ناقشت الندوة الختامية، من المعرض الدولي للأمن الداخلي والدفاع المدني "ميليبول قطر 2022" في نسخته الرابعة عشرة عددا من الموضوعات الهامة المتعلقة بالأمن السيبراني والتهديدات الإلكترونية.
وتحدث خلال الندوة التي، أقيمت خلال اليوم الثالث والأخير للمعرض، عدد من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في قطاعات الجرائم الإلكترونية والأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات ذات الصلة.
وفي هذا الإطار، استعرض المهندس خالد صادق الهاشمي، من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ــ 5GW، عددا من التجارب في التعامل مع التكنولوجيا أثناء الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة، مؤكدا أن التكنولوجيا بحاجة للمبادرة والمتابعة المستمرة للتطورات وليس التعامل معها بمبدأ رد الفعل.
حروب الأجيال التقنية
وتناول المهندس الهاشمي في عرضه تاريخ حروب الأجيال التقنية الخمسة والتي أدت إلى الانتقال من المركزية إلى اللامركزية في التعاطي التقني، موضحا أن العالم يواجه مشكلة ضياع المعلومات وتوزيعها الخاطئ مما يستدعي وجود إجراءات تقنية وقانونية خاصة للتعامل معها لاسيما خلال الفعاليات الكبرى.
من ناحيته، تحدث اللواء مارك بوجيه، من قوات الدرك الوطني الفرنسي، عن الهجمات السيبرانية المحترفة وتزايد أعدادها في ظل نقص الوعي بها في المجتمع وبين المؤسسات والشركات، في حين تزايد الإقبال على الخدمات الإلكترونية والرقمية حول العالم، وخصوصا الدول الأضعف في بنياتها التقنية والبشرية، مبينا دور قوات الدرك الوطني في التفاوض على الدعم الإقليمي والذي يشتمل على حماية المسؤولين الحكوميين، وإنقاذ الرهائن، والتواجد في حالات الكوارث الطبيعية.
استراتيجية التوظيف التقني
وتناول اللواء مارك بوجيه، في عرضه التقديمي، استراتيجية التوظيف في شريحة واسعة من الجهات، وقسمها إلى نوعين: التوظيف التقليدي ويشكل 40% منه الموظفون التقنيون ومحامون ذوو خبرة بالهجمات والاختراقات السيبرانية، أما النوع الثاني هو توظيف الاحتياطيين وهم الاختصاصيون التشغيليون الذين تزداد الحاجة لهم أثناء الأحداث والفعاليات الكبرى، وأيضا المواطنون العاديون لدعم التنمية التقنية في البلاد بشكل عام، لافتا إلى الكيفية التي تتم بها عمليات التوظيف، عبر الاتصالات الداخلية والخارجية، وعبر المشاركة في المنتديات والفعاليات الكبرى، وعبر الاحتكاك والتواصل مع المجتمع المدني.
ثم عرض المحاضر الرؤية العالمية والخيارات الاستراتيجية لعام 2022، وابتدأ بذكر المخاوف، حيث تنظم الشبكات الإجرامية نفسها حول برامج الفدية، ومن المتوقع تسرب البيانات نظرا لحجم البيانات المخزنة والتي تتم مشاركتها، واتساع المنصات القابلة للهجوم والاختراق مثل تقنية الـ5G والعمل عن بعد وعبر الإنترنت وغيرها، مشيرا إلى تزايد أعمال الكراهية عبر النت والتزييف العميق "Deep Fake" مما يؤدي إلى التلاعب بالأشخاص وأيضا زعزعة الأمن والاستقرار الاجتماعي.
وشدد اللواء مارك بوجيه، في نهاية عرضه، على ضرورة اتباع منهجية وقائية وعقد شراكات أكثر وأكبر، والتعاون لاعتماد استجابات موحدة حسب نوع الهجمات والاختراقات، وتقوية المهارات القضائية والتقنية على أعلى المستويات، وتقوية الشراكات الدولية وخصوصا في أوروبا، خاصة مع تطور أساليب الخارجين على القانون وتطور الجريمة بصورة جعلتها عابرة للحدود بل والقارات.
الدبلوماسية السيبرانية الشاملة
من جانبها، تناولت الدكتورة نورة فطيس الأستاذ المشارك في قسم علوم وهندسة الحاسب في كلية الهندسة بجامعة قطر، قضية الدبلوماسية السيبرانية الشاملة، حيث عرفت الدبلوماسية السيبرانية وأهدافها التي تسعى للنهوض بالقدرات الوطنية وتحسين تحديات الفضاء السيبراني الحالية والمستقبلية وتحسين الدفاع عن البنية التحتية الوطنية والتصدي للتصعيد أو الاتهام الخاطئ للهجمات السيبرانية.
كما نبهت إلى أهمية التعاون الدولي متعدد التخصصات بين الأوساط المختلفة مثل الصناعة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والوزارات الحكومية، وأيضا الحفاظ على قنوات الحوار بين النظراء في أوقات الأزمات والخلافات السياسية.. داعية إلى تنظيم هيئة مسؤولة عن الفضاء تهتم بتنظيم مجالات العمل ووضع قواعد وبروتوكولات على الدول من أجل معالجة الاختلافات وذلك عن طريق مجموعة من الهيئات ذات المستوى الدولي.
تأمين الحسابات الاجتماعية
بدوره، أوضح السيد حمد البدر مسؤول فريق الاستجابة بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني في مداخلة له أهمية تأمين حسابات وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في ظل تزايد المخاطر المتمثلة في "الاختراق ــ تسريب المعلومات السرية ـ ونشر المواد غير الأخلاقية، وغيرها.
وتطرق إلى أشهر الطرق الخاصة باختراق الحسابات والأساليب المستحدثة في ذلك، مقدما مجموعة من الإرشادات التقنية للحيلولة دون الوقوع ضحايا لاختراق حسابات منصات التواصل الاجتماعي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بالتوعية الدائمة والمستمرة للحد من المخاطر المتعلقة بهذه المنصات.