يشكل التعاون العسكري بين دولة قطر والمملكة المتحدة أحد أهم المجالات التي تشهد تطورًا مستمرا بين البلدين على مر السنوات، ويعد تدريب الكوادر القطرية في الكليات الشرطية والعسكرية البريطانية للحصول على أفضل التدريبات والتأهيل الأكاديمي المتميز، من أهم صور هذا التعاون الذي يمتد لعقود.
وفي هذا الإطار، تعد أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية في بريطانيا، إحدى أهم وأفضل الوجهات للطلبة القطريين المرشحين من الجهات العسكرية لتدريبهم وصقل مهاراتهم ومواهبهم، وبناء قدراتهم، وقد أثبتوا على مر السنوات نبوغًا وتميزًا كان محل إشادة وتقدير، إلى جانب تعاون الأكاديمية مع كليات عسكرية داخل الدولة في مجالي التدريب والتأهيل.
وتمتد مسيرة هذه الكلية إلى أكثر من 200 عام، حيث تأسست في العام 1802، وتعد المركز الرئيسي لتدريب ضباط الجيش البريطاني، وعدد كبير من المرشحين والضباط من مختلف بلدان العالم.
وتفتخر أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية، كما يؤكد عميدها اللواء الركن دانكن كابس، بأن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، هما من أبرز قادة العالم الذين تخرجوا من هذه الأكاديمية العريقة.
عميد أكاديمية "ساندهيرست": تفخر الأكاديمية بأن يكون قائد عظيم مثل سمو الأمير المفدى أحد خريجيها
وقال عميد الأكاديمية، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" من لندن: "تفخر الأكاديمية بأن يكون قائد عظيم مثل سمو الأمير المفدى أحد خريجيها"، مضيفًا: "إن هناك سبعة قادة في العالم حاليًا من ضمن خريجي الأكاديمية، من بينهم سمو الأمير المفدى".
وأكد عميد أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية البريطانية أن تطور دولة قطر في المجال العسكري يعود إلى رؤية قيادتها الرشيدة، معربًا عن فخره بالثقة التي تمنحها قطر لأكاديمية "ساندهيرست" في تدريب العديد من أبنائها المرشحين سنويًا.
الأكاديمية العسكرية تهدف إلى إعداد قادة المستقبل
وأوضح أن الأكاديمية العسكرية تهدف إلى إعداد قادة المستقبل، وأن القيادة هي محور جميع المناهج الدراسية بالأكاديمية، وقال: يدرس الطلاب كافة البرامج التدريبية نفسها والعلمية، أيا كانت طريقة التحاقهم بـ"ساندهيرست"، كما تتغير وتتطور برامج الأكاديمية مع تغير طبيعة الصراع في العالم؛ للوفاء بما يستجد من متطلبات.
ولفت إلى أن الجانب الأكاديمي في "ساندهيرست" يصل إلى 10% من الدراسة، فيما يحظى الجانب العسكري بـ 90%، حيث يتم يدرس المرشح مادة متكاملة عن العسكرية ودراسة الحرب والدفاع والثقافة العامة، مشيرًا إلى أن عدد الطلبة القطريين في الأكاديمية يصل حاليًا إلى 11 مرشحًا في مختلف المستويات، حيث إن المرشح للدراسة في الأكاديمية ينتسب إلى معهد تابع لها لمدة ثلاثة شهور؛ من أجل اتقان اللغة الإنجليزية والثقافة المطلوبة التي تمكنه من التأقلم مع البيئة التدريسية والتدريبية.
وفي لقائهم مع "قنا"، عبر عدد من الطلبة القطريين عن سعادتهم بالالتحاق بهذه الأكاديمية العريقة، مستعرضين جوانب من التأهيل والتدريب والتعليم الذي يتلقاه الطلاب وفقا لبرنامج الأكاديمية.
وعبّر الطالب الشيخ حسن بن جبر محمد آل ثاني، المرشح بالأكاديمية، عن فخره بالدراسة في هذه الأكاديمية التي درس فيها سمو الأمير المفدى وسمو الأمير الوالد، مشيرًا إلى أن هذه الأكاديمية تمتلك شهرة كبيرة بسبب العديد من العوامل؛ أهمها الخبرة البريطانية الكبيرة في الأمور العسكرية، ودراسة عدد من الزعماء والقادة حول العالم في هذه الأكاديمية.
من جهته، أكد الطالب عبدالعزيز إبراهيم المهندي المرشح في "ساندهيرست"، على الخبرة الكبيرة التي تمتلكها الأكاديمية في مجال التدريب العسكري؛ كونها تمنح المرشح السمات المهمة للقيادة.
أما الطالب المرشح غانم علي المسند فقال: إن الاحتكاك داخل الأكاديمية مع أكثر من 20 جنسية مختلفة حول العالم يمنح المرشح فرصة التعرف على عادات وتقاليد أغلب دول العالم، فضلا عن تزويده بالخبرة العسكرية الكبيرة.
وتعد أكاديمية "ساندهيرست" البيت الروحي للعسكرية البريطانية، وقد مر إطلاقها بعدة مراحل؛ أولاها: تأسيس الأكاديمية العسكرية الملكية في منطقة وولويتش وارين بلندن في عام 1741، ولكن عام 1793 شكل نهاية هذه الأكاديمية، وفي عام 1802 تأسست الأكاديمية وأصبحت جاهزة لاستقبال الدارسين من الضباط في عام 1812، واستمرت بالعمل حتى بدء الحرب العالمية الثانية، وعندها توقفت الدراسة فيها لمدة 8 سنوات.
وفي عام 1947 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، اجتمع كافة خريجي الأكاديمية وقاموا بإعادة إحياء الأكاديمية مرة أخرى في موقعها الحالي في بلدة ساندهيرست، لتقوم من جديد باستقبال المرشحين الجدد من بريطانيا ومن عدد كبير من دول العالم.