عقد مجلس الشورى اليوم جلسته الختامية في دور انعقاده العادي التاسع والأربعين، برئاسة سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المجلس، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي بمقر المجلس.
وبمناسبة فض دور الانعقاد الحالي وانتهاء مـدة مجلس الشورى بعد غـد ٍ /الأربعاء/ ، ألقى سعادة رئيس المجلس كلمة رفع في بدايتها باسمه وباسم أعضاء المجلس أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" لما أولاه للمجلس من ثقة وما قدّمه من دعم ومساندة للمجلس مما مكنه من القيام بمهامه وتأدية دوره في خدمة الوطن والمواطن .
تمكن المجلس خلال دور الانعقاد هذا من دراسة كافة مشروعات القوانين التي وردت إليه من الحكومة الموقرة وتقديم توصياته بشأنها
وواصل قائلاً إن المجلس قد تمكن، بحمد الله وفضله، خلال دور الانعقاد هذا من دراسة كافة مشروعات القوانين التي وردت إليه من الحكومة الموقرة وتقديم توصياته بشأنها، مضيفا أنها كانت بحق مشروعات لقوانين هامة، ذات تأثير مباشر على كافة نواحي الحياة في بلادنا سواء في مجال التنمية أو الخدمات. وكان من أهم مشروعات القوانين التي قام المجلس بدراستها ومناقشتها والتوصية بشأنها مشروع قانون بإصدار قانون نظام انتخاب مجلس الشورى ومشروع قانون بشأن مجلس الشورى، وبذلك فقد أسهم مجلسنا في إعداد الأرضية التي سيقوم عليها مجلس الشورى المنتخب، والذي يأتي انتخابه استكمالا للبناء الدستوري وتحقيقا لرؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في تطوير نهج الشورى بالبلاد وتوسيع المشاركة الشعبية في التشريع والرقابة.
ومضى قائلا "إن المجلس ظل منذ إعادة تشكيله عام 2017 في حالة عمل دائم داخليا وخارجيا وحقق في دوراته الأربع الماضية العديد من الإنجازات الهامة بعون من الله ثم بفضل جهودنا جميعاً وتعاون الحكومة الموقرة، وذلك رغم الحصار الجائر الذي فُرض على بلادنا، بالإضافة إلى جائحة كورونا /كوفيد-19/ التي أثرت وما زالت تؤثر في كافة مناحي الحياة ، ولم يقتصر عمله على دراسة ومناقشة مشروعات القوانين والتوصية بشأنها بل كانت هناك جلسات من خلال طلبات المناقشة العامة والاقتراحات برغبة حضرها بدعوة من المجلس عدد من أصحاب السعادة الوزراء المعنيين وتنوعت الموضوعات المطروحة خلالها بين الشؤون الاقتصادية ، والصحة ، والتعليم ، والبيئة ، وحوادث المرور، والأمن الغذائي ، وقضايا المتقاعدين ، والسياسة الخارجية ، والتعليم الجامعي ، وتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق في المجتمع ، ورؤية قطر الوطنية 2030، وغيرها من الموضوعات والقضايا الأخرى" .
تحرك برلماني نشط وفعّال على الساحتين الإقليمية والدولية كان من نتائجه المساهمة في تمتين علاقات قطر مع العديد من دول العالم
وأضاف أنه من دواعي اعتزاز هذا المجلس قيامه بتحرك برلماني نشط وفعّال على الساحتين الإقليمية والدولية كان من نتائجه المساهمة في تمتين علاقات دولة قطر مع العديد من دول العالم وخاصة في المجال البرلماني ، وكان من ثمرته رئاسة المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد وانتقال مكتب أمانتها العامة إلى الدوحة ، واستضافة دولة قطر لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته وتغطي أنشطته كافة برلمانات دول العالم ، وقبل ذلك احتضان الدوحة لأكبر حدث برلماني عالمي وهو الجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي في أبريل 2019 .
وقال سعادته "إننا قد تمكّنا ، وبفضل الله ، من إعداد كتابين عن مسيرة المجلس وتاريخه أحدهما بعنوان: "مجلس الشورى .. نصف قرن من العطاء" تم فيه استعراض عمل وأنشطة المجلس منذ إنشائه . والكتاب الآخر بعنوان: "أضواء على مجلس الشورى : إنجازات المجلس خلال الدورات الأربع الأخيرة" . وسيتم إصدارهما ونشرهما في القريب العاجل".
