقت كاف.
وأوضح السيد ألون كيرنز، رئيس جمعية الصداقة القطرية - البريطانية، أنه سيكون هناك تعاون أمني بين قطر وبريطانيا فيما يتعلق ببعض الأمور التنظيمية خلال إقامة مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022.
وفيما يتعلق بتأثير الحرب في أوكرانيا على أمن الطاقة أوروبيًا وعالميًا، قال كيرنز، "إن الحرب في أوكرانيا كشفت حجم التهديدات التي تستهدف أمن الطاقة في القارة الأوروبية"، معتبرًا أن بريطانيا "ربما تكون في وضع أفضل من بقية البلدان الأوروبية".