دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

دبلوماسيون وخبراء مصريون: زيارة سمو الأمير إلى مصر لها تأثير إيجابي على العمل العربي المشترك

25/06/2022 الساعة 17:03 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

حظيت الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، باهتمام واسع لدى مختلف الأوساط المصرية، التي أكدت أهمية تلك الزيارة، التي جاءت تلبية لدعوة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، معتبرين أنها تمثل نقطة انطلاق قوية للعلاقات الثنائية، ومسيرة العمل العربي المشترك، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة والعالم.

وفي هذا الصدد، قال سعادة السيد محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن "زيارة سمو أمير دولة قطر لمصر ليست مجرد زيارة بين دولتين أو لقاء بين زعيمين، وإنما ستضع أسسًا واستراتيجية جديدة في مواجهة التحديات الراهنة، وسيكون لها تأثير إيجابي على العمل العربي المشترك".

محمد العرابي: قطر لديها مكانة دولية كبيرة اكتسبتها نتيجة سياسة واقعية قائمة على فكرة محاولة حل المشاكل بالطرق السلمية

وأضاف العرابي أن دولة قطر لديها مكانة دولية كبيرة اكتسبتها نتيجة سياسة واقعية قائمة على فكرة محاولة حل المشاكل بالطرق السلمية، وهو أمر كان واضحًا في الأزمة الأفغانية".

دلالة مهمة للزيارة

وأشار إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لمصر لها دلالة أخرى مهمة، وهي أنها تأتي في مرحلة مفصلية سيكون لها ما بعدها في العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، حيث تبرهن عمليًّا على مرحلة جديدة تنتقل فيها العلاقات إلى حد التوافق الاستراتيجي بينهما، مضيفًا أن هناك ظروفًا دولية مُعقدة تتطلب من الدول العربية أن تتكاتف وتقف صفًّا واحدًا، وهو ما يعكسه الحرص المتبادل بين البلدين الشقيقين على تعزيز التعاون المشترك في هذا الشأن.

ولفت في هذا الصدد إلى أن كل الملفات تحتاج إلى وجود تشاور عميق من أجل انتهاج استراتيجية موحدة قائمة على رؤية مشتركة، وإحساس بأن الخطر يداهم الجميع، بما يستدعي وجود تكاتف عربي وصف عربي موحد يستطيع أن يواجه الأخطار التي تأتي من كل الاتجاهات في الفترة المقبلة.

ونوه بأن الزيارة تكتسب أيضًا أهمية قصوى؛ كونها تأتي قبل انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن مباحثات الزعيمين تستهدف بلورة رؤى مشتركة إزاء القضايا التي ستُطرح في تلك القمة المرتقبة.

من جانبه، أكد السيد عفت السادات رئيس لجنة الشؤون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ المصري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن الاستقبال الرسمي الحافل من قِبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لسمو الأمير المفدى، يعكس ما تكنه مصر لدولة قطر من محبة وتقدير أميرًا وحكومة وشعبًا.

توافق سياسي متوازن

وقال إن زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى مصر تأتي في إطار التقدير المتبادل بين البلدين، سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي، مشيرًا إلى أنها جاءت أيضًا في سياق التوافق السياسي المتوازن والحوار المتصل مع الأشقاء في دولة قطر طوال الفترات الماضية من أجل عودة العلاقات لطبيعتها.

عفت السادات: سمو أمير قطر شخصية حيوية وديناميكية شبابية وينظر لمستقبل بلاده بنظرة واعية ومصر تشاركه هذا المستقبل الواعد

وأضاف: "إن سمو أمير دولة قطر شخصية حيوية وديناميكية شبابية، وينظر لمستقبل بلاده بنظرة واعية، ومصر تشاركه هذا المستقبل الواعد"، مؤكدًا أن مكانة دولة قطر كبيرة لدى مصر.

وفيما يخص علاقات التعاون الاقتصادي، قال السادات: "مصر سوق واعد للفرص الاستثمارية القطرية الكبيرة.. وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها دول العالم، نرى أن دولة قطر تعطي أولوياتها للاستثمار في مصر، وهو ما يعني تقديرًا من جانب الأشقاء في دولة قطر لمصر، كما نقدر من جانبنا دورها أيضًا ونتمنى لها مزيدًا من الازدهار والتقدم".