في هذا الوقت الذي نختتم فيه مسيرة مجلسنا هذا والتي استمرت لنحو نصف قرن، تستعد قطر لتبدأ مرحلة جديدة مع مجلس شورى منتخب
وحول المرحلة القادمة لمجلس الشورى قال سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المجلس "إن بلادنا ، وفي هذا الوقت الذي نختتم فيه مسيرة مجلسنا هذا والتي استمرت لنحو نصف قرن، تستعد لتبدأ مرحلة جديدة مع مجلس شورى منتخب. وأنه إذا كانت المرحلة السابقة في مجال نهج الشورى هي مرحلة التأسيس والتقييم والتطور التدريجي ، فإن المرحلة القادمة هي مرحلة المشاركة الشعبية الأوسع في ظل قيادتنا الحكيمة وعلى هدي أعرافنا وأخلاقنا وقيمنا وتقاليدنا الموروثة، وتتركز مقومات نجاحها في ترسيخ وحدتنا الوطنية وابتعادنا عن الانتماءات الضيقة ليكون الانتماء للوطن أولا وأخيرا ولتاريخه المجيد وحاضره الزاهر ومستقبله الأكثر إشراقا بعون الله".
وأضاف سعادته "أننا في هذه المناسبة لابدّ أن نذكر بالتقدير والعرفان رؤساء مجالس الشورى السابقين الذين تعاقبوا على رئاسته منذ إنشائه عام 1972 والأعضاء الذين نالوا شرف عضويته منذ ذلك التاريخ ، فقد أسسوا البنيان وأرسوا التقاليد والقيم الرفيعة لممارسة العمل بمجلس الشورى".
شُكر وتقدير
وتقدم سعادة رئيس مجلس الشورى بالشكر والتقدير للحكومة الموقرة لتعاونها المثمر مع المجلس وتجاوبها مع ملاحظاته ومقترحاته ومتابعتها لتنفيذ توصياته.
كما شكر نائب رئيس المجلس والمراقبين ومقرري لجانه الدائمة في دورات المجلس الأربع الماضية وأعضاء المجلس ، مؤكدا أنهم كانوا على قدر المسؤولية الوطنية وأدوا مهامهم بكل أمانة وإخلاص وتجرد.
وشكر السكرتارية العامة لمجلس الشورى على جهودها المقدرة وجميع موظفي المجلس والمجلس والعاملين فيه، والمواطنين الكرام على آرائهم ومقترحاتهم ، كما شكر الصحف وأجهزة الإعلام الذين تابعوا جلسات المجلس وفعالياته الداخلية والخارجية .
واختتم كلمته سائلاً الله أن يحفظ بلادنا ويحقق لها المزيد من الأمن والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله .
وتحدث عدد من أعضاء مجلس الشورى في ختام الجلسة معبرين عن شكرهم وتقديرهم لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لما أولاه سموه لهم من ثقة غالية ولعنايته ورعايته للمجلس ولسياسته الحكيمة وتوجيهاته السديدة .
وأعربوا عن اعتزازهم بما حققه المجلس خلال دوراته الأربع الأخيرة من انجازات هامة ، وما قام به من دور كبير في تعميق وترسيخ نهج الشورى ، وفي دعم النهضة الشاملة للبلاد في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى.
وأشاد الأعضاء بالجهود المقدرة لسعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى منذ انتخابه رئيسا للمجلس والتي أثمرت في الارتقاء بعمل المجلس وتطوير أدائه، وكذلك لحسن إدارته لشؤون المجلس باقتدار ومسؤولية، وحرصه على أن يؤدي المجلس دوره كاملا في التشريع والرقابة والاهتمام بقضايا المواطنين، وكذلك لما قام به سعادته من حراك فعال في مجال الدبلوماسية البرلمانية خاصة خلال الحصار الجائر الذي تم فرضه على البلاد ، وما حققته من نتائج إيجابية في إبراز دور دولة قطر المؤثر إقليميا ودوليا وإنجازاتها وتوضيح مواقفها.