شدد سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، على سعي دولة قطر للاستثمار في مختلف القطاعات، وتوسيع مشاريعها الحالية، مستفيدة في ذلك من الفوائض المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط.
وقال سعادته، في جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، "إن الأموال الناتجة عن زيادة أسعار النفط ستشكل فرصة للاستثمار في مختلف القطاعات، ولكن علينا أن نأخذها بحذر جراء تذبذب أسعار النفط إلى جانب معدلات التضخم العالمية وأثرها على الاقتصاد العالمي"، لافتًا إلى أن جهاز قطر للاستثمار يصب تركيزه حاليا على الاستثمارات في قطاعي التكنولوجيا والصحة والتقنيات التي ستعين على المضي قدما في مشاريع قطر الاقتصادية، حيث توجد بالفعل استثمارات قطرية في الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا في القطاع التكنولوجي.
الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار: هناك فرصًا للتعامل مع شركاء مهتمين في قطاعات الحوكمة والبيئة والاقتصاد النظيف
كما تحدث الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، عن قطاعات مهمة أخرى مثل الحوكمة والبيئة والاقتصاد النظيف، مؤكدًا أن هناك فرصًا للتعامل مع شركاء مهتمين بهذه القطاعات، وأن العمل جار حاليًا في هذا الإطار على وضع مؤشرات أداء والتي قد تستغرق بعض الوقت بسبب الاطلاع على مختلف المدارس المتخصصة في المجال.
وذكر سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، أن جهاز قطر للاستثمار يستثمر في مجال الطاقة المتجددة ومنشآت تخزين الطاقة الناتجة عن المصادر المتجددة، وهناك شراكات موجود وشراكات أخرى يتم العمل عليها مع مختلف القطاعات، وسوف تكون ناجحة وستشكل تجربة يحتذى بها، متوقعا أن تمر أوروبا بفترة ركود اقتصادي بسبب أزمة الطاقة.
جهاز قطر للاستثمار لن يتوقف عن الاستثمار في أوروبا مع "اختيار المجالات"
وأوضح أن جهاز قطر للاستثمار لن يتوقف عن الاستثمار في أوروبا مع "اختيار المجالات"، إلى جانب التمدد في أسواق آسيا، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية تعد وجهة للمهارات، ولديها نظام تعليم متين، ومواقع جذب سياحي وغيرها من البرامج المعنية بالطاقة المتجددة.
وقال الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار إن "الركود الاقتصادي المتوقع في أوروبا سيكون رحلة صعبة ولكن إيجابية"، معربا عن تفاؤله بالمستقبل رغم هذه التوقعات، لاسيما في ظل وجود الكثير من الأنشطة المتعلقة بالتقنية في دول الاتحاد الأوروبي التي سيتم الاهتمام بها والعمل عليها.
ونوه إلى أن استراتيجية الاستثمار لعام 2018 ركزت على أوروبا، مع قرار التركيز أيضا على التمدد في أسواق أخرى في آسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أن يكون هناك توزيع للاستثمارات القطرية بين المناطق الجغرافية المختلفة والتي تشمل أيضا إفريقيا حيث هناك استثمارات قطرية في مجال الطاقة المتجددة، وهناك رغبة حقيقية للمضي قدما مع هذه المشاريع الاقتصادية في هذه القارة.
نحن ملتزمون بالعقوبات الدولية على روسيا ونحاول إيجاد حل لهذه الإشكالية ونتمنى أن تحل هذه الأزمة قريبًا
كما تحدث سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، خلال الجلسة، عن الأزمة الروسية الأوكرانية التي لم تؤثر، حتى الآن، على استثمارات قطر في روسيا، مشيرًا إلى أن بعض الشركات قررت الخروج من روسيا، ولكن الأمر صعب جدًا أن تخرج من هذه السوق الهامة، حيث قال في سياق متصل "نحن ملتزمون بالعقوبات الدولية على روسيا، ونحاول إيجاد حل لهذه الإشكالية.. ونتمنى أن تحل هذه الأزمة قريبا".
وأشار سعادته إلى أنه لدى قطر استثمار كبير في شركة "روسنفت" الروسية غير المشمولة بالعقوبات الدولية، فضلا عن عدم تأثر الاستثمارات القطرية الأخرى بهذا الوضع حتى الآن، لافتا إلى أن جهاز قطر للاستثمار لم يستثمر في العملات المشفرة رغم امتلاكه لنظرة واضحة ورغبة في الاستثمار في قطاع سلسلة الكتل "البلوك تشين" وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.