حذر علماء المناخ من تعرض منطقة البحر المتوسط لموجة حر شديدة خلال شهر أغسطس المقبل، تتجاوز المعدلات التي تم تسجيلها في يوليو الجاري، مؤكدين أن هذا الأمر قد يدمر النظم البيئية ويقتل أعدادا من الكائنات والأنواع البحرية في الأسابيع المقبلة.
وقال هؤلاء العلماء، في بيان اليوم، إن درجات الحرارة الزائدة في جميع أنحاء أوروبا في يوليو الجاري ستعقبها موجة حر أخرى طويلة الأمد في مياه البحر المتوسط، لافتين إلى ما سببته الحرارة الشديدة خلال الأسابيع الأخيرة من حرائق غابات ووفيات تقدر بالألوف في أوروبا.
وذكروا أن الدفء لم يقتصر على اليابسة، إذ تسبب الهواء الدافئ على نحو غير معتاد، بالإضافة إلى التحولات في تيارات مياه المحيط مع استقرار مياه البحر المتوسط، حيث ارتفعت درجة حرارة المياه على السواحل بعدة درجات مئوية أعلى من المتوسط لهذا الوقت من العام والذي يتراوح بين 24 إلى 26 درجة مئوية.
إلى ذلك، قال عالم المحيطات جان بيير جاتوزو، في تصريحات، إن درجة حرارة المياه بالقرب من مدينة “نيس” الفرنسية سجلت رقما قياسيا لم تسجله منذ العام 1994، إذ بلغت 29.2 درجة مئوية في 25 يونيو الماضي، وهي أعلى بنحو 3.5 درجة مئوية مقارنة باليوم نفسه من العام الماضي، محذرا من تبعات موجة الحر المقبلة التي يتوقع أن تكون نتائجها "كارثية" على النظم البحرية.
يذكر أن موجات حر بحرية ضربت البحر المتوسط في الفترة من 2015 إلى 2019، مما أدى إلى نفوق جماعي للأحياء البحرية، لكن موجة الحر هذا العام تبدو أكثر سوءا، وأشد وقعا على البيئة وسكان البلدان المطلة على هذا البحر.