أسهمت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" بعد انحسار موجة جائحة فيروس كورونا كوفيدـ19، في إحداث حراك مسرحي غير مسبوق انطلاقا من بداية العام الجاري 2022، حيث أظهر مؤشر "كتارا" الثقافي، للنصف الأول من العام الجاري إقامة 44 عرضا مسرحيا مباشرا.
ووفقا للمؤشر حظيت عروض مسرحيات "كتارا" بإقبال جماهيري كبير، قدر بنحو 18 ألفا و428 زائرا، ورغم أن سعة مسرح الدراما تقدر بنحو 430 شخصا، إلا أن تعطش الجمهور لهذا الفن أتاح إقامة عرضين في اليوم الواحد للعديد من الأعمال المسرحية.
حراك مسرحي
وعزا السيد خالد عبدالرحيم السيد مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية بالمؤسسة هذا الحراك المسرحي، إلى التنسيق والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين ومنهم، مركز شؤون المسرح بوزارة الثقافة، إلى جانب أن "كتارا" احتضنت "مهرجان الدوحة المسرحي" في نسخته الـ34 والذي نظمته وزارة الثقافة خلال الفترة من 16 إلى 27 مارس 2022، وشهد العديد من الفعاليات أقيمت جميعها في كتارا، بما في ذلك 5 مسرحيات جامعية، و3 مسرحيات للفرق الأهلية، و3 ندوات رسمية، بالإضافة إلى 8 ندوات تطبيقية، وعرض مسرحي خاص من إنتاج مركز شؤون المسرح باسم "مسرح نجمة".
وتضمنت فعاليات المهرجان أيضا الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 مارس من كل سنة، والتي أقيمت بدار الأوبرا بكتارا.
مسرح الطفل
كما لفت إلى أن كتارا واصلت اهتمامها بمسرح الطفل، حيث أقامت عددا من الورش الفنية ضمن برامج الصيف، من بينها ورشة لتعليم فن صناعة العرائس، بما في ذلك عرائس اليد والخيط، إلى جانب تعليم التعبير الحركي، والكلامي وتعابير الوجه، للأطفال من عمر 8 إلى 13 سنة، كما أقامت كتارا 4 مسرحيات، ضمن فعاليات عيد الأضحى المبارك، الأولى بعنوان "أصدقاء الطبيعة" والثانية تحكي عن حيوانات الغابة، والثالثة مسرحية صامتة، والرابعة تتعلق بمسرح خيال الظل، وتخلل ذلك استعراض للدمى العملاقة.
وأكد مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية بكتارا، أن الحراك المسرحي سيتواصل دون انقطاع، حيث من المقرر إقامة العديد من الفعاليات المسرحية خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، على أن تستمر حتى بداية العام المقبل 2023، من بينها مسرحيات عالمية، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة وهيئة السياحة، وكذلك سيشمل الحراك المسرحي شراكات مع دول خليجية وعربية.
كتارا مصدر إشعاع
وفي سياق متصل أوضح الفنان والمخرج سعد بورشيد، أن الحي الثقافي كتارا أصبح مصدر إشعاع على المستوى الثقافي والفني والفكري، وإبراز الموهوبين في كافة مناحي الإبداع، وكان للمسرح نصيب من هذا الإشعاع، حيث استفادت الفرق المسرحية المحلية من الفرص التي تتيحها كتارا للالتقاء بالجمهور، مبينا أن الأمر لم يقتصر على المسرح القطري، بل فتحت مسارح كتارا للفرق المسرحية من خارج قطر.
وأكد أن الشراكة مع مركز شؤون المسرح بوزارة الثقافة انعكست بالإيجاب على فن المسرح وأعادت له توهجه القديم، وأتاحت للمسرحيين والمهتمين بهذا الفن الالتقاء عبر ندوات ومحاضرات لمناقشة آمالهم في مواصلة الحراك المسرحي، كما هيأت إقامة مهرجانات عديدة، منها مهرجان الدوحة المسرحي والمسرح الجامعي، والاحتفال بمرور 50 عاما على إنشاء فرقة المسرح القطري، وتكريم الرواد المسرحيين على مر السنوات.
من جانبه، يرى الدكتور حسن رشيد الناقد المسرحي، أن كتارا لعبت دورا كبيرا في إعادة المسرح للواجهة بعد فترة من الركود انتظمت المسرح القطري والعربي على حد السواء، مؤكدا أن الحي الثقافي نجح في تقديم إبداع مسرحي متنوع، للكبار والصغار، كما استضاف عروضا مسرحية من خارج الدولة.