مصير عربي واحد

وعلى الصعيد العربي، أكد السيد عفت السادات رئيس لجنة الشؤون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ المصري، أن المصير العربي واحد، وأن العلاقات المصرية - القطرية سيكون لها مردود إيجابي على المنطقة العربية بشكل عام، ومنطقة الخليج بشكل خاص؛ نظرًا لمكانة كلا البلدين سياسيًّا وجغرافيًّا.

وفي السياق ذاته، قال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لوكالة الأنباء القطرية (قنا): "إن زيارة سمو أمير دولة قطر لمصر تهدف إلى إعادة وحدة الصف العربي، وهو أمر مهم في ظل مواجهة التحديات المحيطة بالعالم العربي سواء في منطقة الخليج أو البحر المتوسط".

السفير رخا حسن: زيارة سمو الأمير تبرهن يقينًا على أن ما يجمع البلدين الشقيقين أكبر بكثير مما يفرقهما

وأشار إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تبرهن يقينًا على أن ما يجمع البلدين الشقيقين أكبر بكثير مما يفرقهما، مؤكدًا في هذا الصدد على أهمية الاستثمار في نقاط الاتفاق الكثيرة لحل المشاكل والقضايا التي تهم الأمة العربية؛ من أجل مصلحة بلدانها وشعوبها، على أساس ويقين ثابت في أن الأسرة العربية الواحدة باقية.

ونوه بأن زيارة سمو الأمير المفدى تأتي أيضًا في ظل الاستعداد للقمة المرتقبة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والأردن والعراق.

تعاون اقتصادي مثمر

وحول التعاون الاقتصادي، نوه السفير رخا بزيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى مصر في مارس الماضي، لافتًا إلى أن تلك الزيارة شهدت الاتفاق على حجم استثمارات في مجالات مختلفة، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًّا لمزيد من التعاون الثنائي المثمر بين البلدين الشقيقين.

وفي السياق نفسه، أكد الدكتور جمال عبد الجواد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لوكالة الأنباء القطرية قنا، أن زيارة سمو الأمير تعد دليلًا على أن علاقات البلدين تدخل مرحلة جديدة قوامها التعاون في العديد من المجالات، وهو أمر بالتأكيد مبني على تفاهم سياسي واستراتيجي كبير.

وقال إن "الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، واضطراب الظروف الإقليمية والدولية تتطلب تحولات كبرى من مصالحات وتحالفات، وتعزيز العلاقات بين الدول؛ حتى تتمكن المنطقة من التعامل بنجاح مع الضغوط الدولية والإقليمية شديدة الخطورة"، مؤكدًا أن وحدة الصف العربي كاملًا تمثل ضرورة، على ضوء ما فرضته الأزمة الروسية - الأوكرانية من تداعيات سلبية على كافة دول العالم، ومن بينها الدول العربية، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي عزت إبراهيم رئيس تحرير صحيفة "الأهرام ويكلي" و"بوابة الأهرام" الإنجليزية، لوكالة الأنباء القطرية قنا: "إن زيارة سمو أمير دولة قطر تؤكد أن العلاقات الثنائية تسير وفقًا لما تم التوصل إليه من تفاهمات لإطلاق دفعة قوية في التعاون المشترك، والبناء على قوة العلاقات بين الشعبين، والتي لم تنقطع يومًا واحدًا".

مردود مهم على العلاقات

وتوقع أن يكون لزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مردود مهم على العلاقات الاقتصادية في المدى القصير، وأن تحدث نقلة نوعية كبيرة في الاستثمارات، وفتح المجال أمام ضخ مزيد من الأموال في الاقتصاد المصري.

وأشار إلى أن هناك إرادة قوية لدى قيادتي البلدين لدفع علاقات التعاون الثنائي، بما يحقق مزيدًا من الاستقرار في المنطقة، لافتًا إلى أهمية مواصلة تبادل الرؤى بين البلدين، والتوصل إلى تصورات مشتركة حول قضايا الأمن الإقليمي، وتحقيق تسويات في قضايا شائكة، ووضع حلول لمسألة الأمن الغذائي العربي، في ظل انخراط القاهرة والدوحة في جهود إقليمية ودولية لمعالجة المشكلات العاجلة والمتفاقمة في المنطقة وخارجها.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo