أطلقت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، اليوم الأحد، فعاليات الاحتفالية السنوية العاشرة للبرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد".
وقال سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" في كلمة له: إن الاحتفالية السنوية العاشرة للبرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" المنعقدة تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبتشريف وحضور معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، تمثل دليلًا واضحًا على مواصلة دولة قطر سعيها نحو تحقيق عناصر التنمية الشاملة، كما تشكل نقطة انطلاق جديدة في الطريق نحو الاستدامة وفقًا لرؤية قطر 2030.
عيسى بن هلال الكواري: نفخر في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" بالإنجاز المُحقق على مدى عقدٍ كامل
وأضاف سعادته: "نفخر في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" بالإنجاز المُحقق على مدى عقدٍ كاملٍ، مشيرًا إلى أن رؤيتهم نحو تحقيق الاستدامة في التنمية البيئية ومواجهة التغير المناخي، قد بدأت منذ أكثر من عشر سنوات، كما أن العديد من مبادراتهم فيما يتعلق باللوائح والمواصفات وخفض الانبعاثات الكربونية الضارة، من خلال البرنامج الوطني "ترشيد"، قد تحولت إلى قوانين دولية، يُعمَل بها عالميًّا في إطار الأهداف الاستراتيجية للاستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى للترشيد كانت بمثابة استشراف للغد، ورؤية مستقبلية، لوضع خارطة الطريق، حيث تم فيها العمل على صياغة اللوائح الأساسية التي تنظم العمل نحو كفاءة الطاقة واستدامة الموارد من الكهرباء والمياه، وتحقيق مزيج الطاقة، والتوجه نحو الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات الضارة.
إنجازنا الحقيقي يتمثل بغرس وتقريب مفهوم الاستدامة والتغير المناخي في الجيل الجديد من خلال الوصول إلى أكثر من 1000 مدرسة بمختلف مراحلها
وتابع الكواري: "أظهرت النتائج الفعلية لهذه الجهود، ضمن مرحلته الثانية خلال الفترة من عام 2018 وحتى عام 2021، تحقيق عائد مادي للدولة بأكثر من أربعة مليارات ريال، مضيفًا: "إلا أن إنجازنا الحقيقي يتمثل بغرس وتقريب مفهوم الاستدامة والتغير المناخي في الجيل الجديد، من خلال الوصول إلى أكثر من 1000 مدرسة بمختلف مراحلها، وكذلك التغيير الذي حدث في سلوك المواطنين والمقيمين والشركاء من كافة القطاعات بالدولة، نحو تبني ثقافة الترشيد وكفاءة الطاقة".
وأكد رئيس "كهرماء" على استمرار "ترشيد" خلال المرحلة المقبلة حتى العام 2030 بالعمل على تعزيز ما تم من إنجازات، من خلال إعداد وتطوير اللوائح والتشريعات المتعلقة بالترشيد، وكفاءة استخدام الطاقة من الكهرباء والمياه، فضلًا عن تبني أحدث التقنيات التي تتوافق مع البيئة، والتهيئة لمرحلة اقتصاد المعرفة وقطر الذكية، علاوة على مواصلة منهجية الاقتصاد الدائري للاستفادة من كافة العناصر من معالجة للمياه واستخدامات الزراعة الذكية، مرورًا بتطبيقات المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، وصولًا لصفرية الهدر من المياه والكهرباء.
العمل المناخي والبيئي يعتبر أحد أكثر القضايا أهمية على الساحة العالمية
ولفت إلى أن العمل المناخي والبيئي يعتبر أحد أكثر القضايا أهمية على الساحة العالمية، وفي هذا السياق يعتبر "ترشيد" منذ انطلاقه في يوم الأرض من عام 2012، قاعدةً أساسية لخفض الانبعاثات الكربونية الضارة وصولًا لهدف 8 ملايين طن سنويًّا بحلول العام 2030، مع المراعاة الدائمة للنمو الاجتماعي والاقتصادي في الدولة، والحفاظ على مستوى عالٍ من الرفاهية للجميع.
ونوه بأن احتفالية "كهرماء" اليوم تعتبر دافعًا وحافزًا للجميع، ودليلًا ملموسًا على أرض الواقع، لمتابعة هذا النهج نحو استدامة الموارد والخدمات ذات الجودة من الكهرباء والمياه في ظل زيادة الطلب والتغيرات الاقتصادية المتلاحقة مع الالتزامات الدولية بتقليل بصمة قطر الكربونية، مما يتطلب تكافلًا وتعاونًا من جميع الهيئات والجهات الحكومية والخاصة.
وجدد سعادته في ختام كلمته عزم المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء على المضي قدمًا باتجاه تغييرٍ شاملٍ لتحقيق كفاءة الطاقة وتطبيقاتها نحو قطاعات أكثر استدامة، تضمن الحفاظ على موارد وثروات الوطن، وعلى البيئة النظيفة، بما يكفل حياة كريمة وصحية وازدهارًا ونموًّا في المجتمع ككل.