أزاح سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، وسعادة السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس، الستار عن لوحة شكر لدولة قطر على مساهمتها في مشروع بيت اللغة العربية، في احتفال بمقر المعهد بحضور السيد جان ماري كيني، ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم /الفيفا/ في باريس وشخصيات عربية وفرنسية ودولية بارزة، وعرضت خلاله مجسمات الملاعب التي ستستضيف مباريات بطولة كأس العالم /FIFA قطر 2022/.
لغة التواصل الشائعة
وأكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، في كلمته بالحفل، على الأهمية التاريخية للغة العربية باعتبارها إحدى أقدم اللغات التي نطق بها البشر منذ فجر التاريخ. وقال إن اللغة العربية ربطت على مدى قرون، بين الشعوب من خلال الأدب والموسيقى والشعر والفلسفة كما كانت لغة التواصل الشائعة في مجالات التجارة والفن والعلم. وهي لغة غنية ونابضة بالحياة، توحد مئات الملايين من الناس في 22 دولة ناطقة بالعربية.
وأوضح سعادته أن مساهمة دولة قطر في مشروع بيت اللغة العربية الذي ينوي معهد العالم العربي إنشاءه، تعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجددا على الدور الهام الذي تؤديه اللغة العربية في مد جسور الوصال بين الشعوب على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة. فاللغة تعد حاضنة الهوية، ولا يمكن المحافظة على الهوية دون المحافظة على اللغة العربية.
وقال إن دولة قطر، تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تقود منذ سنوات، جهوداً كبيرة لتعزيز وترسيخ مكانة اللغة العربية داخل قطر وفي العالم العربي، من خلال تنظيمها لمؤتمرات وندوات حول أهمية اللغة العربية والبحث عن الوسائل التي تعيد للغتنا الجميلة تألقها، وأضاف، كما يأتي ذلك في إطار مساعي قطر الحثيثة للحفاظ على تراث المسلمين العظيم الذي أبهر العالم عبر لغة الضاد، وظل العالم يتعلمها لقرون.
حماية اللغة العربية
واستعرض سعادة السفير الجهود العديدة التي بذلتها دولة قطر في حماية اللغة العربية والتي بدأت بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المُجتمع، عندما أطلقت "المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية" في عام 2013، واستمرت مع إطلاق مشروع بناء معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، حتى اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ للغة العربية لغة رسمية.
ولفت إلى أن اللغة العربية تشكل مكونا رئيسيا من مكونات الهوية العربية، وأن إدراك العلاقة التفاعلية بين اللغة والهوية يتطلب وعيا لغويا سليما يساهم في تقدير مكانة اللغة العربية وأهميتها وهذا ما تسعى دولة قطر إلى تحقيقه من خلال تعزيز تعاونها الوثيق مع معهد العالم العربي في باريس ودعم مبادراته التي تساهم، بتنوعها وتوزعها على مختلف الحقول والمجالات المعرفية والفنية، في تعريف فرنسا، ومن خلالها أوروبا والعالم الغربي، بالصورة الحقيقية للعالم العربي والإسلامي، بتاريخه وتراثه وحضارته، وبثقافته وإبداعاته وأوضاعه الراهنة، وتنمي التبادل الثقافي والتفاعل الحضاري والحوار الإنساني بين الشرق والغرب.
وتوجه سعادة السفير، في ختام كلمته، بالشكر الجزيل للحضور على تواجدهم في هذه المناسبة التي اعتبرها خطوة جديدة على درب علاقات التعاون والصداقة التي تجمعنا بهذا الصرح الحضاري الفريد من نوعه.
دفعة جديدة لنشر اللغة العربية
من جانبه، أعرب سعادة السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس، عن سعادته لإزاحة الستار عن اللوحة التي تم إطلاقها تقديرا لدولة قطر على التزامها بمشروع بيت اللغة العربية، مؤكدا أنه بفضل العلاقات المتينة القائمة بين دولة قطر ومعهد العالم العربي، سيتم إعطاء دفعة جديدة لنشر اللغة العربية والترويج لها في فرنسا وقطر والعالم باعتبارها لغة عالمية في مجال المعرفة والتواصل والثقافة والإبداع.
وتوجه سعادته بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على ثقته بالمشروع. كما شكر سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، على التزامه الكامل بتحقيق هذا الدعم.
وأشاد لانغ بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم /الفيفا/ باعتماد اللغة العربية لغة رسمية خامسة، وجدد تهانيه لدولة قطر بمناسبة استضافتها النسخة 22 من كأس العالم لكرة القدم، التي ستقام للمرة الأولى في بلد عربي.
وأكد أن مشروع بيت اللغة العربية من شأنه أن يعزز الصداقة المتينة بين فرنسا وقطر وأن يغني الحوار الاستراتيجي الفرنسي- القطري، معربا عن أمله أن يتوسع التعاون بين معهد العالم العربي ودولة قطر ويزداد عمقا في المستقبل.