اعتبر دولة السيد ايراكلي غاريباشفيلي رئيس وزراء جورجيا، منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة فرصة مهمة لمناقشة كافة التحديات التي يواجهها العالم الذي يشهد تغيرات كبيرة على كل المستويات، مشددا على أن التغيرات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن تحتاج إلى نقاشات جدية حولها.
جورجيا تعرضت عام 2008 لنفس الأزمة التي تواجهها كييف حينما اجتاحت القوات الروسية أجزاء من الأراضي الجورجية
وقال غاريباشفيلي، في جلسة حوارية عن الأزمة الأوكرانية ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، إن الأحداث المتتالية التي نشهدها حاليا، والتحديات التي نواجهها جعلت العالم مختلفا عما عهدناه الأمر الذي يتطلب نقاشات جدية حول هذا الموضوع"، لافتا إلى أن بلاده تعرضت في عام 2008 لنفس الأزمة التي تواجهها كييف حاليا، حينما اجتاحت القوات الروسية أجزاء من الأراضي الجورجية "ولا تزال تحتلها حتى الآن".
وأضاف "في ذلك الوقت لم يكن أحد قد انتبه إلى أن دولة ذات سيادة تعرضت لاجتياح روسي واحتلت أجراء من أراضيها.. حيث لم تكن هناك أي ردة فعل منطقية، ولم يتم اتخاذ أي قيود على روسيا أو ردة فعل تجاهها"، مبينا أن موقف جورجيا من الحرب الروسية الأوكرانية "يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن أجزاء من الأراضي الجورجية لاتزال توجد تحت سيطرة القوات الروسية".
وأكد دولة السيد ايراكلي غاريباشفيلي أن بلاده "تدعم، من الناحية السياسية، أوكرانيا على كل المنصات الدولية، سواء في الأمم المتحدة أو بغيرها من المنابر الدولية، وقد أعلنت عن موقفها في هذا الإطار، لكنه لفت إلى أن بلاده تدعم، من ناحية أخرى، القيود التي تفرض على روسيا، لكن لن يتم استخدام جورجيا كطريق لتمرير هذه العقوبات، على اعتبار أن تبليسي لا تستطيع أن تضع قيودا وطنية تجاه موسكو لسبب واضح وهي التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد".
هناك دول أخرى لم تقم بوضع قيود على روسيا على النطاق الوطني وذلك بسبب الظروف التي تواجهها
كما لفت رئيس وزراء جورجيا إلى أن هذا الموقف لا يشمل بلاده فقط، بل هناك دول أخرى لم تقم بوضع قيود على روسيا على النطاق الوطني وذلك بسبب الظروف التي تواجهها أيضا، قائلا في هذا السياق "أنا دوري يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الوضع السياسي والوضع الداخلي والوضع الأمني والوضع الاقتصادي لبلادي، وبطبيعة الحال نحن نتواءم بشكل كامل مع الوضع الدولي والرأي الدولي في ذلك، ولكن نحن في موقف لا نحسد عليه".
وتطرق رئيس وزراء جورجيا لمسألة انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، حيث أكد أنها حققت نسبة كبيرة من معايير الانضمام، وتطمح لعضوية كاملة في الاتحاد.
كما قال إن انضمام جورجيا لحلف شمال الأطلسي /الناتو/ يجب أن يحظى بموافقة كل الدول الأعضاء، حيث عملت حكومات تبليسي منذ 2012 على هذا الملف، و"لدينا صبر واستعداد استراتيجي لبلوغ ذلك.. ونعرف أن الأمر لا يعتمد على رغبتنا فقط بل يجب أن يكون هناك إجماع في /الناتو/"، لافتا إلى أن لدى جورجيا "في المقابل إشكالات مع روسيا، ويجب أن نحلها أولا حتى نصبح عضوا في حلف /الناتو/".