أكد سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية رئيس اللجنة العليا المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي الثاني 2022، ترحيب دولة قطر برؤساء وقادة الدول والشخصيات الرسمية وكبار المسؤولين وصناع القرار وقادة الأعمال حول العالم والذين سيشاركون بالنسخة الثانية للمنتدى الذي تنظمه دولة قطر بالتعاون مع مجموعة “بلومبرغ للإعلام” خلال الفترة من 20 إلى 22 يونيو الجاري.
مشاركة قادة العالم وكبار المسؤولين بالمنتدى تعكس المكانة الرائدة التي تتبوؤها دولة قطر كمحور إقليمي وعالمي للأعمال والاستثمار والرياضة والتعليم
وقال سعادته، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن مشاركة قادة العالم وكبار المسؤولين بالمنتدى تعكس المكانة الرائدة التي تتبوؤها دولة قطر كمحور إقليمي وعالمي للأعمال والاستثمار والرياضة والتعليم، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي المتميز الذي يربط بين آسيا وإفريقيا وباقي دول العالم، فضلا عن دورها البارز كمركز دبلوماسي هام، ودولة رائدة في مجال تقنيات الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى كونها الدولة المستضيفة لفعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
شخصيات قطرية قيادية
وأضاف أن المنتدى سيستضيف شخصيات قطرية قيادية من القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى نخبة من المتحدثين والخبراء العالميين في مختلف المجالات، حيث سيقدم المتحدثون خلاصة خبراتهم الواسعة والكبيرة في مجال قيادة الشركات المحلية والعالمية والقطاعات المختلفة، وذلك من خلال مشاركة رؤاهم وأفكارهم حول أبرز القضايا الرئيسية المطروحة على أجندة المنتدى، بما في ذلك القيادات النسائية، ومستقبل الطاقة، والتنمية المستدامة، والتحوّل الرقمي، علاوة على توجهات النظام المالي العالمي.
وأكد استعداد دولة قطر لتوفير منصة تجمع مختلف مكونات مجتمع الأعمال الدولي، بما يرسخ مكانتها كمركز ومحور عالمي للأعمال والاستثمار والابتكار، وذلك بفضل ما تتمتع به دولة قطر من خبرات وإمكانيات في مجال استضافة أبرز الفعاليات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية والتجارية وغيرها من المجالات، منوها في هذا الصدد بما تملكه قطر من بنية تحتية تجعلها جاهزة للمستقبل، فضلا عن امتلاكها أفضل مطار في العالم وأفضل شركة خطوط جوية وأفضل شركة شحن جوي، ما يؤهلها لأن تكون مركزًا لوجستيًا دوليًا ونقطة انطلاق نحو الأسواق العالمية.
نسخة أولى ناجحة
وحول نجاح النسخة الأولى من المنتدى في تعزيز الحوار الاستراتيجي في المنطقة، قال سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني، في حواره مع “قنا”، إن النسخة الأولى، التي تم تنظيمها العام الماضي عبر تقنية الاتصال المرئي، استقطبت أكثر من 600 متحدث، بينهم 11 رئيس دولة، فضلا عن كبار مسؤولي الحكومات والمنظمات الدولية والشركات العالمية والخبراء من 120 دولة حول العالم.
نسخة العام الماضي من المنتدى شكلت إرثًا استراتيجيًا من شأنه أن يسهم في تعزيز نجاح هذا الحدث العالمي الهام خلال السنوات المقبلة
وأضاف أن نجاح النسخة الأولى من المنتدى عكس مكانة دولة قطر الرائدة إقليميا ودوليا، منوها بأن نسخة العام الماضي شكلت إرثاً استراتيجيا من شأنه أن يسهم في تعزيز نجاح هذا الحدث العالمي الهام خلال السنوات المقبلة.
وشدد على أن “منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ”، يوفر منصة عالمية للابتكار والحوار بين الدول، من خلال استضافة نخبة من القادة وكبار المسؤولين ورواد الأعمال والخبراء من مختلف أنحاء العالم من أجل صياغة حلول فاعلة لمواجهة تحديات المستقبل، مشيرا إلى أن نسخة العام الجاري من المنتدى ستتناول مجموعة من القضايا الهامة في قطاع الطاقة والصناعة والاستثمار والتجارة والرياضة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى.
تأثير الجائحة التراكمي
وفيما إذا كان لجائحة كورونا “كوفيد-19” تأثير على أهداف المنتدى، قال سعادته إن جائحة “كوفيد-19” أثرت بشكل مباشر على التوجهات التنموية للعديد من الدول، كما لا يزال الاقتصاد العالمي يواجه تداعيات هذه الأزمة على المستوى الاقتصادي والمالي، لا سيما في ظل تنامي مشاكل سلاسل التوريد، والتي تعاني من نقص العمالة والمعدات والمواد الخام، علاوة على ارتفاع نسب التضخم العالمي، ما ينذر بالكثير من المخاطر، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء على مستوى العالم، بالإضافة إلى ذلك، نواجه تحديات جديدة بالتزامن مع الأزمات العالمية والتي أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع، بما في ذلك السلع الأساسية مثل الوقود والغذاء.
وأضاف "في ظل ترابط الاقتصاد العالمي، تتوقع الكثير من الدراسات أضراراً اقتصادية واسعة النطاق يمكن أن يتردد صداها في جميع أنحاء العالم، وقد أدى ذلك إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، وأثّر بالتالي على تعافي الاقتصاد العالمي. وبناء على ذلك، لا يُمكننا الحديث بعد عن انتهاء الجائحة، ويجب علينا الإقرار بتأثيرها المستمر على كافة جوانب الحياة البشرية. ونحن على ثقة في أن نسخة العام الجاري من “منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ”، ستكون محطة مفصلية لإجراء المزيد من الحوار وتمهيد الطريق أمام مرحلة التعافي العالمي".
التعافي الاقتصادي العالمي
وفيما يتعلق باختيار “معادلة التعافي الاقتصادي العالمي” عنوانا للنسخة الثانية من “منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ”، قال سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية رئيس اللجنة العليا المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي الثاني 2022، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، "عنوان المنتدى لهذا العام يعكس المخاوف العالمية المشتركة بشأن عدم القدرة على تحقيق تعافٍ اقتصادي عادل يشمل الدول المتطورة والنامية على حد سواء بما من شأنه أن يؤدي إلى اتساع الفجوة الاقتصادية في العديد من القطاعات، خاصة ما يتعلق بالتفاوت في النمو بين الشركات العالمية الكبرى والشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة، فضلا عن التفاوت بين العمالة الماهرة واليدوية. لذلك لا يُمكننا الخروج من الركود الاقتصادي الذي سببته جائحة “كوفيد-19” إلا بترسيخ الجهود الكفيلة برأب الفجوة عبر توطيد أواصر التعاون الوثيق بين الحكومات".
وأضاف: شهدنا خلال فترة الجائحة تفاقم أوجه انعدام المساواة، لا سيما بين الفئات السكانية الأكثر هشاشة على غرار النساء والأطفال والذين من المرجح أن يتأثروا بتبعات الأزمة على المدى الطويل، وذلك على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن تفاقم مشاكل الوصول إلى التعليم والصحة. وبالنظر إلى هذه التحديات، فإنه يجب على الجميع وضع خارطة طريق واضحة لتحقيق تعافٍ اقتصادي يشمل الدول النامية والأقل نموا، والعمل على تبني حلول ناجعة تسهم في الحد من التحديات الكبيرة الأخرى، ومنها النزوح الاقتصادي وتدفق اللاجئين وتأثير تغيّر المناخ وغيرها من العوامل التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على أداء الاقتصاد العالمي ككل".
أهداف النسخة الثانية
وبشأن أهداف النسخة الثانية من المنتدى، قال سعادته " نتطلع بفضل الحوار الذي سيجمع بين الخبراء العالميين وصناع القرار الرئيسيين لمناقشة الحلول لعدد من التحديات الاقتصادية العالمية الأكثر إلحاحاً، بدءاً من الاستدامة ووصولاً إلى أزمة سلاسل الإمداد العالمية ومستقبل التكنولوجيا المالية. لذلك يتوجب على الحكومات والشركات العمل معاً أكثر من أي وقت مضى من أجل تحقيق معادلة التعافي الاقتصادي العالمي، والحد من اتساع الفجوة بين الشرق والغرب. ونأمل أن يكون “منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ” منصة رئيسية لتحقيق ذلك، بفضل تحفيز الابتكار وتشجيع تضافر جهود أصحاب المصلحة، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر أماناً لكافة دول وشعوب العالم".
المنتدى نجح هذا العام في استضافة شخصيات دولية هامة ومؤثرة من شأنها أن تدعم الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها
حول المخرجات التي يمكن أن تحققها النسخة الثانية من المنتدى في ظل المشاركة الواسعة لضيوف المنتدى، أوضح الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني، في حواره مع “قنا”، أنه بسبب تخفيف قيود السفر على المستوى العالمي، نجح المنتدى هذا العام في استضافة شخصيات دولية هامة ومؤثرة من شأنها أن تدعم الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من خلال هذا المنتدى، علاوة على ذلك، سيوفر المنتدى الفرصة لتبني مقاربات وحلول مبتكرة وغير تقليدية، من شأنها الحد من التداعيات الاقتصادية لجائحة “كوفيد-19”.
الشراكة مع بلومبرغ
وبشأن الهدف من تنظيم المنتدى والشراكة مع مجموعة “بلومبرغ للإعلام”، أكد سعادته أن المنتدى يعكس جهود قطر الرامية إلى تعزيز مكانتها كدولة رائدة في مجال النمو الاقتصادي العالمي، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وترسيخ مكانتها كوجهة استثمارية مزدهرة، على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يوفر، من خلال هذا الدور الاستراتيجي والتعاون مع مجموعة “بلومبرغ للإعلام”، منصة حيوية للقادة والخبراء العالميين، لتبادل الأفكار والتصدي للتحديات والمساهمة في إيجاد حلول ابتكارية جديدة.
وأضاف أن الشراكة مع مجموعة “بلومبرغ للإعلام” تعكس الرؤية المشتركة في تبني حوار بنّاء، أمام جمهور فاعل، من شأنه صياغة مستقبل أفضل، إذ تعد “بلومبرغ” مزودًا عالميًا مرموقًا للأخبار المتعلقة بالأعمال والمال، وتربط صانعي القرار بشبكة غنيّة من الأشخاص والأفكار والبيانات، كما توفر آخر المعلومات والرؤى الاقتصادية والمالية، معربا عن سعادته بمواصلة هذه الشراكة المميزة للعام الثاني على التوالي، واستقبال قادة الدول والأعمال في الدوحة، من أجل رسم مسار واعد للاقتصاد العالمي.
تأثير مونديال قطر
وردا على سؤال بشأن تأثير تنظيم قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 على المنتدى، قال سعادته، في حواره مع “قنا”، إن دولة قطر تستعد لتنظيم نسخة تاريخية ومتميزة واستثنائية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وستسهم هذه الفعالية في تحفيز التنمية الاقتصادية على المدى الطويل، وذلك بالاعتماد على البنى التحتية المتطورة التي تم تصميمها وتشييدها وفق أعلى المواصفات العالمية. كما أن بطولة كأس العالم شكلت دافعا إيجابيا لتحقيق الخطط التنموية الهادفة لتطوير بيئة الأعمال وتعزيز ثقة المستثمر ورفع إنتاجية القطاع الصناعي بما يدعم قدرته في ترسيخ قوة وتنافسية الاقتصاد الوطني.
وأضاف أن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للبطولة ستكون بالغة الأهمية داخل دولة قطر وخارجها، كما أن العالم سيشهد دور دولة قطر المتنامي في تقديم الفعاليات الرياضية الدولية. ونتيجة لذلك، تعد القوة التحويلية للرياضة موضوعاً رئيسياً للمنتدى الذي يتضمَّن جلسة كاملة مخصصة لمناقشة الأعمال الرياضية ودورها على المستويين الاقتصادي والسياسي في العالم.
وأشار إلى المنتدى سيُسلط كذلك الضوء على تأثيرات البطولة العالمية على دولة قطر والمنطقة خلال العقد الأخير، إضافة إلى فوائدها الاقتصادية على المدى الطويل، بدءاً من النمو المطرد للناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بنسبة 4.5% منذ فوزها باستضافة البطولة في العام 2010، وصولاً إلى إسهاماتها في تطوير البنية التحتية والقطاع السياحي. وتوقع أن تسلط البطولة الضوء على المبادرات الواعدة التي تستعد الدولة لتنفيذها بما يحقق رؤيتها الوطنية 2030.